لحظات هي أحوج ما تكون!

19.3K 723 148
                                    

إستيقظت مع الفجر .. تسلل ضوء ضعيف بلون سماوي الى الغرفة .. 
تمنيت أن يكون  كل ما حدث البارحة مجرد كابوس عابر .. أستعيذ  من الشيطان منه ..
تمنيت أن أرجع طفلة صغيرة تستيقظ في حضن أمها..
تمنيت أن يرجع الزمن الى الوراء ...

لمحت سام بقربي ينكمش  على أريكة ضيقة .. و كانت الإسترخاء في قسماته و حركاته رغم ما حدث البارحة ..وجهه مثل قشطة طرية .. من الواضح أنه سعيد بعد أن  ألقى علي كل اللوم الدي يستطيع إيجادها على كاهلي .. تسلل حزن عميق في داخلي .. لا أملك شيئا سوى أنه محق على لومي .. أنا من قتلت إبني .. لقد كان يتمسك بالبرهان ضدي ما يشفي غليله .. اللعنة عليك يا سام
كان الهواء البارد يلطم وجهي فتسيل دموعي قارسة على وجهي ..
عاتبت نفسي:
لا لن أجعله يشعرني بالذنب .. لن أكون فريسة سهلة للهموم ..
كففت دموعي بغضب
الحقير كيف يستطيع أن يتهمني بوقاحة بعد أن تركني على قارعة الطريق ؟!
كيف آمكنه النوم بهذه الطريقة .. أحس أنه لم يكن حزينا أو حتى غاضبا على فقدان طفله .. كان يبحث مبررا على عدم تحمله للمسؤولية .. على كونه أبا مستهترة ..
كنت أحدق إليه و كأنني على وشك إقتناصه بكلتا عيناي الملتهبتان .. اللعنة عليك حقير !
تملل قليلا فوق الأريكة .. تتكور عضلاته  في المكان الضيق ...
تخبوا نظراتي العنيفة تدريجيا ..
تنهدت مبعدة احتملات الشك ، وانبرت كقطة تخربش على صفحة نفورها من الحرج ، وتساءلت بتردد
لماذا  ينام هنا ؟! لماذا  لم يذهب ! كم أكره رؤيته !
توقفت على حدود تنحنح سام  .. إفتعل صوته موفقا مزعجا على تأملي   .. تمنيت أن يظل نائما .. حتى أنظر في وجهه و أشفي غليلي داخليا
إستدرت  بإهمال عفوي ..استند جسدي  المرن على طرف ذراعي  لبعض الوقت ودون أية مبادرة مني للتفكير بعمق..
إندفع هو نحو زاوية الغرفة .. أزاح الستار .. ربما يحسب أنه تأخر عن الصلاة  .. فتح النافذة بشكل جزئي ..
ذهب نحو الحوض .. أزاح عن عينيه بعض أشلاء  النعاس بالماء البارد .. إغتسل من بقايا تعب واخز
كنت أتصنع بالنوم هاربة عن أي موقف يشبكني  معه ..
أصدرت مفاصل الباب و هو يفتحه صريرا مزعجا ..
إستدرت ببطئ ..
خاطبني
- هل تصلين ؟!
- نعم .. سأقوم ..
ملامحه قاسية كالحجر .. ينظر أمامه كأن عينيه متجمدتان لا حياة فيها ..
قمت من السرير و لكني وقعت على الأرض .. إنتبهت أني لا أشعر برجل اليمنى ..
وجه إلي نظرات باردة
خاطبني ببرودة فائقة
- ماذا تفعلين ؟! كفي عن اللعب .. لن تثيرين شفقتي بهذه اللعبة الغبية ؟!
تشنجت أعصابي حتفها ..
- أيها الوقح ..
لم أطل التفكير .. أمسكت قنينة زهرية و رميت عليه بكل قوتي .. و كان يغلق  الباب وراءه في تلك اللحظة .. فأرتطمت بالباب كقنبلة و تحطمت أشلاء في كل مكان ..
..........
حلت الممرضة بعد ثوان .. ساعدتني على الوقوف ..
تكلمت معي بدماثة
- لا تقلقي سيأتي الدكتور في السابعة صباحا .. ستمرين فحوصا..
- و لكني لا أشعر برجلي الأيمن
- ربما تكون أثر إخدرار أمس .. إرتاحي قليلا

أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن