أدوْر يَا شَوَارِعِنَا غريبهَ النَّاسَ
أَدَوْر يَا حَدايقنا ذَبْلَنَا وَصرَّنَا ورگة يَاس_________________________________________
أنحدرت أكواماً قاحلة من الكُثبان الرَملية المَيتة وأنهارت نديَّة تغور تحت ثِقْل أجساد أحتجزت قسراً داخل قَوقعة الزجاج المَحْدُود. نَزل الرَمل مهدوداً عَبر فُتْحَة صغيرة عند خَصر البَنْكَام وَ قُبَالَة عيونه تَناثر إيقاع الثواني بِسٌرْعَة فَظيعة في جَوف الساعة الرملية تلك المُستقرة علىٰ طرف مكتبه، وكأن الوقت أقامَ الحَد ضِده هذه المرة، لا تكاد تنقضي دقيقة واحدة لِصالحه جَرَت الأحداث نَقِيض توقعاته تماماً فَـكل ورقة قَبَضَ عليها بِـكفه معَ كُل ذرة انزَلقت سَفَحَت رَجَاء آماله؛ قَتيل الساعة...، هوَ وضئيل الأمل داخله بِـمنجل الوقت الصارِم هٰذِه المرة طُمِرت اروحهم اسفل رمال الساعة الصحراوية وبين هذا السكون الذي حَل بَتِرها صوت صَفع الأوراق علىٰ المكتب بشِدَّة لما رَمى الرُزمة من بَين يديه بيأس ومَسَد صدغه بإنزعاج، ضَغط اصابه بالعَته بينما يراقبه الأكبر تارك هوَ ايضا ما في يديه على جَنب يُطالع الضائع امامه"اكـو نـقص هٓـذني مـو كـلهن وأسـمه مـو مـن ضـمنهم!!!"عقد أمير حاجبه ودمدم مخاطباً الجالس امامه،، مُعتلية وجهه معاني الأضطراب فما كان هذا ما ينتظره اطلاقاً يغرقه شخص مجهول الهوية ثم يرمي له بِـقشة يتعلق بها كل مرة يقترب للنهاية، هذه المرة حتى قشته الأخيرة ضاعت من بين يديه
"يـعني تريـدني أخمن السـالفة أميـر؟؟ هوَ منـو غيـر كـون تحـجي؟؟!" استرسل رائد يخفي هدوءه الظاهر انفعالاً داخله يكبح جماح غضبه من تصرفات شخصه الغريبة، يتتبعه بلا هدف واضح...يتتبعون السراب لا وجود للحقيقة في طريقهم
" شكيـت بشـخص بـس..." سَكت المعني لبرهة وكأن الوقت توقف عنده يجمع سيل الافكار واحدة تلو الأخرى وحتى عاد لأرض الواقع أرضهم سحب الكرسي وجلس على مقربة من الأكبر ما تفصلهم
غير سانتيمات قليلة فقط"تتـذكر الولد الچان ويانة بالموصل بسنة التحرير؟؟" استرسل بصوت خافت يمَحْو الغبار عن ذكريات قديمة حاول جُحُود حقيقتها من رأسه هذه المرة رفع رايات أستسلامه امام شكوكه وَإِرْتِيابه يفصح عما أَسَرَّه طوال الأشهر الماضية
"يا ولد؟؟" ضيق رائد عينيه بعد الجملة الأخيرة لا تسعفه ذاكرته بتاتاً لأَقى عدد ليس بالقليل خلال مسيرتهم تلك لا تقفز الاحتمالات ولا حتى رِيبَة اتجاه احد منهم
" الشـاب المـخطوف العـالج اصـابتك وأصابتي؟؟ مُصطفىٰ أسمه الچذب...!! " عَمَ الصَمت المكان قاطعها قهقهة خرجت من ثغره على ما وصل لمسامعه اثناء ما راحت كفه تربت على فخذ أمير مرتسمة ملامح الحيرة جاهل سبب الضحك المفاجئ