الفصل الثاني : انت ملكي !

48K 1K 39
                                    

كانت الأيام السبعة التي قضيتها مع سام مليئة بالبرود والجفاء، وكأنها تمثيلية هزلية لزواج مزيف. شهر العسل الذي كان يفترض أن يكون مليئًا بالحب والمرح، تحول إلى سجن في جناح فخم، لكنه خالٍ من أي نوع من الراحة أو السعادة. سام كان غائبًا في معظم الأحيان، تاركًا إياي وحدي، أواجه فراغًا قاتلاً ومللًا يلتهمني ببطء.

أسوأ اللحظات كانت حينما تتصل حبيبته، ويتحدث معها أمامي بكل برود ولامبالاة، دون أدنى اعتبار لمشاعري. كلماته المليئة بالحب والشوق كانت تطعنني في قلبي، تذكرني بأنني هنا مجرد "زوجة" غير مرغوبة، مجرد ظل في حياته المعقدة. كنت أشعر بالإهانة، بلا قيمة... ولكن لماذا يبالي؟ فهو يرى فيّ "طليقته المستقبلية"، وأنا كنت أعد الأيام حتى يخرج من حياتي إلى الأبد.

ومع ذلك، كنت أخشى على سمعتي. فكرة الطلاق السريع كانت تملأني بالخوف من نظرات الناس وكلماتهم الجارحة. "طلقها زوجها بعد شهر من زواجهما!" هل ستكون هذه قصتي؟ هل سينظر إلي الجميع بنظرات الاشمئزاز والازدراء؟ حتى وإن احتفظت بعذريتي، لن أستطيع الهروب من وصمة العار التي قد تلاحقني. كانت فكرة الفرار إلى الغرب تتسلل إلى عقلي... الهروب من هذا المجتمع الظالم، ولكن هل سأنجو فعلاً أم أزيد العار على عائلتي؟

قطع حبل أفكاري صوت سام، وهو يدخل إلى الغرفة بتعبير غاضب، مكتوم الانفعال. كأنه كان يكبت مشاعر لا يستطيع التعبير عنها، وتلك المشاعر زادت من التوتر بيننا. كنت أجلس مرتدية قميص نوم حريري، أنوثتي الفوارة كانت تملأ الجو بالتوتر، ورائحة عطري كانت تحرك رغباته التي حاول كبتها.

"كم هذا مضجر!" تمتم لنفسه بملامح ساخرة.

"عفوًا؟!" سألته بحدة.

نظر إلي بشيء من السخرية وقال : 

"هل تحاولين إغرائي بهذا اللباس؟" قالها بنبرة ساخرة وهو ينظر إلي من أعلى إلى أسفل بنظرة تقييم باردة. "هل تجدين هذا ممتعًا؟"

نظرت إليه بغضب مكبوت، شعرت بالإهانة من طريقته، وكأنني أقصد إغراءه أو استفزازه. "هل تظن أنني أرتدي ما يروق لك؟ هذا ليس من أجلك." قلتها ببرود وأنا أشيح بنظري بعيدًا عنه.

ابتسم ابتسامة خبيثة، وكأن كلماتي لم تؤثر فيه. "أنتِ مضحكة، لوسي. تجلسين هنا بهذا المظهر، ثم تتظاهرين بأنك غير مهتمة بما قد أفكر فيه."

شعرت ببركان من الغضب يغلي في داخلي، لكنني لم أكن أرغب في إعطائه ما يريد. "أنا أرتدي ما يعجبني، وليس ما يعجبك، سام. لا تجعل من نفسك محور الكون."

رد بسرعة: "أوه، ولكنني أراكِ تحاولين جاهدًا إثبات العكس. على كل حال، لا تقلقي، لن أُغرى بهذه السهولة."

نظرت إليه بحدة وقلت: "هذا لأنك لست رجلاً."

توقفت الابتسامة الساخرة على وجهه فجأة، وتغيرت ملامحه، وكأن كلماتي ضربته في مكان حساس. استدار نحوي ببطء، وحدق في عينيّ بنظرة غاضبة وكأنه يحاول أن يستوعب ما قلته.

أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن