خرجت إيريكا سريعاً من غرفتها و هي ترتدي بذلة نسائية سوداء و خصلاتها منسدلة على ظهرها، وضعت احدى خصلاتها المتناثرة على وجهها خلف أذنها و هي تبحث في حقيبتها عن شيئاً ما.
رفعت وجهها لتجد والدتها أمامها و تنظر لها بحدة مما جعلها تشعر بالفزع و قالت:
-اللعنة أمي لقد أفزعتني.
=انتبه لألفاظك إيريكا.
اغلقت إيريكا حقيبتها بعد أن أخرجت مفاتيح سيارتها منها و قالت و هي في عجلة من أمرها:
-أسفة أمي .. أراكِ لاحقاً.
=انتظري هنا.
قالتها ماريا هذه المرة بصوت أكثر حدة و مرتفع بعض الشيء مما جعل إيريكا تقف مكانها و تلتفت لتقابل والدتها التي تبدو غاضبة لكنها لست كذلك ف إيريكا تعلم جيداً ما يدور داخل أمها.
-إلي أين أنتِ ذاهبة؟!
=لدي عمل.
-و أنتِ في تلك الحالة؟! أنتِ حتى لم تتحدثي معي عن أي شيء منذ عودتنا.
=لا يوجد شيء علينا التحدث به.
قالتها إيريكا ببرود و هي تقلب عينيها بملل مما جعل ماريا تستشيط غضبها لكنها أيضاً لا تعرف أن ذلك البرود مجرد غطاء للبركان الذي داخل ابنتها.
-لا يوجد شيء؟ حقا! لم أكن أعلم حقاً.
=جيد الآن لقد علمتي لذا على الذهاب الآن.
كانت على وشك الذهاب مرة أخرى لكن قالت ماريا بغضب:
-أنتِ مثله تماماً.
وقفت إيريكا و التفتت ببطيء و نظرت لماريا التي أكملت:
-لم تصرخي لم تثوري لم تبكي بالأيام بل فقط أستيقظتِ في اليوم التالي و كأن شيئاً لم يكن و كأن ذلك اليوم لم يحدث من الأساس، و هذه احدى الصفات المشتركة بينك و بين إيلايچا و مازالت تلك الصفة تثير غضبي و استفزازي.
لم تعرف إيريكا كيف عليها الرد فظلت صامتة ف اقتربت ماريا منها و قالت بنبرة متوسلة:
-أطلقي العنان لما بداخلك إيريكا أرجوكِ يجب عليكِ ذلك اصرخي دمري ما حولك أفعلي أي شيء لا تظلي صامتة هكذا.
تنفست إيريكا بعمق قبل أن تقول بنبرة هادئة يغلب عليها الحزن:
-لا أستطيع.
ثم خرجت سريعاً مغلقة الباب خلفها و بخطوات سريعة ذهبت لسيارتها و استقلتها و انطلقت سريعاً.
أنت تقرأ
Broken Symmetry
Romanceتعيش حياة لم تكن تتمناها يوماً فقط لتأخذ ثأرها من الذين سلبوا منها عائلتها و سعادتها الوحيدة سلبوا منها والدها ... ظلت تسعي سنوات و قد اقتربت اخيراً من تحقيق مرادها لكن لم تفكر قد كيف ستكون حياتها بعد تحقيق ما سعيت لأجله اغلب سنوات عمرها.
