صديقي القديم

181 35 134
                                    

كان الاثنان غارقين في عالمهما الخاص، عالم لا يسمع فيه سوى دقات قلوبهما وأنفاسهما المتقطعة التي تختلط بهدوء المساء و غروب الشمس التى كانت ترحل امامهما لمنزلها.

هو لم يكن يصدق أنه أخيرًا وصل لهذه اللحظة مع هازال.
اللحظة التى اعترفت بحبها له،مشاعرهما الان واضحه،هي تحبه مثلما يحبها!
شقراءه اللذيذة اعترفت،كان يمسك بيدها برقة شديدة كأنها قطعة زجاج يخشى خدشها،يشعر بكل نبضة تعبر عن تلك المشاعر التي تفيض من قلبها.

أخترقت لحظة هدوء المشهد بخطوات ثقيلة تقترب،دخل ساركان وقد لاحظ الانجذاب الواضح بينهما،وقف للحظة مبتسمًا بدهاء،عيناه تدوران بين هاكان وهازال.

كان حقا يشعر بسعادة حقيقية إتجاه سعادة أخاه التى باتت واضحه من لمعة عيناه،إبتسامته،شخصيته التى تغيرت للأفضل.

بقيت يد هاكان تلتف حول خصرها بحب،عسليته لم تتخلَّ عن لمسة العشق الصافية التي كانت تبرق في كل نظرة يوجهها لها.

اما هازال شعرت بتوتر طفيف،لم تكن معتادة على هذا أمام احدهم،هي تعلم بأنهم متزوجين أمام الملأ،لكن بالحقيقة كان زواجهما مزيفاً،لكن قبضة هاكان الدافئة حولها،جعلتها تشعر  بالأمان المحبب لقلبها.

ضحك ساركان عليهما ثُمَ اردف بنبرةٍ مليئة بالمكر:
"آوه يبدو أنني أزعجتكما في لحظة خاصة جدًا!"

شتمت هازال داخلياً،اللعنة عليكم يا عائلة آيجمان،هل انتم سلطة الله عليٌ بالأرض!
اتمنى من الله أن تنصرف انظاركم عني وعن ابنكم الذي انا متأكده بأنه سعيد بهذه التلميحات اللعينة.

طبعاً حقير آيجمان سعيد!

قاطع حديثها مع نفسها كلام ساركان:
"هاكان،كنت أود إخبارك  بأن غدًا موعد الحفلة السنوية للشركة"

تجمدت ملامح هاكان للحظة،كان قد نسي أمر الحفلة بالكامل،هو لما يكن يهتم لشؤون الشركه،كان يلهو و يعبث هو و انجين دون أدنى مسؤولية صغيرة للعمل.

ضحك ساركان بإغاظة واضحة و اردف بنبرةٍ ساخرة جعلت هاكان يتمنى بأن تنشق الارض وتبتلعه:
"آه طبعًا نست بأنك بالماضي كنت مشغول للغاية مع فتياتك، لا تعرف أبسط اللحظات التي تعيشها اسرتك!"

ألقى ساركان نظرةً نحو هازال ثُمَ أردف بابتسامة واسعة واعينه تراقب اخاه الذي يود قتله بمكانه:
"والله الشكر الكبير هنا يعود لزوجتك الرائعة،جعلتكَ أخيرًا رجلاً جيداً،لن ننسى فضلكِ يا هازال آيجمان"

هنا ابتسم هاكان بتوتر حتى أطلق ضحكة صغيرة يحاول فيها التخفيف من حدة الموقف الذي وضع به.

اللعنه عليك ساركان هل اقتلع لسانك الغبي!،هل تلبستك روح ياسمين هنا!،حسناً انا املك ماضي قذر،لكن ليس اليوم!

لعبة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن