صوت المطر كان أكثر شيء ذو صوت صاخب في تلك الليلة لكن إيريكا أبت البقاء في تلك البناية إلى أن تنتهى العاصفة حتى، ف بعد حديثها مع والدتها في الصباح أصبحت رأسها عبارة عن فوضى لا تستطيع التوقف عن التفكير في كل شيء قالته لها ماريا و التي هي ربما على حق لكن إيريكا مازالت لا تعرف ما الذي عليها فعله تحديداً؟ ف كل خططها أنهارت بمجرد ظهوره مرة أخرى.
دخلت المصعد و هي تسحب خلفها حقائبها ضغطت على الزر الأخير الذي سيوصلها للطابق الأرضي، وصلت لطابقها المنشود و خرجت من المصعد في طريقها للخروج من المبنى لكن اعترض طريقها احدى رجال الأمن قائلاً بأدب:
-لا يمكنكِ الخروج سيدتي.
نظرت له إيريكا بعدم فهم و قالت:
-معذرةً!!!
=أنها أوامر السيد روستيسلاڤ و لا نستطيع مخالفتها.
-ابتعد عن طريقي يا هذا.
حاولت إبعاده عن طريقها لكنه أبى التحرك كما أنّ احدى زملائه وقف بجانبه ليعارض الاثنان طريقها و قال:
-سنتأذى إن خالفنا أوامره سيدتي.
=و هل تظن أنني لن أؤذيك إن لم تبتعد عن طريقي؟
-أعتذر.
قالها و هو يصر على كلامه و رفضوا السماح لها بالذهاب لذا أومأت هي بهدوء خارجي و قالت:
-حسناً جيد.
ثم التفتت و عادت إلى المصعد مجدداً و قالت لرجال الأمن:
-أريد الصعود له.
نظر كلاً من الرجلان لبعضهما بتردد و قلق لكنهم سمعوا نبرتها الحادة:
-الآن.
تقدم أحدهما و قام بإدخال بضع أرقام معينة و التي هي الرمز السري لذلك الطابق ثم ضغط على زر الطابق الأخير لينغلق باب المصعد بعد خروج رجل الأمن و من ثم يبدأ المصعد بالصعود بها للطابق المنشود الطابق الخاص بأدريان روستيسلاڤ.
وصلت لوجهتها و فُتح باب المصعد و الذي كان أيضاً باباً لتلك الشقة و في الحقيقة فأنها لم تكن مجرد شقة بدل كانت أشبه بقصر صغير لكن كان المكان مظلم كانت بالكاد تستطيع الرؤية بسبب ذلك الضوء الخافت القادم من الخارج و الذي كان يدخل بواسطة ذلك الجدار الزجاجي.
أخذت خطوة للداخل و هي تنظر حولها في محاولة لرؤية أي شيء لكن لا شيء فقط صوت المطر الغزير الذي لم يتوقف منذ أن بدأ منذ ساعة تقريباً و يبدو أنه لم ينوي التوقف في أي وقت قريب.
أنت تقرأ
Broken Symmetry
عاطفيةتعيش حياة لم تكن تتمناها يوماً فقط لتأخذ ثأرها من الذين سلبوا منها عائلتها و سعادتها الوحيدة سلبوا منها والدها ... ظلت تسعي سنوات و قد اقتربت اخيراً من تحقيق مرادها لكن لم تفكر قد كيف ستكون حياتها بعد تحقيق ما سعيت لأجله اغلب سنوات عمرها.
