بدأت حياتي تنبض من جديد رغما عني بعد ذلك الشقاء الدي أرخى سدوله على قلبي و حلله بالسواد .. و العالم كله إختصر بالنسبة لي بإبني .. سأعكف على رعايته ... أملي فيه أن يكون رجلي الوحيد الدي سيزيح عني ويلات الحزن .. .. و سأعزف عن الزواج نهائيا طوال حياتي .. أخرس أنوثتي و ألجمها ..
الحقيقة هي أنني كنت أقف أمام المرآة طويلا محلقة في فضاء حلمي الجميل .. ابتسم و أنا أضع يدي على بطني .. أتحسس طفلي الذي ما يزال جنينا صغيرا فيها
أغمض عينيي .. أحلم و أتأمل كيف أهدهده و أضمه الى صدري و أنا أمنحه حنان الأمومة و دفئها ..
أتخيل كيف سأقبله و أناغيه و أهزه و أنا أحمله بين ذراعيي و أنشد له أحلى أناشيد الصغار
" نم يا صغيري .. نم يا صغيري ....الخ
بل حلقت في فضاءات الأماني الى أبعد من ذلك بكثير .. حلقت حيث المدرسة ، و اليوم الأول له .. و تخرجه و زواجه و رؤية أولاده ...
لم أتمالك نفسي من البكاء و في نفسي لهفة عارمة لساعة أحمله بين ذراعي.. و ألقمه في صدري
كنت أبكي فرحة مقشعرة البدن .. اطلق ضحكات متقاطعة .. و أنا في إنتظار الأمل الدي سيحبوا إلي ببطء !
كففت دموعي بأناملي المرتعشة ..
خرجت الى المجلس يسبقني بطني .. و كان الساعة تشير الى السابعة صباحا .. نظرت الى قدر إنه مستغرق في نوم عميق
وجدت فرصة أن أمنع النظر فيه جيدا - الخجل يمنعني ذلك دائما -
بدأت أراقبه كما يراقب الطفل أجيد اللهب ..! وجه رائق قمري اللون ..شفتان ورديتان يعلوهما شارب بدأ يخط أول ملامحه ينم على صغر سنه و مراهقته ..
تناولت الغضاء الدي المنبسطه على بطنه .. سحبتها الى أعلى صدره كي لا يشعر بالبرد ..
إبتسمت بسعادة .. لقد وجدت فيه خير صديق و أخ يمكن أن يحلم به أي إنسان !
كان حنونا معي .. طيبا و الى أبعد حد .. مَرَحا .. رقيقا ..
أخدت أناملي تخلله شعره الأسود الناعم .. أسرحه بهدوء كي لا يستيقظ !
أدار وجهه ببطء نحوي .. فاتحا عينيه ..
سحبت يدي بسرعة .. و تسارع نبضاتي قلبي بينما يحترق الخجل في وجنتاي
- .. آسفة .. أنا ..
خاطبني بسخرية ( يتحدث دائما معها ذون حرج لأنه يشعر بالإرتياح معها ! )
- هل أبدوا لك قطة ظريفة يا لوسي .. تداعبني متى شئت ! عزيزتي أنا رجل .. هل تعرف ماذا يعني أن تكون رجلا ؟!
نظرت إليه مثل البلهاء .. إشارات التعجب و الإستفهام تنم على وجهي..
ضرب كفه على جبينه بملل
- حقا يا لوسي ؟! لا تعرفين ؟!
همس مع نفسه .. " هل وجدت صعوبة أن أتعامل مع الأطفال بجدية !
إستفزني نبرته الساخرة
- مهلا يا قدر .. إن كنت طفلة ماذا تكون أنت ! رضيع.. نعم .. طفل رضيع !
ضحك من كلامي
- هكذا رائع أن تقرر .. أنا من اليوم رضيع !
إنفجرت بضحكة عارمة ..
( إستوقفه عينيها .. عينان صريحتان .. تبزغ فيهما نجمتان حين تضحك .. شعرها الأسود يتمايل زهوا تحت ملائتها الشيفون ...
فكان قدر معتصما بجبل الصمت .. مصغيا تماما قهقهاتها .. " إنها حقا فتاة دافئة مرحة .. و ربما هذا هو سبب فتنتي بها " ..
..... ... ..
إستدرجني شروده
- ما بك يا قدر ؟! إحسك ضجرت مني ؟!
أنت تقرأ
أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )
Romanceفي ليلة مشؤومة، وجدت نفسي في فندق فاخر، وحيدة في جناح مجهول، بعد أن تم إجباري على الزواج من رجل لم أره قط. كل شيء حولي كان غريبًا، بدءًا من الحفل الكبير الذي شارك فيه الجميع، إلى السيارة السوداء التي نقلتني إلى هذا المكان الغريب. مرت الساعات ببطء، و...