كانت تقود بسرعة هادئة في طريق غير مزدحم، لاحظت أنها منذ أن خرجت من المنزل و هناك سيارة سوداء تلاحقها لكنها لا تستطيع رؤية السائق.
ظلت مُكملة نحو وجهتها حيث انعطفت يميناً و أكملت لبعض الدقائق للأمام قبل أن تنعطف مرة أخرى يساراً، نظرت إلى المرآة لتجد أن السيارة مازالت تتبعها لكن تلك المرة أصبحت أقرب.
وصلت لطريق خالي تماماً كان طريقاً صحراوياً على حدود ولاية نيويورك الأمريكية، زادت من سرعتها فجأة و كأنها في سباق لتبتعد عن تلك السيارة و تفسح المجال لسيارة أخرى جاءت من الجانب الأيسر لتقف بالعرض مغلقة الطريق حتى لا تستطيع تلك السيارة العبور.
حاول السائق أن يتحرك للخلف لكنه تفاجأ بسيارة أخرى خلفه تقف بعرضها مغلقة الطريق هي الأخرى ليصبح محاصراً بالمنتصف.
أوقف إيريكا سياراتها بمنتصف الطريق و ترجلت من السيارة بشموخ و هناك ابتسامة خبيثة تزين شفتيها و مختلفتي اللون خاصتها ترقصان بهما النيران.
صوت كعبها يطرق على الطريق يعلن أقترابها بينما خرج ماكسويل من السيارة التي تغلق الطريق أمامها و مد كفه لها لتضع هي يدها بين يده، رفع هو يديهما عالياً ليعبر بها لتصبح في المنتصف أمام تلك السيارة التي كانت تعرف مسبقاً من اللذان بالداخل بالضبط.
خرجاً رجالاً مسلحين من السيارات التابعون لها، يوجّهون أسلحتهم على تلك السيارة المُحاصرة بالمنتصف.
وضعت إيريكا احدى يديها على خصرها الممشوق و قالت:
-لن تظل في السيارة إلى الأبد بوتس أليس كذلك؟!
لم يجيبها أحد و ظل بوتس بالسيارة حتى سمعت صوت مارتن و هو يقول بحدة:
-اخرج.
ثم فُتح الباب الذي بجانب السائق ليخرج بوتس ببطيء بينما خرج مارتن من باب السائق و هو يوجّه سلاحه في وجه بوتس الذي قال له باشمئزاز:
-لم يكن على أبداً الوثوق بك.
=نعم لم يكن عليك.
قالها مارتن و هو يبتسم بخفة قبل أن يسترجع إتفاقه مع إيريكا و ماكسويل.
*منذ بضعة أيام.*
"بعد محاولات كثيرة أستطاع أخيراً كل من كاتلين و مارتن الوصول لماكسويل و طلبوا منه مقابلة إيريكا لشيء ضروري جدا و ها هم الآن أمام واحد من أشهر فنادق نيويورك حيث قررت إيريكا مقابلتهم هناك في جناحها الخاص الذي يخصصه الفندق لها.
صعد مارتن برفقة كاتلين و ماكسويل لذلك الجناح ف كان فخم جدا و كبير و يليق بها بالفعل، جلسوا لبعض الدقائق بصمت قبل أن تدخل إيريكا عليهم بهدوء و ثقة و نظرت لهم قبل أن تجلس على مقعد مقابل لمارتن و كاتلين و وضعت قدماً فوق الأخرى و قالت:
أنت تقرأ
Broken Symmetry
عاطفيةتعيش حياة لم تكن تتمناها يوماً فقط لتأخذ ثأرها من الذين سلبوا منها عائلتها و سعادتها الوحيدة سلبوا منها والدها ... ظلت تسعي سنوات و قد اقتربت اخيراً من تحقيق مرادها لكن لم تفكر قد كيف ستكون حياتها بعد تحقيق ما سعيت لأجله اغلب سنوات عمرها.
