بعدَ مرور يومان...
كانت هازال تسير بطرقات حيهم النائي،تحديداً ذاهبة لورشة الصناعة الخاصة بالأقمشة التى كانت تعمل بها سابقاً.
دخلت لداخل لتصادف احد زميلاتها بالعمل تتناول الطعام بمفردها.
اقتربت منها ثُمَ تحدثت معها بلطفٍ:
"نور ما الأخبار؟،هل المدير هُنا؟"ابتسمت لها الفتاة قائلة وهي تضع شطيرتها جانباً:
"بخير،لا مع الاسف،لقد رحلَ للتو،على مايبدو هُناكَ امراً طارئاً حدث معه"زفرت هازال أنفاسها بحزن لتكمل بعدها الفتاة بتسأل:
"لماذا تريدين المدير هازال؟"شعرت بضيق هازال لِتقول:
"اريد العودة مجدداً للعمل،اخي طلبَ مني ترك عناية شقيقة صديقتي،يعني أصبحت بلا وظيفة تُعيل الأسرة مع اخي صالح"قوست نور شفتيها مُتأسفة،قالت وعند نطقها تضايقت هازال أكثر:
"مع الأسف هازال،المدير وضع بديلة عنكِ منذ مدة،حتى لا يوجد شواغر هُنا"شكرتها هازال لِتجر ساقيها بتعبٍ وضيقٍ.
آه يالله كيف سأغلق فم صالح الآن؟،بتأكيد سيغضب وينفجر عليّ!
سارت مُتجهتاً للمنزل لِتستغرب وجود أخاها بالحديقة الصغيرة الخاصة بهم بهذا التوقيت،غريب تركَ المطعم فارغاً بدونه!
دخلت مع الباب ليستوقفها:
"تعالي اليّ!"ابتلعت ريقها لِتسير ببطيءٍ كما لو ان احدهم ربطها بأحجارٍ بقدميها،صرخَ عليها جاعلاً إياها تسير من غير وعيها.
آمرها بالجلوس لِتجلس بجانبه،وبدون سابق إنذار او حتى تمهيد قال:
"لقد طلبكِ أحد شبان حارتنا المحترمين،وانا أعطيت الموافقة لليوم،تجهزي هيا!"شعرت بتصلب جسدها،فقط تسمع بإذنيها صفيراً يفصلها عن العالم،شعرت بدنيا تدور من حولها.
عادت مُجدداً للحياة الواقعية عندما سمعت أخاها الحقير يتحدث بنبرةٍ مُتسلطة:
"هل ابتلع القط لسانك؟،هيا اغربي عن وجهي وتجهزي،العريس قادم مع عائلته مساءاَ!"وقفت هازال بقامتها، بكل قوتها و لأول مرة تصرخ عليه قائلة "لا" بكامل حُرقتها وغضبها من دناءة تصرفات اخاها الكبير:
"لا،لن اذهب،ولن وافق على هذا الزواج هل تسمعني!،لقد قلت لكل شيء نعم،حرمتني من التعليم،حرمتني من أحلامي،لكن الى هُنا،توقف،لن اتزوج ما تُريد اسمعت!،انا لستُ بجارية لديك،انا انسانة خلقت حرة،انا حرة،اريد حُريتي بقرارتي،لا،لا،لا"
وقفَ اخاها صالح امامها واعينٌه تُطلق نيراناً حامية من داخلها،أنفاسهُ الغاضبة تصاعدت،شعرَ بغليان دماءه بعروقه.
الشياطين فقط من كانت فوقَ رأسه بهذه اللحظة!
هل ما تسمعهُ اذناه صحيح؟
هل تطاولت عليه امرأة؟،سيقتلها،سيقطع لسانها.
أنت تقرأ
لعبة القدر
Romanceاتريدين ان اساعدك و اخلصك من مصيبتك وذاك الرجل؟ تنفست بثقل وهي تفكر بمصيرها الغريب الذي تغيرَ بين ليلة وضحاها. يالله أرشدني الى الطريق الصحيح،ساعدني. لعبة القدر.. هازال فتاة جميلة للغاية تبلغ من عمرها ٢٤ ربيعاًا،ذات عينان خضراء،جميلة الجميلات،كما ي...