Part:53

180 7 0
                                        


كانت تجلس على احدى المقاعد في غرفة المعيشة تحدق بجسده المستلقي على الأريكة المقابلة لها احدى ذراعيه مرفوع على وجهه ليغطي عينه بينما ذراعه الأخرى يتدلى من الأريكة يكاد يلامس الأرض.

كانت تشعر أن والدتها هي التي أخبرته بالفعل و تأكدت عندما نظر لها و ابتسم دون أن يجيب و تركها ذاهباً لغرفة المعيشة ليصبحوا بذلك الوضع الذي يجلسون به الآن، أرادت التحدث مع والدتها و تنهرها بشدة لكنها لا تستطيع فعل ذلك بحرية و هو يتجول في المنزل و كأنه منزله و لنكون صادقين ف هي لا تستطيع فعل أي شيء بحرية في وجوده ف بعد أن كان وجوده يبعث بها الأمان أصبح وجوده الآن يبعث بها التوتر و لا شيء غير التوتر و هذا أكثر شعور مرهق بالنسبة لها لأنها وقتها لا تعرف ما الذي عليها فعله ف هي مازالت تحبه لكنها لا تستطيع أخباره، حتى أنها تحاول إنكار ذلك لنفسها كل يوم لكن من الذي يستطيع التوقف عن حب شخص يحتل قلبه في ليلة و ضحاها؟

-أعلم أنني مثير لا داعي للتحديق هكذا طوال الليل.

أشاحت بنظرها سريعاً بعيداً عنه و قالت بإنكار و برود:

-من تظن نفسك يا هذا؟ كما أنني لم أكن أحدق بك.

ضحك هو بخفة و هو مازال على نفس وضعيته، زفرت بملل و قد بدأ النوم يتخللها فقد كان ذلك اليوم مرهق بالنسبة لها و كل ما كانت تريده هو الذهاب للمنزل و أن تغرق في نوم عميق لكن بوجوده هنا في منزلها لن تستطيع النوم حتى و إن حاولت.

-إذا أنت قُمت بشراء المبنى لما لا تذهب لشقتك التي أعتقد أنها في الطابق الأخير و تتركني وشأني.

=أنا هنا حيثما أريد.

-لكنني لا أريدك.

=لا لستِ كذلك.

ضحكت ضحكة خفيفة بسخرية و قالت:

-هل تخللت لعقلي أو ما شابه لتكون متأكد لتلك الدرجة؟

رفع يديه عن وجهه و التفت برأسه لينظر لها و قال:

-أنا أعرفك إيريكا أعرفك تماماً كما تعرفينني أنتِ.

=في الحقيقة أنا لم أعد أعرفك بعد الآن أو أنا حتى لم أعرفك يوماً ربما كنت أعتقد أنني أعرفك لكن هذا كان أعتقاد خاطئ.

تنهدت تنهيدة قوية ثم أكملت:

-لماذا أنت هنا؟ و أخبرني الحقيقة لأنني أعلم جيداً أنك لم تشتاق لي.

تخلى عن وضعيته ليجلس على الأريكة و انخفض بجذعه ليستند بمرفقيه على ركبتيه و قال بصدق:

Broken Symmetry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن