قَبَس وَ شَغَف.

9.6K 490 1.4K
                                    

  حبني گد الموت من يزهگ بأهلنه
حبني گد نيشان شوفك من يطگ سوله بدربنة
حبني خلي أشتم هويتي الضايعه بحجة وطنة

._______________________________________.
خوف ورهبة وسواد غطى عالمه وتوشح فيه، ألم فريد ملئ بالشجن النبيل تعشعش داخله واعتصر قلبه، كلمات عُلقت بحنجرته و حِس انقطع تماما، لا توجد حروف تنسج معاني ما فيه، قَلق هوَ ما سيطر عَليه وَ افكار ظَلت مُعلقة مُتأرجِحة بَين يَقين التحقق وَشك الوهم، تشابكت افكاره مع آلام روحه، وَ غَرق جسده في عمق الخوف بعدما إِرْتَعَب ممّا مَر على مسامعه منذ لحظات قليلة،

كان ماسك بهاتفه بصعوبة بسبب الأرتجاف الي اصاب اطرافه من صَخب و أصوات الرصاص كانت واضح للغاية... كانت هيَ اخر ما سمعه خلال البصمة الصوتية و أخر ما ارسل له عمه قبل ان ينقطع
اتصاله به تماماً

فتح الرسالة مرة ثانية وثالثة وعاشرة يحاول استيعاب والتأكد مما سمعه، يحاول النكران في داخله ولكن كل شئ كان واضح كوضوح الشمس،
دقائق طويلة مرت كان هوَ جالس في منتصف سريره عاجز تماماً شارد الذهن ومع افكار تلاطمت في عقله كأمواج بحر هائج، وَعى على نفسه بصعوبة و خرج من هول الصدمة الي جافته لدقائق بالنسبة له كانت سنوات عِكاف

"لـــ...لا"
سحب جسده من على السرير وبخطى اقرب للركض فتح باب غرفته وتوجه ناحية الطابق الأرضي، نزل بخفة لا يبتغي ان يتصادم مع أمه

توقف في وسط الدرج بعدما لمحها جالسة هناك في منتصف الصالة ولكن ما كان قاسم موجود معها، سحب جسده بتروي و عاد بسرعة للطابق الثاني متوجه صوب غرفة ابوه هذه المرة

فتح الباب و دخل ثم اغلقه بهدوء حتى لا يسمعه احد، توجه لهاتف والده الخاص بأشخاص مقربين
منه و من أتباعه، اتجه لسجل اتصالاته الخاص يبحث
عن رقم معين كان في باله وبعدما كان يحاول تثبيت اصابعه بصعوبة بسبب الأرتجاف الي طغى على جسده و ما كان قادر على السيطرة على نفسه

ثواني و لمح اسم ذلك الشخص وبسرعة قام بتسجيل رقمه في هاتفه ثم توجه مرة ثانية نازل من على السلالم بخطى مستعجلة

"اني مو گتلك ممنوع-
هاي شبيك آدم...؟؟"
انتبهت حلا لأضطراب أبنها و أصفرار وجهه بعدما التفتت توبخه على نزوله، وكونه كان معاقب بسبب بذائة كلامه وأسلوبه الي ما راق لها اطلاقا،

هيَ اجبرته على قضاء يومه بالكامل داخل غرفته، لكن عندما لمحت نزوله السريع و تفتيشه في الغرف
و كأنه أضاع غرض ثمين يبحث بعيون مشتتة عن مراده ومبتغاه المجهول، استقامت وبنظرات قَلق
توجهت ناحية أبنها

"بــ... بابا...وينه؟؟!"
غلبت نبرة البكاء على صوته و معاني وجهه، و
للحظة عرفت حلا ان هناك شئ ما حصل لذٰلك

سَــفْاح .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن