صعدت إيريكا للسيارة بجانب ماكسويل الذي ناولها كوب كبير من القهوة و قال:
-أظن أنك تحتاجيه الآن.
=شكراً لك.
قالتها بهدوء و ارتشفت أول رشفة ثم نظرت للشوارع المظلمة أمامها ف الساعة الآن الرابعة و النصف بعد منتصف الليل لا يوجد أحد مستيقظ تقريباً.
-فعلت ما أخبرتك به؟!
=تم طرد جميع أعضاء الفئة الأولى و ترقية الفئة الثانية للأولى و أفضلهم متواجد الآن في المطار بإنتظارنا كما قومتي باختيارهم.
تنهدت إيريكا بهدوء و قالت:
-و الطائرة؟!
=حجزتها بالكامل لنا.
-جيد أتمنى أن نصل مبكراً.
عم الصمت و الهدوء حيث ماكسويل يصب تركيزه على الطريق و إيريكا تحتسي قهوتها و هي تفكر في ما حدث منذ بضع ساعات عندما اتصل بها كريستوفر يطلب منها المساعدة لإخراج ادريان و اليكساندر بسلام من ذلك الفخ الذي وقعوا به في إيطاليا و على غير المتوقع واقفت إيريكا على مساعدته بدل و أختارت أفضل أعضاء المنظمة لمساعدتهم رغم أنها كان من الممكن أن ترفض طلبه بكل بساطة لكنها لم تفعل ذلك، لم يخطر ببالها فكرة الرفض من الأساس .. ربما كان عليها الرفض؟ ربما كان عليها تركهم حتى إن كانت تعلم أنهم لربما يموتون هناك؟!
-لقد قاربنا على الوصول.
صمت ماكسويل لدقائق قليلة بعد جملته تلك ثم قال مرة أخرى:
-هل يمكنني سؤالك عن شيء؟!
شعرت إيريكا بنبضات قلبها تزداد من قبل حتى أن يطرح سؤاله الذي كانت تعرف تقريباً ما الذي سيسأل عنه.
-لماذا نحن ذاهبون لروسيا و معنا فريق كامل من المنظمة؟ و لماذا عودتك السابقة من روسيا كانت بهذا الشكل؟!
=لقد قولت أنك ستسأل عن شيء واحد أليس كذلك؟!
-آسف على تدخُلي في أمورك الشخصية لكنها آثرت على عملك الفترة الماضية و آسف مرة آ.
قاطعته إيريكا و قالت بهدوء:
-نحن ذاهبون الآن في عمل و رد معروف فقط بيني و بين آل روستيسلاڤ لا أكثر و أعدك بعدم جعل أي أمور شخصية تؤثر على العمل مجدداً.
ما قالته كان نهاية حاسمة لهذا النقاش و من جوابها فهم ماكسويل تقريباً أن ما يربطها بروسيا انتهى لذا قرر الصمت و اكتفى بإيماءة بسيطة و أكمل قيادة لبضع دقايق حتى وصلوا أخيراً للمطار.
أنت تقرأ
Broken Symmetry
Romanceتعيش حياة لم تكن تتمناها يوماً فقط لتأخذ ثأرها من الذين سلبوا منها عائلتها و سعادتها الوحيدة سلبوا منها والدها ... ظلت تسعي سنوات و قد اقتربت اخيراً من تحقيق مرادها لكن لم تفكر قد كيف ستكون حياتها بعد تحقيق ما سعيت لأجله اغلب سنوات عمرها.
