هروب

501 104 93
                                    


مساءاً..الساعة الثامنة والنصف..بمنزل هازال..
كانتْ مُستلقية على سريرها الصغير،برضوضها التى امتلأت بكامل جسدها،مازالت تشعر بالمٍ فضيعاً بكامل هذا الجسد الضعيف.

فروة رأسها كانت كما لو انها تحترق،وجذور شعرها لا تشعر بها!،فمها كان مُنتفخاً،ملامحها كانت ذابلة من البكاء اضافتاً لاثار الضرب المبرح التى تعلمت على وجها.

والمؤلم،مازال قلبها يؤلمها بشدة،عائلتها،ليست بمنصفة،حتى والدتها،تهاب ابنها!،لم تستطع حتى الرفض؟

والسبب خائفة كي لا يضربها،لماذا لا تقومين بحمايتي يا امي؟،لماذا تنظرين الىٌ وانا اضرب؟

لماذا لا تردعين ابنكِ من التحكم بمصيري،لماذا؟

بعض العائلات،ترى نفسها مُحقة بتحكم بكامل تصرفاتك لمجرد بأنها انجبتكَ ع الدنيا،هذا النسب الذي يسري بشرايينك والذي تُلقب به،والذي يحدد بكثيراً من الأحوال مصيرك بدنيا!

احياناً تجعلكَ عائلتك تدفع ثمن هذا النسب،وهذا القدوم على الدنيا،تشعر وكأنك أتيت على هذه الأرض من أجل دفع ثمن قدومك لها!

تمنت هازال اليوم بأنها حقاً ماتت اثناء ولادتها،او حتى لم توضع برحم والدتها.

يا ليتها هي من ماتت لا اباها،رُغمَ بأن أفكار اخاها المتطرفة أفكاره هو،افكار عدوانية ضد المرأة بأسم الشرف والعرض.

المرأة التى هي بنظرهم فقط للخدمة ولإمتاع زوجها بالفراش والانجاب!

هذا هو الإرث الذي تركهُ اباها لعائلته.

لم يترك ارضاً او حتى مالاً،تركَ تخلف عقله بأبنه الأكبر،بوالدتها،بكنته،بالجميع،جميعهم تقاسموا ادوارهم جيداً،محورها،إهانة وذل المرأة.

دخلت عليها والدتها وبيدها كيساً صغيراً،وزوجة اخاها كانت تُخفي تحت احد اغطية رأسها بعضاً من مساحيق التجميل التى هي مُحرمة بهذا المنزل.

حجة اخاها التى توارثها من والده ،بأنها صُنعت لإغواء الرجال،من تضع الزينة عاهرة!

اعتدلت هازال بجلستها رُغما الألم الفظيع الذي تشعر بهِ لتردف بنبرةٍ متعبة ببحة صوتها:
"امي،زوجة اخي،ما هذا؟"

لامستها والدتها من وجنتيها  بلطفٍ كي لا تتألم ابنتها لتقول:
"صغيرتي،عزيزتي،لا تفعلي هذا بنفسك، اليسَ مؤسفاً على جسدكِ وروحك،تزوجي،اذهبي،ربما يكون شاباً صالحاً!"

وافقتها القول زينب:
"نعم امي مُحقة هازال،تزوجي،ارحلي من هذا البيت.."

قاطعتها هازال رُغمَ معرفتها بأن كلماتها ستؤلم قلب زينب المسكينة الا انها قالتها:
"هل انتِ سعيدة عندما اجبرتكِ عائلتك على اخي؟،هل هو اختيارك!،هل هو قرارك؟،اخي المتخلف هو نتيجة زواج الصالونات هذا،انا لن ارمي نفسي بنار،عائلتك المُتخلفة عقلياً،حتى لا تُدافع عنكِ امام تجبر اخي!،بالعكس،هم مثله!،انا واثقة بأنهم سعيدين للغاية من جبروت صالح"

لعبة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن