لنمثل انا و انتِ

521 61 278
                                    

بعد مرور أسبوع...

وقفت هازال أمام مبنى الجامعة،كانت تتأمل الهيكل الضخم الذي كان يهيمن على المكان،كان يختبئ وراء جدرانه الطويلة العديد من الذكريات والأحلام،بهذا المكان،خرج المعلم،الطبيب،المهندس،المحامي.

كانت الشمس تُلقي بأشعتها الذهبية على الواجهة الزجاجية مما جعل المبنى يلمع كأنه كنز في قلب المدينة، لكن في داخلها،كانت تتصارع مع مشاعر مختلطة من القلق والتوتر، كأن قلبها يحاكي أصواتاً تدق بشدة.

مع اقتراب موعد الاختبار،زادت ضغوطها،كانت تشعر وكأنها تحمل جبلًا من الهموم على كاهلها،كل خطوة تخطوها نحو البوابة كانت تشبه التقدم نحو ساحة معركة ربما تنتصر وربما تعود خاسرة.

تذكرت الأيام التي قضتها في المذاكرة،كانت تتمنى أن تحقق أحلامها،لكن الخوف من الفشل كان يشدها إلى الوراء.

بينما كانت تتأمل المبنى الجامعي،رأت هاكان قادمًا من بعيد،كان يتجه نحوها بخطوات ثابتة،في يده كان يحمل كتابًا مفتوحًا،كأنه يدعمها معنوياً،لآخر لحظة هو معها.

عندما اقترب من شقراءه،ارتسمت على وجهه ابتسامة دافئة، كأنها ضوء يشق طريقه في عتمة مخاوفها،كانت سعيدة بوقفه معها.

موقف القبلة لم يؤثر عليهما،استكمال دعمه لها دونَ النطق بكلمةٍ واحدة عن ذلك الموقف!

كان يحترم مساحتها الشخصية،كانت تعرف جيداً بأن شرارة علاقتهما تحتاج فقط أرداه منها،خوفها من التعمق بعلاقة مع رجل جعلها تبني حاجزاً لا يود التحطم،حتى امام مشاعرها.

 اقترب منها ثُمَ سألها بصوتٍ يحمل نغمة من التشجيع:
"هازال،كيف هي معنوياتك؟" 

أجابت محاولة أن تتحدث بثقة،لكن كلمتها الأخيرة خرجت كهمسة مُعبِّرة عن الضغوط التي كانت تعاني منها:
"أشعر بالتوتر كما لو أنني سأخوض معركة حقيقية"

اجابها،خطواته تقترب منها وكأنها تحيط بها بحماية غير مرئية،عانقها من خصرها محاولاً بث الطمأنينة بداخلها:
"أنا هنا لدعمك،هذا طبيعي،لكن عليكِ أن تتذكري أنك لست وحدكِ بهذا الطريق"

كان هناك شيء في نبرة صوته جعلها تشعر بالراحة،وكأن كلماته كانت بمثابة بلسم لجروحها الداخلية. 

استكمل كلامه مما جعل ذكرياتها الجميلة تعود إلى ذهنها:
"هل تذكرين تلك المرة التي كنا ندرس فيها معًا؟،لقد أنجزتِ الكثير،لهذا،أنتِ قادرة على تجاوز هذا الاختبار صدقني"

ابتسمت هازال برقةٍ،رغم القلق الذي كان لا يزال يحوم في داخلها،سألته،كانت نبرة صوتها تحمل بقايا الخوف الذي ينهش قلبها:
"لكن ماذا لو لم أحقق ما أريده هاكان؟"

كان الخوف رفيق ملامحها الناعمة،مدًا يده برفق نحو وجنتها، يريد دعمها معنوياً،كانت تبدو غارقة بمخاوفها،تلكَ الفتاة تم تدريسها فقط على الخوف،جعلوها أسيرة مخاوف ستقف أمام طريقها،اسرتها السبب بهذا التشتت.

لعبة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن