الفصل الأول

90.5K 1.4K 183
                                    

اسمي لوسي ،  وأنا مجرد فتاة صغيرة. كانت حياتي تدور حول اللعب مع صديقاتي والجري في الحقول. لم أفكر يومًا في أمور كبيرة كالزواج أو الحب، كنت طفلة وما زلت أريد أن أبقى كذلك. لكن كل شيء تغير في لحظة واحدة.

في ذلك الصباح، استدعتني أمي إلى غرفة المعيشة. كان الجو متوترًا بطريقة لم أفهمها. رأيت والدي يجلس بصمت، وأمي تضع يديها على حجرها وكأنها تحاول إخفاء شيء. نظرت حولي وشعرت بقلبي ينبض بسرعة. ثم جاءت الكلمات التي مزقت عالمي: "لوسي ، تم الاتفاق على زواجك."

زواج؟! أنا؟ لم أفهم. كنت أسمع عن الزواج في القصص والأفلام، لكنه كان شيئًا بعيدًا عني. حاولت أن أتكلم، أن أقول شيئًا، لكن صوتي لم يخرج. كان الخوف يجمدني. نظرت إلى والدي، ولكنه لم يرفع عينيه عن الأرض. كانت أمي تتحدث وكأنها تتلو حُكمًا لا رجعة فيه. قالت إن هذا الرجل من المدينة، غني، وسيعتني بي. لكن ماذا عني؟ ماذا عن أحلامي الصغيرة؟ لم يسألني أحد.

في لحظة، وجدت نفسي محاصرة في واقع غريب. والدي ووالدتي، قرروا لي هذا المصير دون أن يسألوني. نعم، سمعتهم يتحدثون عن "الخير" و"الاستقرار" و"الكرامة"، ولكن ماذا عني؟ ماذا عن أحلامي؟ عن ذلك الشخص الذي كنت أنتظر أن أختاره بنفسي؟

كيف يمكنني الآن أن أتصور حياتي مع رجل غريب لم أره من قبل؟! لم أقابله أبدًا، والآن، في ليلة واحدة، يجب أن أصبح زوجته؟ مجرد التفكير في ذلك كان يجعل رأسي يدور. كنت مثل طفلة صغيرة أُجبرت على لبس ثوب أكبر بكثير من حجمها، ثقل الثوب يجذبني نحو الأرض، ولا أستطيع حتى الوقوف بثبات.

لقد كنت أسمع عن الزواج في القصص، لكنه كان دائمًا يبدو بعيدًا، شيئًا يحدث لشخصيات أخرى، لشخصيات خيالية... والآن، فجأة، أنا جزء من تلك القصة.

وماذا عن تعليمي؟ هل سأكمله؟ هذا السؤال كان يدور في رأسي بلا توقف. كيف يمكنني أن أتزوج وأترك كل شيء خلفي؟ كنت أحلم بالجامعة، بالحصول على شهادة، بتحقيق طموحاتي وأحلامي، كيف يمكن لكل هذا أن يتلاشى فجأة؟!

لقد كنت أتصور نفسي أكمل دراستي، أحضر محاضراتي، أقرأ الكتب، ألتقي بأصدقائي، أتحدث عن المستقبل وعن الفرص التي تنتظرني. والآن؟ كيف يمكنني أن أترك كل هذا من أجل زواج لم أختره بنفسي؟ ماذا سيحدث لأحلامي؟ هل ستضيع؟ هل سأصبح مثل أولئك النساء اللاتي يسمعن عن العالم الخارجي ولا يعرفنه إلا من خلال الآخرين؟

كان في داخلي صراع كبير. التعليم كان بالنسبة لي الملاذ الوحيد، المكان الذي شعرت فيه بأنني أملك زمام الأمور، أنني أستطيع التحكم بمستقبلي. الزواج الآن يعني التخلي عن هذا الاستقلال. يعني أنني سأكون رهينة قرارات شخص آخر، قد لا يفهم أحلامي أو يهتم بها.

"هل سأكمل تعليمي؟" سألت نفسي بصوت خافت. لكن من سيجيب؟

"لكن يا أمي، أنا في الخامسة عشرة من عمري!" قلتها بصوت متقطع، تكاد كلماتي تنحبس في حلقي من شدة القلق.

أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن