نثرت عطرها المفضل و ارتدت نظارتها الشمسية و خرجت من غرفتها و هي ترجع خصلاتها للخلف و اتجهت لخارج المنزل لتستقل سيارتها السوداء و اتجهت لوجهتها و هي تقود بأقصي سرعة و كأنها في سباق بينما رأسها لا تتوقف عن التفكير في كل شيء و أي شيء تضع سيناريو لأي شيء ممكن ان يحدث و من المستحيل ان يحدث.
عقلها بسباق معها و هي بسباق مع الزمن لا تعرف معني الراحة و عدم التفكير لم يعطيها عقلها تلك الفرصة من قبل لان الحياة لم تكن عادلة معهم منذ أن جاءت لذلك العالم.
وصلت إيريكا أمام المنزل الذي قضيت به جزء كبير من عمرها منزل من المفترض ان يكون احتواها لكنه كان اشبه بالجحيم بالنسبة لها حتي ملجأها الوحيد اصبح أسوء من الجحيم الآن.
طرقت إيريكا باب المنزل و انتظرت ثواني حتي فتحت لها احدي الخادمات التي ابتسمت بشدة عندما رأتها و رحبت بها كثيراً و دعتها للدخول و ذهبت سريعاً لتنادي سيدتها و صاحبة المنزل بينما إيريكا وقفت في منتصف المنزل بشموخ و كأنها في مكان غريب عنها و لا ترغب بالبقاء به من الأساس.
سمعت إيريكا خطوات اشبه بالركض علي درجات السلم و من ثم بالقرب منها ف التفت بهدوء لتقع مختلفتي اللون خاصتها علي عينيها المنكسرة الحزينة لكن بها فرحة بعودة وحيدتها.
أطالت إيريكا النظر في عيني ماريا ببرود شديد و لم تتحدث و لم تجرؤ ماريا من الاقتراب منها ف هي تعرف تلك النظرة جيداً و التي دائما ما تذكرها بحبيبها الذي لم يتبقي لها منه إلا ابنتيهما و التي تكرهها الآن و تعاملها و كأنها لا تعني لها شيء.
قررت إيريكا كسر ذلك الصمت بقولها البارد:
-أريدك أن تخبري روبيرت أن أبنة إيلايچا جاهزة لمقابلته و يمكنه تحديد أي وقت يريده.
=لست على تواصل معه.
ضحكت إيريكا بسخرية و قالت:
-اااه فتاة أبيها المدللة لا تحدث أبيها؟
شعرت ماريا بالغضب من طريقة ابنتها ف قالت بحدة و هي ترفع أصبعها السبابة في وجه إيريكا:
-لا تعجبني طريقتك تلك إيريكا أنا لست صديقتك لتتحدثي معي بتلك الطريقة.
=من أنتِ إذا ماريا والتر؟!
قالتها إيريكا ببرود ممزوج بالسخرية و هي تقرب وجهها من وجه أمها ف قالت ماريا و هي تحاول أن تتمالك نفسها:
-أنا أمك إيريكا.
=لا أراكِ كذلك.
خرج الكلام من فم إيريكا ببساطة لكنه أستطاع بكل بسهولة كسر قلب ماريا و هربت من احدي مقلتيها عبرة لتسقط علي وجنتها و هي تحدق بمختلفتي اللون خاصة صغيرتها، حاولت الأقتراب منها و وضع يديها علي وجهها لكن الاخري ابتعدت و تركتها خلفها لتغادر المنزل و قبل أن تختفي من المنزل نهائياً قالت:
أنت تقرأ
Broken Symmetry
عاطفيةتعيش حياة لم تكن تتمناها يوماً فقط لتأخذ ثأرها من الذين سلبوا منها عائلتها و سعادتها الوحيدة سلبوا منها والدها ... ظلت تسعي سنوات و قد اقتربت اخيراً من تحقيق مرادها لكن لم تفكر قد كيف ستكون حياتها بعد تحقيق ما سعيت لأجله اغلب سنوات عمرها.
