وَضَلّ يَسْهل الْمَوْت وَيَصْعُب النَّوْم
بِحَيْث المات گالو عَنْه سَلْهم
ستة أيام وليلة
عدد ما أَفنى من عمره بعيدا عن منزله الدافئ ، روح مُنهَكة تنتظر احد ينتشلها من ركام الأسى ، عيون متعبة ،جسد مرهق ،قلب يتَشَبث بأخر خيط
من بصيص الأمل، وَ بصِيرة تقول ان هذه هي النهاية…
"سيدي"
هرول الجنود ناحية سفاح الي كان لا يزال نائم على الارض متسطح فوقه جسد أيفان يجر شهقات متتاليه على صدره
يستقيم بصعوبة حالما سمع صوت الجنود يقربون منهم يمسح دموعه يجر جسده بعيد عن الأكبر
ينهض الاخر بدوره يرفع جسده عن الارض متوجه ناحية الجنود القادمين بأتجاهه
" سفاح... خوفتنة عليك عبالنة بعدك داخل البناية "
تحدث احد الجنود الواقفين قباله سفاح الي كان بدوره مشغول يمسح الدم عن جبهته كونه حصل ضربة قويه بعض الشيئ في رأسه يتكلم بعدها بصوت مبحوح نوعا ما
"صار شي أخرني...
وين جهاز الاسلكي !؟"
استدار يحاول البحث عن جهازه يرى الاوضاع بالجهة الأخرى عند حسن والبقية
بقي يبحث عنه عدة دقائق في الارجاء يستدرك انه ممكن يكون قد سقط داخل البناية بدون ان يشعر
عاد يسير بخطوات مثقلة ناحية الجنود الي قامو بدفن جثة مياسين… بينما إيفان ضل جالس بجانب قبرها، ينظر ناحية الفراغ
"يلا نرجع للمقر "
تقدم يشير للجنود بالتوجه قبله يبقى هو الاخر واقف بجانب إيفان يحدق فيه وبكمية الانكسار الي داخله
"تگدر تمشي ؟!"
استفهم يخرج سيگارة من جيبه لا يزيح نظره عن الجالس قرابته...
لا ينطق بأي كلمة ملتزم الصمت سارح في عالم اخر
" تخورست ؟! "
نطق يثني ركبتيه جالس بالقرب من الاصغر
ينظران كلاهما ناحية القبر
"شبيك عيناي !!
قابل اول مرة تشوف ميت ؟! "
اسفهم يوجه نظراته ناحية إيفان الي كان يعض على شفتيه بحسرة بعد كلمات سفاح الاخيرة
"ب... بس.. مو هيج... ما تستاهل... هيج تموت... "
تحدث إيفان بنبرة مرتجفه ينزل رأسه بتعب يدفنه بين رجليه القريبة من صدره يحتظن نفسه كقنفذ صغير تنسدل دموعه بخفة على خده يحاول كتم شهقاته قدر الأمكان حتى لا يسمعه الأخر
يقرب يده منه يمسح على رأسه
لا يزيح نظره ناحية القبر يرمي اخر ما تبقى من سيگارته بعيدا يتحدث بعدها موجه كلامه ناحية إيفان
