سأموت

33.3K 867 47
                                    

تجترفني الأيام لأعيش وحيدة.
بعيدا عن آمالي
و أحلامي
و تطلعاتي
و أنظر أمامي وحولي
عن يميني و عن يساري
لا أجد إلا القيود
الأغلال
الحقد ، الكراهية ، الخديعة ، التآمر
أتذكر الأيام الجميلة في أمريكا ، قبل أن نفقد كل شيء و نرجع الى الوطن
ماما كانت ترقص مع بابا أمام. الجميع أثناء الإحتفال بعيد زواجهم
كم كان الجو مفعما بالحب و الرومانسية ذون خوفهن الرقباء اللائمين الحاسدين
كنت مع صديقاتي نمرح كثيرا و ربما يأتون إلي لمناوبة ليلية ننام في غرفة واحدة و نتحدث عن الشباب او نلعب لعبة الحقيقة و الجرأة
عندما أفكر مرة أخرى عن تلك الحياة ، كانت حياة خالية عن الحب ، أهلي كانوا أنانيين ، يعيشون بالمادية
حلمت يوما بالحب لكثرة ما أسمع هذا الكلمة ، حلمت بها ، فأنا لا أعرفها ؟ و لا أعرف كيف هي ؟! ما طعمها و مذاقها .. ما لونها و شكلها ؟!
لم احس يوما ولم ار أي موقف يثبت لي انها امي الحقيقة من العطف والاهتمام والتضحية او على الاقل لم احس يوما انها تذكرت اني موجودة و اني مريضة اني محتاجة
دائما تنساني حتى عندما امرض فهي لاتهتم بي بل تلمس جبيني وتقول:( ماعليك حرارة)
عندما تتغدى على اشياء لااستطيع اكلها فانني انام جائعة ولا تسأل عني

عندما لا اكون موجودة فهي لا تسأل اين انا ولم لا ااكل
كذلك عندما تشتري من السوق فهي تشتري لنفسها فقط و لأخواتي الصغيرات و على آخر المضيلات

حتى اذا كانت هناك حفلة او سهرة فانها تسال عن لبس اخواتي الأصغر مني وتستشير خالاتي ماذا تلبس اختي وكيف تعمل شعرها اما انا فانسق لبسي واقرر ماذا ساعمل بدون أي اهتماما من امي ولاسؤال بل اسعى لسؤال البعض دون ان يعطيني رايه او يقدم لي المساعدة بطلب امي بل بطلبي انا
هذا موقف بسيط من مواقف كثيرة
اشعر فيه باليتم وعدم المبالاة من الاهل ولا رى في هذه الدنيا شخصا واحد يهتم بي او يسأل عن حالي اويلاحظ مرضي او حزني
احس انني في هذه الحياة اكبر محرومة فانا اعطي الكثير من صغري ولا اجد سوى التوبيخ والاحتقار خاصة واني عاطفية واحتاج للعطف و(الاهتـــــــــــــــــــــــــــــــمام)

فاذا تعبت احدى اخوتي او حتى امي اذهب لاحظر لها الدؤاء والعصير وانصحها بعض النصائح ولكنني لا اقابل بشكر لانهم يعتقدون ان هذا واجبي
بعكس لو فعل احد من اخوتي اقل من ذلك شكر وبجل واشتهر بما فعله
انا حقيقة لا اريد الشكر
اذا كانت عند امي مناسبة فانا الكوفيرا والوصيفة والمنسقة اصعد الدرج وانزله لاحضر ما تحتاجه امي ! و لا أجد رد الجميل أبدا!
منذ صغري ربتني الخادمات ، أمي ولدتني لا أكثر !
أبي ... كم أكرهك يا أبي ! لقد ضحيت بي !! فقدت كل الأحلام التي نسجتها ، و خاصة حلمي الحقيقي !
حلمي الوحيد .. الحياة مع الحب .. بعيدا عن المادية ، عن الجفاء

أنا يا أمي ... لماذا أتيت بي الي هذا الدنيا ؟ ! أنت لا تحبّني ... لقد تخليت عني !
توقفي يا أمي .. لا تقل أنكم لم تبيعوني !
توقف يا أبي .. هنا في السوق ، نعم أنه يحمل بكل مفاهيم السوق ، هناك عرض و طلب ، بائع و مشتري ، انا لم أكن سوى بضاعة ( موجهة ) لكم لتبيعها في النهاية .
أنا يا أمي أبدا لست متشائمة و إلا لما وجدتني حية
و لماذا إنتحر .. و لأي هذا سأفعل .. أنتم تخليتم عني ، و لن يبكي أحد على فراقي ، حتى زوجي إنه يحب غيري
أنا لا اخشى الموت ... و لا شيء بي يتحرك لو تراءت لي عمري كله ، ولكن اخشى الوحدة و أن لا اجد أحد يحبني و تستميل عواطفه ليلي ، لأنني وحيدة و كنت كذلك منذ صغري !
لقد تعبت ، تعبت عن الوحدة ، تعبت عن التفكير ... تعبت عن البكاء
مظاهر الألم و التعب تنهك أطراف جسمي ، لمحت المرآ ة في الردهة
جسم نحيل و علامات الجفاف لا يكاد يخلوا منها طرف من بدني ، شفتاي متشققتان ، عيناي كأنهما يفقدان الوعي ، لا أتذكر متى كانت اآخر مرة صمت عن الطعام .
تمسكت عروة باب الحمام ، أشعر بانتهاك شديد ، اشحت كل ملابسي ، و دخلت عارية في حوض الحمام التي ملئوها بالماء الدافيء حتى استعيد حيويتي و نشاطي ، كان التعب يقتلني ،
أحسست بدوخة وحرارة في الصدر وضيق في التنفس وكان الإحساس غير طبيعي فقررت أن ابتعد من مكاني و اخرج عن الحوض ولكن رجلي لم تعد تحملني
أحس بالدوار فإذا بي ارى الحمام مضاء بإضاءة قوية غير طبيعية ، ثم سقطت مغشيا على الماء
أحسست وقتها ان اجلي قد بنى ، و كان الماء تاخد أنفاسي شيئا فشيئا
نعم سأموت و كنت اشعر نوع من رضى
سأترك حزني والمي ووحدتي
سأترك كل شيء

أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن