حقائق مخفية

447 84 168
                                    


خرجَ ساركان من مكتب والده،كان يريد النوم بداخله لأن زوجته قامت بطرده من غرفتهما،كانَ موقفها واحداً لا رجعة به!،ديلارا من سابع المستحيلات ان تتقبل هازال،حتى لم تفكر بأن تكمل بقية حديث هاكان،كانت جداً غاضبة،حانقة من موقف رجال العائلة بموضوع سنا و أسرتها التى ستكون علاقتهم على المحك!

هي لا تريد سوى سنا عروساً لعائلتهم.

اما محمد رفضَ بشدةٍ بعدما دخلت هازال لمنزلهم،هو فقط كان يريد زواج ابنه،سنا كانت أقرب اختيار لعائلتهم.

دخلَ ساركان لغرفته وعند دخوله شعرَ بالاختناق من منظر ياسمين،كانت ترتدي قميصاً شفافاً باللونٍ الأسود،زينت ملامحها بأحمر شفاه احمر و رائحتها الجذابة كانت تفوح بأرجاء الغرفة.

وضعت بعضَ الموسيقى الهادئة و الأطعمة الخفيفة و كؤوسا بجانبها نبيذاً من افخر مجموعات عائلتهم.

الرجل الطبيعي كان سيثار من منظرها،سيشعر بشهوة،اما هو،كان يشعر بالعجز و الاختناق و النفور!،لا يريدها و لا يتقبل الأجواء التى تحيط بالغرفة الان.

زوجته كانت كُتلة من الأثارة لأي رجل سيراها بكامل زينتها،لكن هو؟،لا يشعر بذرة مشاعر!،حتى جسده  لم يبدي أي رد فعل!

كصنم يتابع تحركات زوجته.

أغلق الباب بتثاقل وهو يفكر كيفَ سيهرب من هذا الموقف الذي يتكرر منذ سنوات،لا يريد بأن ينتهي الأمر بينهما كدائما،شعوره بنقص و العجز،هي ستزيد بإلحاحها خاصتاً بعد زواج هاكان،هو من حقها،صبرت عليه سنوات طويلة!

جرب الكثير من الحلول لكن عبث،حالتهُ ميؤوس منها،لا رجاء منه!،حقيقتهُ بأنهُ لا يشتهي أي امرأة بالوجود و لا يملك أي رغبة  بجسده،حتى انه ينفر من الفكرة و لا يشعر بذرة رغبة ناحيتها،رُغما تناوله العلاج،الا انَ الأدوية  فشلت امام وضعه.

 يعشق زوجته،يقبلها،يحتضنها،يحب ملامساتها العفوية اللطيفة بملامحه طوال اليوم،لكن الجنسية!،تعب منها،تعب من نفس الفشل بكل مره!

و بداخله كانَ هناكَ سراً اغرقهُ بصندوقٍ خفي بقلبه،هو عقيم،لا ينجب الأبناء،لا يستطيع اخبارها،ستتركه على الفور! 

جلسَ ساركان على السرير لتأتي ياسمين بجانبه،كانت تُريد تقبله من عنقه ليصدها على الفور،قالَ بعجز وخزي من نفسه:
"ياسمين،لم تسأمي من نفس السيناريو كل ليلة!،ثياب جديدة،عطور جديدة،موسيقى جديدة،افكار منوعة،والنتيجة.."

قاطعتهُ ياسمين محاولتاً كبت دموعها وقهرها على شبابها انوثتها التى اهدرت لسنوات:
"سأبلغ بعد عدةٍ اشهر قصيرة  الواحد والأربعون من عمري، وانا مازلت لا اشعر بأنوثتي،لم ارزق حتى بطفل واحد ساركان!"

تأفف ساركان و دموعه امتلأت بقهر من حاله الضعيف كرجل،اردفَ ببحة صوته:
"انتِ تقولين لا تريدين أطفالاَ كي لا يفسد جسدك الجميل!، تحبين بقائنا نحن الأثنين بهدوء"

لعبة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن