لعبة القدر

انا بجانبك

هزٌَ هاكان رأسهُ مُستنكراً بأن من قام بضربها بهكذا وحشية هو اخاها من لحمها ودمها!،لم يرزق بأخت انثى لكن مُستحيل بأن تُضرب اخت من قبل اخاها والسبب تافه للغاية!

هل تُضرب الأخت التي هي قطعةً من لحمك و روحك بهذا الشكل؟،هو حتى زوجة اخاه يراها اختهُ الكبرى ويخشى عليها حتى الأذى من لسان امهُ السليط أحياناً فكيفَ بهذا الضرب؟

لأنها دافعت عن حقها ضُربت؟

كانَ يسمع الكثير من القصص،يرى الجرائم،حوادث التعنيف الاسري لكنهُ دايماً كان يُحاول انكارها،او عدم تصديقها!

كان دائماً يقول رُبما أبناء دولته يبالغون بحثاً عن الشهرة،كان دائماً يحاول تكذيب و استنكار كل فعل رجل مُعنف بهذا البلد او حتى بخارجها.

هل يوجد اخ سيفعل بأخته هذا الفعل الوحشي؟

من هذا الوحش الذي يملك قلباً سيضرب فتاة لا حول لها و لا قوةً امام جبروت أبناء آدم!،كيف سولتهُ نفسه على ممارسة العنف على أنثى ضعيفة؟

هل يظنون بأنهم رجالاً عندما يضربون من هن اضعف منهم جسداً وقوتاً وصلابة؟

هل يرى نفسهُ رجلاً عظيماً عندما يحطم عظام امرأة ضعيفة الجسد؟،هل هم بحكم الغابة حتى يمارسون افعالهم الشنيعة دونَ رادع؟

من يقوم بضرب امرأة مُجرد ذكر جُردت عنهُ مفردات الرجولة.

كانَ يريد التحدث،مواستها،التخفيف عنها،للحظةٍ نسى احتياجه لهذا الزواج،ركزَ عليها هي،فهمَ سبب موافقتها لزواج منه.

تريد المسكينة التخلص من هذا الوحش الكاسر،تفهم سببَ انهيارها الشديد بيوم لقاءهما،كانت تهاب هذا الحقير.

لم ينسى منظرها المؤلم يومها،يالله هذا الوحش لهذه الدرجة تهابه!

كسرت دوامة صدمتهُ بكلماتها:
"لماذا لا تتحدث؟،هل تستغرب ام تقول بنفسك فتاة ضعيفة استحقت ماحصلَ لها؟"

على الفور اجابها هاكان نافياً حديثها وغضبهُ مُنصباً على اخاها الحقير:
"الضعيف هو اخاكِ الملعون،من هو حتى يضربك؟،هل اذهب و أحطم عظامه الان؟"

ناظرتهُ هازال واعينٌها كانت تحمل الكثير من الكلمات التي كانت مجهولة له:
"سيقول لكَ بأنني اخاها،اقتلها،اشرب من دماءها،انا اخاها،لكن انت؟،هل حبيبها الذي هربت اليه؟،هل أصبحت عاهرة لديك؟هل افقدتها عذريتها وشرفها؟"

اجابها هاكان بانفعالٍ،لأول مرةٍ يواجه موقفاً كهذا،اخرجَ كلماتهُ دونَ بأن يشعر:
"سأقول بأنكِ زوجتي!،لا يحق لأحد بأن يضربكِ بعد الان هازال،انتِ اطهر فتاة رأيتها بحياتي،هل ستكون فتاة بكت خوفاً على شرفها ان تتخذ لها حبيباً بسر عنهم؟"

سقطت دموعها لِتمسحها بقوةٍ محاولتاً الصمود امامه:
"الرجل الذي يعرفني لأيام معدودة،الذي قابلني بمكان غريب،الذي سيكون بيني وبينه زواجاً على ورق،يقول بأنني اطهر فتاة قابلها،اما اخي؟،يقول بأنني سأصبح عاهرة!،ينعتني بعاهرة الرجال"