شدت إيريكا على معطفها لتبعث القليل من الدفء لجسدها ف اليوم كان الجو بارد بعض الشيء لكنهم قرروا قضاء اليوم بالخارج على أي حال، بالضبط هي و برفقتها أدريان.
ف منذ ذلك اليوم العاصف الممطر و عندما قررت إعطاءه فرصة بالرغم من خوفها، لم يرغب هو بالابتعاد عنها حتى أنه أرادها أن تنتقل للعيش معه لكنها رفضت و أخبرته أنها تريد بعض المساحة لنفسها للتفكير و بالرغم من ضيقه بسبب ذلك إلا أنه أحترم فكرتها و قرر إعطائها المساحة التي تحتاجها أو ظن أنه يعطيها ذلك لأنه أيضاً لم يتوقف عن الظهور على عتبة بابها للاطمئنان عليها تارة و لاصطحابها للخروج مداعياً أنه لا يعرف المدينة جيداً تارة أخرى.
لكنها احياناً كانت تفضل الجلوس في المنزل لذا كان فقط يري أنها فكرة جيدة و يجلس معها و يقضوا الليل سوياً يتحدثون عن أمور عادية للغاية و يضحكون حتى أن أحياناً صوت ضحكاتهم تكون عالية بشدة و كأنهم شخصان عاديين جداً مغرمان ببعضهما.
-تشعرين بالبرد؟
سألها أدريان و هو ينظر ناحيتها لكنها هزت رأسها نافية و هي تقول:
-لا ليس بشدة.
كانوا يسيرون بهدوء في احدى الشوارع بعد أن قرروا ترك السيارة في مكان قريب و العودة لها فيما بعد.
-أعتقد أنها فكرة سيئة أننا تركنا السيارة.
=أدريان أنا بخير.
-أنتِ لستِ مُعتادة على برودة أوروبا.
وقفت مكانها و نظرت له مما جعله يقف هو أيضاً و ينظر لها باستغراب لكنها فقط ابتسمت له و قالت مؤكدة بهدوء:
-أنا بخير.
ابتسم لها بخفة و أومأ برأسه لها ثم عادوا للسير مجدداً و بدأت هي الحديث قائلة:
-إذاً .. أنت لم تتحدث لأحد من عائلتك منذ أن جئت إلى هنا؟
=لا لم أفعل.
كانت تعرف أنه لا يريد التحدث في ذلك الأمر لأنها حاولت التحدث معه في هذا من قبل لكنه فقط كان يغير مجرى الحديث لذلك كانت تصمت لكن ها هي الآن تحاول التحدث مرة أخرى ربما يخبرها بالذي بداخله.
-أعتقد أنهم يشعرون بالقلق عليك.
تنهد هو بعمق ثم قال:
-لا أعلم فقط و لأول مرة أشعر أنني أريد الهروب من ذلك المكان لا أريد التواجد حول أي أحد منهم لبعض الوقت و كأنني تائه و هذا ما لم أشعر به منذ أن كنت مراهق.
=أعتقد أن هذا طبيعي بعد كل الذي انفجر بوجهك مثل القنبلة .. لا بأس أن تشعر بذلك أنت إنسان في النهاية.
أنت تقرأ
Broken Symmetry
عاطفيةتعيش حياة لم تكن تتمناها يوماً فقط لتأخذ ثأرها من الذين سلبوا منها عائلتها و سعادتها الوحيدة سلبوا منها والدها ... ظلت تسعي سنوات و قد اقتربت اخيراً من تحقيق مرادها لكن لم تفكر قد كيف ستكون حياتها بعد تحقيق ما سعيت لأجله اغلب سنوات عمرها.
