تقرير عذرية

631 76 170
                                    


الساعة الثانية عشر بعدَ منتصف الليل...

انتهى حفل الزفاف لِيعود القصر لحالته الطبيعية،مازالَ هناك الكثير من العمل حتى ينتهون منه العمال و العاملات.

كانَ أهالي القصر نائمون،الا شخصاً واحداً،كان يجوب أطراف حديقة قصرهم العملاقة،عسليته كانت تتأمل المكان وكأنه لأول مرة يُدقق بجمال الحديقة.

جلسَ هاكان بحديقة القصر الكبيرة لِيلقي بجسده بتعبٍ على الكرسي بينما يداه فكت ربطة العنق التى تكاد تخقنه.

طوالَ اليوم وهو يحاول التخلص منها،يكرها،يشعر بأنها كطوق تسلسل انفاسه،هو كطير،حر طليق لا يحب الانغلاق.

فهمَ لماذا هو ضد الزواج و الارتباط،شوشرة وازعاج من لا شيء!

آه ياقلبي، وداعاً لحياة العزوبية،اهلاً بسجن القفص الذهبي!

بدأ حقاً يفكر،مجدداً راودته ذات الأفكار،هل حقاً سيتغير؟هل يستطيع الانسان التغير بفترةٍ زمنية قصيرة؟

ماذا لو فشل و عادَ لفوضى حياته من جديد!،سيكون زواجه من هازال فشلاً ذريعاً،سيزيد من ازدراء عائلته ان عادَ مرةً أخرى لأفعالة السابقة.

اصبح الان رجلاً متزوج،حتى لو كانت حقيقة زواجه بأنه مجرد ورقة لطخت بتوقيع مزيف،لكنه امامهم مرتبط.

يعني اصبحَ مُلزماً على بناء صورة حسنه لأسمه،ابعدَ على الفور تلكَ السلبيات من داخل رأسه.

هو قطعَ وعداً لنفسه قبلَ الجميع،سيتغير،نعم سيحاول التغير من اجل ذاته اولاً،يريد بأن يثبت بأنهُ شخصاً له فائدة.

ثانياً كي تكف عائلتهُ عن مقارناتها بينه وبين أخاه الكبير.

يكره تلكَ المقارنات،ساركان أقرب للمثالية بنظره.

رجل محافظ على أسرته،يحب زوجته كثيراً رُغمَ معاملتها السيئة نوعاً ما،بسابق كان يرى أخاه نعجة زوجته المطيعة.

هو لهذه اللحظة يراه هكذا،طفل زوجته المدلل،لكن المهم لديه بأنه مثالي بعمله،دائما هو مضرب الأخلاق،عكسه هو.

ثالثاً،من اجل تلكَ الشقراء العنيدة.

ابتسمَ هاكان ببلاهةٍ بينهُ وبين نفسه مُتخيلاً جمال تلكَ البجعة الناعمة بفستانها الأبيض الناصع،مازالَ طيف جمالها يرافق خياله.

كانت جميلة جداً اليوم.

إبتسامتها الرقيقة جذبته،تمنى بأن يقول لها ابتسمي لا يليق بذات الوجه الناعم البكاء،شعرها الأشقر الطويل،بشرتها الحليبة المتناغمة مع لون فستانها النقي،ملامحها الطفولية الرقيقة.

اضافتاً لحجر الزمرد الأخضر،عيناها الساحرة،تكاد تأسره من جمالها،تلكَ الشقراء لديها هالة غريبة تحيطها.

لعبة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن