الشكوك

16.9K 705 211
                                    

لأول مرة أرى في عينيه ألق الدموع.. ندمت... . حاولت صياغة الكلمات من جديد... لكن كان الوقت قد فات... و رحل و هو يهددني بالزواج معي ! حقير ! إكشرت انيابي! لقد طغى انفعالي على ندمي بسرعة ..تمايلت مثل شربة خرج ثم ضحكت .. حسب إعتقادي الراسخ .. انه يكذب ؟! نعم لابد انه يكذب !
تأملت زجاج الأمامي التي تغطيها الغبش .. السماء تمطر ..
هززت رأسي و أخدت أضحك مرة أخرى ..
أذكر أن رأسي كانت على الوسادة .. عيناي مفتوحتان تحدقان الخطوط المرسومة على الشباك .. أتسلى مع أفكاري السوداء ...
"  غبي هو .. يظن بأنني مولع به و لا أستطيع العيش بذونه .. أول مرة في حياتي لا أهتم له .. و لا أكترث ما يريد فعله ! يقول لي سأدعوك الى زفافي .. مسكين هو .. لا يدري بأنني تجاوزت عن حبي له .  .. لا يستطيع ان يثير ذرة من غيرتي حتى  لو تزوج عشرا ..
شعرت بأنني أشيخ.. الهرم دخل قاموس حياتي قبل الأوان.. أنا التي  كنت ممتلئة بالسذاجة  أبكي لأتفه الأسباب .. اليوم أبتسم .. أرفع شعارا لا أحيد عنه ! إبتسم و أضحك رغم كل شيء .. شعار جميل كما ترى .. لكن المدعوة سلمى لاحظت أنني أبتسم ببلاهة و هبل و برودة ..
عادت  إلى غرفتها لتحضر منشفتها وهي تتجهز للإستحمام  في حين كنت أضحك و أتحدث ما نفسي و أتفاعل مع أفكاري  وقد فاجأها إبتسامات البلهاء
فقالت لي  بشيء من الفتور
-ماذا هناك.؟... ماذا حدث.؟ ...هل تصالحت مع سام .؟

-لا... أجابتها بملل : ولكن أريد أن أدهب الى السوق  لشراء ألبسه هذا المساء، سأطلب مساعدتك ، سام سيتزوج قريبا لأليان و سنحضر حفلة زفافهم! إنه يظن بأنه سيزعجني على هذا التصرف الطفولي  !...

- ماذا ؟! أتراه جاد فيما يقول  ! ؟  يتزوج أليان لكي يغيظك فقط !  لا .. إنه يكذب !  لا بد أنه يحاول إستمالتك  !

ضحكت بتسلية و قلت
- أعرف ؟!
-  و ماذا قلت له ؟!
- لم اقل له شيئا ! و لكن تظاهرت بعدم المبالات
- هذا ليس جيدا ! ماذا لو تزوج !
- ماذا إذن ! هل ستقوم القيامة علي و أموت ! بالطبع لا ؟!
- أنت غريبة حقا يا لوسي !

تناولت سلمى  منشفتها تقصد الحمام للاغتسال في حين توجهت أنا  نحو  طابق الآسفل أبحث قدر  فوجدته في المطبخ يتناول فطوره:
-صباح الخير...
خاطبته بينما  أجلس  إلى جانبه على المائدة.
-صباح الخير ... كيف الحال..   لقد تغيبت عن المدرسة   اليوم أيضا... !.
قلت له :
- سأذهب   إلى السوق مع أختك سلمى لشراء ما أحتاجه ! لذا لن أكون في المدرسة ..!
وهو ينهض:
-هاك بطاقتك المصرفية  .. لقد أخبرني جدي أن آعطيك ! و ايضا اخبرني أن آخدك الى الشركة لتصحيح بعض المعاملات القانونية التي تخصك و لكن بما انك داهية الى السوق مع اختي يمكنك ان تمر به في الشركة بعد إنتهاء من تسوقك .. ان   احتجتم لأي مبلغ إضافي فلا تترددي... سوف أحول لك ما تريدين في البطاقة  ؟!

قلت  وانا افتح  فاهي مندهشة:
- شكرا قدر ... شكرا ؟!...

وفيما جلست أنا  إلى المائدة لتناول الفطور، كانت سعاد  تتسلل من خلف قدر  كالقطة نحو المطبخ  و بهمسة نادتني
- أختي لوسي
- أهلا ! كيف حالك ؟!
ردت بإقتضاب
- بخير!
- ماذا حدث ؟! لماذا تبدين متوترة يا سعاد ؟!
إنتفضت على أول كرسي قابلها .. وقد أخذت بأطراف قميص نومها فجعلته بين ساقيها وكأنها تتجهز لتفضي بأمر جلل: 
- أتعرفين؟!... لقد رأيت في حلمي وكأن قدر مسحورة بطيف فتاة  لا ملامح لها ولكن شعرت بحبه الشديد لها في رقة انسيابه نحوها وقد اخذ يطوف حولها كملاك لا بداية له ولانهاية...
ثم تابعت كالحالمة:
- إن قلبي متعب .. و الدي كان متعبا من قبل! أشعر احيانا بانه لا يحبني .. يقبلني  بقبلة صارت مع مرور الزمن باردة لا تمثل أي معنى.. أمد  رأسي ، ويمد رأسه ؟، تلامس شفتاه وجنتيي .. أو جبهتي ، أو ماتيسر من خدي .. يطبع قبلة كيفما اتفق، ويمضي.. أحياناً لا يتصل بي إبدأ .. ابحث عنه و أتبعه .. يودعني بتلويحة من يده.. و يضحك  بآلية.. اذكر كيف يوما ما  نظر في عيني و هز رأسه المعلق على رقبة متصلة بنابض كهربائي.. ومضى.. يومها قررت أن لا أطارده و أتردد  على  زيارته .. وفعلت .. لماذا أنا خطيبة  لرجل  كهذا.. وماالفائدة؟؟ حضرته  لا يحبني ، وحضرتي مللت منه  .. فقط كنت  أشعر  أن علي أن أبقي مرتبطة به  .. أغمض عيني و كأنني لا أرى ما يحيط بي و ما يحدث ؟! المهم بالنسبة لي أن لا أستشعر عيون الآخرين بأنني أفوت قطار الزواج ، والأهم أن رؤوسهم   تهتز مأخوذة مدهوشة بانني خطيبة رجل غني !
فوات أوان الزواج كلمة تؤدي مشاعر المرأة .. ..

أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن