Part:51

196 9 0
                                        


في الساعة الرابعة مساءاً بتوقيت جنيف المدينة السويسرية التي تحاوطها جبال الألب لتعطيها منظر خلاباً ساحراً، كانت إيريكا تسير في احدى شوارع جنيف و من حولها جبال الألب و الذين وقعت بحبهم فوراً عند رؤيتهم.

كان هذا أول يوم لها فقد وصلت مساء اليوم الماضي و نالت قسطاً من الراحة طويلاً للغاية بالرغم من أن النوم كان ضيفاً خفيفاً جداً في تلك الليلة إلا أنها أراحت جسدها المرهق جيداً و حاولت فعل المثل مع عقلها لكنها لم تنجح كلياً على أي حال.

شدت على معطفها الطويل نوعاً ما و الذي كان ايضاً أخضر اللون كإحدى مختلفتي اللون خاصتها، كانت خصلاتها الذهبية تتطاير بحرية حول وجهها بسبب نسمات الهواء الباردة حولها ف بالرغم من اقتراب فصل الصيف إلا أن المدينة تأبي رحيل الشتاء ف الطقس بارد أغلب العام و الجبال دائماً تزينها الثلوج على القمم لتزيد من منظرها الساحر.

ذهبت إيريكا ناحية مقهى صغير و طلبت كوباً من القهوة و انتظرت دقائق قليلة لتعطيها السيدة اللطيفة التي تتحدث بالفرنسية كوبها ف ابتسمت لها إيريكا ابتسامة لطيفة و شكرتها بنفس اللغة، خرجت من المقهى و هي تأخذ رشفة من كوب قهوتها و ظلت تسير في الشوارع بهدوء و هي تتأمل الطبيعة من حولها ف تلك الأجواء ذكرتها بتلك المدينة الباردة التي رغم برودتها وجدت بها الحب و أحبتها بشدة كأنها مدينتها لكن رغم أن حبها لموسكو مدينة الثلوج لم ينقص قد لكنها تتمنى لم أنها لم تقابله أبداً تتمنى لو أنه لم يجعلها تحبه بتلك الطريقة ثم يخرج من حياتها بذلك الشكل و كأنهم لا شيء.

خرجت تنهيدة عميقة من بين شفتيها و نفضت تلك الأفكار من رأسها و زكرت على تأمل جمال المدينة الجديدة التي وقعت في حبها و مواطنيها الهادئين جدا حيث أن كل شخص يركز مع نفسه فقط لا أحد ينظر للذين حوله و كانت إيريكا ممتنة لهذا كثيراً ف لم يكن أحد هنا يطالع مقلتيها و كأنهما شيئاً غريباً لم يروه من قبل لا أحد يشعرها أن بها خطباً ما ف هذا ما تعرضت له طوال حياتها منذ أن ذهبت للمدرسة حتى أصبحت ما هي عليه الآن، كان الجميع يستغرب من عينيها و كأنهما شيئاً غريب حتى أصدقائها في المدرسة للوهلة الأولى نظروا لها نفس نظرة الإستغراب الذي مرقها بها الجميع لكنهم كان غريبين على أي حال لذلك أصبحوا أصدقاء.

أبتسمت على آثر ذكراهم فقد اشتاقت لهم كانوا يهونون عليها كثيراً من حياتها لكن عندما سلبهم منها آرثر كان هذا سبباً جديداً أضافته إيريكا المراهقة لقائمة أسبابها لقتل آرثر و التخلص منه للأبد، كانت ممتنة لظهور بلاك مرة أخرى في حياتها و كانت تتمنى لو ظهر الجميع معه لكن ظهور أحدهم مرة أخرى أفضل من عدم ظهور أي أحد منهم على الإطلاق، لا تعرف حتى إذا كانوا يتذكرونها أم لا ف بالطبع أقاموا صداقات جديدة و ربما نسوها للأبد لينسوا معها ذلك الرعب الذي وضعه آرثر في قلوبهم.

Broken Symmetry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن