تنهد مروان بضيقٍ ليستلقيّ على السرير مُتجاهلًا زوجته لتقول الأخرى بـغضبٍ:
-أيها اللعين! لماذا تتجاهلنيّ؟!وضع مروان الوساده على رأسه مُتجاهلًا التي ورائه مرةً أخرى لتقوم أمارا بـضرب كتفهِ قائلةً بغضبٍ أكبر:
-أيها المُعتل نفسيًا!أدار مروان رأسه لها مَصدومًا لما قالت ليقول بحاجبين مرفوعان:
-أخبرننيّ أنها زلة لسان و سأصدقكِ.-لا! ليست زلة لسان أيها المَريض! هل تُفضل إبن تلك العاهرة على إبننا؟!
إعتدل مروان في جلستهِ لينهض من على سريره مُبتلعًا ريقه بـصدمه ليخرج من الغرفة بهدوء.
-
إستلقى إيلام على السرير ليقول بينما يـنظر للسقف المُزخرف:
-ليس لديّ حياة سوى المدرسة.تنهد بـضيقٍ ليقول:
-أريدُ أن أذهب لناديّ ، الملل يقتلني.لمحت عينيه الكمان لـينهض من مكانه ثم أخذهُ من علبته الخشبية المَتينه ثم جرب الأوتار ليبدأ في الغَزف.
وضع الكمان على مِسند الرأس ثم أنزل رأسه بهدوء عليه ليمسك أطراف الكمان من الأمام ثم أمسك القوس يده اليُسرى ثم إستخدم إبهامه لـتثبيت و توجيه القوس ثم وضع الوساده الوسطى لإصبعه الأوسط على الجانب العُلوي من القوس ،
ثم إستخدم إصبع السبابة لتثبيت القوس من الأسفل.كان لـحنًا هادئًـا صوتهُ مُريحٌ و ليس مُؤلمٌ للأذن ،
كان يـعزف بـطريقةٍ إحترافية و كأنه يَعزفُ منذ عقود.أنزل الكمان و تَوقف عن العزف عندما رأى باب غرفتهِ يُفتح لـيجد والده يـقف أمام الباب.
إرتعش جسده ليقول بعدما دخل الأكبر مُغلقًا الباب ورائه:
-أعتذر على الصوت العاليّ ، سأنام الآن.نظر له مروان بـهدوء ليقول:
-عَزفكَ جميل ، أسمعنيّ واحدهٌ أخرى.نظر له إيلام بتفاجأ لـيبتسم بهدوء ثم بدأ يَعزفُ مقطوعةً يُتقنها ، و في وسط عَزفهِ وجد وجه والده أحمر اللون و يضعُ يديهِ على عينيه لـينزل كمانـهُ قائلًا يَظنهُ غاضبًا:
-ألم تُعجبك؟ هل أُغيرها؟نفى مروان بهدوء ليتجه نحوه ببطئٍ و خوف ليرقع مروان رأسه عن يديه ليشهق إيلام فـرفع مروان حاجبه الأيسر ليقول:
-هل رأيت شبحًا لتفزع يا غبيّ؟تنهد إيلام بـراحةٍ عندما عاد والده لـطبيعته ليقول:
-لا ، فقط فَزعت لأنني لم أتوقع أن ترفع رأسك بـسرعة.
أنت تقرأ
His Father
Short Storyو إن يَكُن! لن يَهتم بـكلامِ سبب قدومهِ للحياة ، و لن يَدعوه بابَا بعد الآن!