Part:56

164 7 0
                                        


في غرفة داريا التي لم يخرجون منها منذ ليلة أمس التي كانت محاولة هروب فاشلة أو ربما كانت على وشك النجاح، رفضت داريا الخروج من الغرفة أو رؤية أي أحد لذا ظلت دافينا معها تحاول التهدئة من روعها فقد كانت تشعر بالفزع بذلك الخبر الصادم.

-أيمكنكِ الجلوس قليلاً؟ لقد أصيبت بالدوار بسببك.

توقفت داريا عن السير ذهاباً و إياباً و الذي كانت تفعله منذ ثلاثون دقيقة بلا توقف، نظرت لدافينا و قالت بهدوء:

-أسفة.

ثم جلست على الأريكة المقابلة للسرير الذي تجلس عليه دافينا التي قالت بلطف:

-أعلم أن الخبر صادم لكن أليس جيد أن تصبحي أم لطفل صغير؟

حدقت بها داريا لبعض الوقت قبل أن تقول:

-طفل والده يكون كريستوفر روستيسلاڤ.

ثم أكملت قائلة:

-لا أقصد أنني لا أحب ذلك الجنين أو ما شابه بل فقط...

تنهدت بحزن ثم غطت وجهها بيديها و هي على وشك البكاء ف قالت دافينا بعد أن أدركت شيئاً لم تكن تدركه من قبل:

-أنتِ خائفة من كريستوفر؟

رفعت وجهها لتظهر تلك العبرة التي على احدى وجنتيها، استندت بظهرها على الأريكة و قالت بحزن:

-لقد تغير .. أشعر أنني لم أعد أعرفه.

ثم ضحكت ضحكة ساخرة لكنها مازالت حزينة و أكملت بسخرية:

-في الحقيقة أنا لم أعرفه يوماً ف هو يعبث بعقلي طوال الوقت يرسل إشارات مختلطة لا أعرف ما الذي يريده أو ما الذي يشعر به .. لا أعرف إذا كان يحبني أو أنه يعبث بعقلي كالعادة لذلك قررت الرحيل مجدداً بعد ذلك الخطأ الذي ارتكبناه لكن ذلك الخطأ أصبح له نتيجة و هذا الذي لم يخطر على بالي قد.

ثم نظرت لدافينا و قالت:

-لذا إن كنتِ تسألين عن إذا كنت خائفة منه؟ ف الإجابة هي نعم أنا كذلك .. لأنني لا أستطيع توقع رد فعله لا أستطيع توقع إذا كان سيتقبل هذا الطفل من الأساس و في الحقيقة لا أتوقع أبداً أنه سيتقبله.

=بالتأكيد سيتقبله ف هو يحبك ألم ترين كيف كان سيجن جنونه عندما وجدتك تحاولين الذهاب بعيداً؟

ابتسمت داريا بحزن و هي تحدق بصديقتها الصغيرة كما يلقبها اليكساندر دائما.

-هو لا يحبني أنا فقط قد جرحت كبريائه عندما أخبرته أنه جبان و لا يعلم ما الذي يريده حقاً، هذا الرجل الذي كان أمامنا ليلة أمس كان ذلك الرجل الذي يحاول إثبات عكس كلماتي لأن كبريائه يسحقه من الداخل و يرفض تصديق أن ما قولته صحيح.

Broken Symmetry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن