قبلة

453 61 165
                                    

{فضلاً وليس امراً،لا تنسى كتابة تعليقاتك بين الفقرات و التصويت،التحديث القادم سيكون بناءاً على تفاعلك😊}

"في خضم الفوضى،يجد القلب طريقه"

كان الجو مشبعًا بنسيم البحر العليل،هدوء ما بعد الغروب كان يغمر إسطنبول بطبقة من السكينة،كانت رائحة البحر تتسلل في الأجواء كعطرٍ قديم،مزيج من الأملاح والهواء النقي،يملأ الأنف بنفحات منعشة تذكرك بالعطلات الصيفية.

أمام المبنى الضخم لإسطنبول أكواريوم،توقفت السيارة الفارهة،كانت نموذجًا مثاليًا للجمال والحداثة،سيارة رياضية ذات تصميم انسيابي،تحمل خطوطًا جريئة ومميزة، بلون أسود لامع يعكس لمعان الشمس ويعطيها هيبة وقوة.

نزلا منها بخطواتٍ بطيئة،كان مُتحمساً لردة فعل شقراءه اللذيذة،طوال هذه الأسابيع وهو يحاول دعمها،يريدها ان تشعر بأنها ليست وحيدة،سيكون دائماً حولها.

أبتسمت هازال وهي تستنشق الهواء الممزوج برائحة الأمواج والمدينة في لحظة هدوء نادرة،لكن ما كان ينتظرها في الداخل لم تكن لتتوقعه.

سألها هاكان بصوتٍ منخفض،كانت نبرته مزيجًا من الغموض والحماس،عيناه باللون الكراميل تحملان بريقًا لم تفهمه بعد:
"هل أنتِ جاهزة يا اميرة القطن؟"

اجابته هازال بإستغرابٍ،هناك شيءٍ ما في طريقته جعلها تشعر بأن هذه الليلة لن تكون عادية:
"جاهزة؟لكن ماذا يحدث هاكان؟"

كان قلبها يخفق جاهلتاً ماذا ينتظرهما،اقترب منها هاكان ببطءٍ وعيناه تركزان عليها بشدة،كانَ يتأمل ملامح ذات العينان الخضراء الربيعية بحبٍ.

لم يعد يستطيع تجاهل مشاعره أو اخفاءه عنها.

بلطف مد يديه لتغطية عينيها الفاتنة،جعل العالم من حولها يختفي في ظلامٍ مفاجئ،أرتجفت عندما تسللت رائحة عطره الرجولي بصدرها.

اللعنة عليك هاكان آيجمان،انتَ كالهلاك لقلبي الجاهل للحب.

همس بالقرب من أذنها،صوته كان كالموسيقى التي تهدئ روحها وتثير فضولها في الوقت نفسه،إقشعرت من قربه:
"هل تثقين بي يا زوجتي الجميلة؟"

ضحكت بخفة وهي تشعر بدفء يديه على وجهها،لكن قلبها بدأ يخفق بسرعة،هذه اللمسة الخفيفة كانت كافية لجعل كل شيء آخر يتلاشى،كلمة زوجتي منه جعلتها تحلق لسماء:
"اثق بك،لكن اين سنذهب؟"

قال بصوت مفعم بثقته المعتادة بنفسه،أمسكها بيدها وقادها ببطء نحو المدخل:
"لا تسألي،فقط انتظري مفاجأه هاكان آيجمان"

كانت خطواتها غير ثابتة،تتلمس الأرض وكأنها في عالم آخر لا تعرف تفاصيله،بينما هاكان كان يمسك بيدها بحذر وحنان، يقودها خلال هذا الطريق المجهول متحمساً لفرحتها الطفولية.

لعبة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن