كانت الساعة قد قاربت الثانية عشرة ظهرا عندما قرع جرس جناح لوسي ...و من خلف الباب كان قدر يتململ و قد بدا على وجهه شيء من الإضطراب ..
فتح الباب ليطل من خلفه رأس لوسي وقد توشحت غطاء الصلاة وهي تقول بصوت يشيبه النحيب:
- أهلا يا قدر .. ما شيء المستعجل ..؟!
- لا شيء .. لقد أردت أن أطمئن عليك !
- حسنا .. أنا بصحة جيدة ..
- كيف تدبرين أمرك بعد ليلة البارحة ..
- لا مشكلة يا أخي .. لو كان هناك كنت سأتصل بك ! لا تخافي ..
-أكيد .. والآن وداعاً ..رجعت الى غرفتها تلطم الباب ورائها و قد إنحدرت دمعة دافئة على خدها بعد حديثها مع قدر .. . ومسحتها بغضب، إذ لايجب أن تشعر بالأسف على نفسها.
ثم صرخت مجفلة عندما فتح الباب وظهر سام .. .
وجرها إلى داخل الغرفة يصفق الباب بغضب:
- بحق السماء! أعتقد أن لديك تفسيراً جيداً لهذا!
- ما تقصد ؟!
- ماذا كان يفعل قدر هنا ! لا تحاول إستفزازي يا لوسي ..و إلا لن أكون مسؤولا عن تصرفاتي !
شعرت بالرضى عندما ظهر عليه أنه فقد السيطرة على الكلام، إستدارت لخلع عباءة الصلاة الفضفاضة ..
تكلمت برقة ساخرة ..
- يا لك من خنزير .. إغتصبتني قبل إثنى عشر ساعة و عرضتني كل انواع الإهانة و الذل .. إتخدت لنفسك عشيقة ..لماذا لا تذهب إليها و تتركني أعيش بسلام ..
قررت أن تنسحب نحو الحمام .. و لكنه جذبها نحوه لتصطدم بصدره ..
نظر إليها محذرا .. و لوى فمه بقسوة..
- لوسي .. ليس لديّ الرغبة بالتعامل مع الإهانات في هذا الوقت المبكر من الظهر ، سنذهب إلى المستشفى .. اليوم لديك فحص !
- لا تلعب معي دور الزوج الحنون .. من الأفضل أن تتركني ..
و ضعت يديها على صدره ثم دفعته تنسحب نحو الحمام ..امتلأ الحمام بالبخار، وخلعت ملابسها، ثم أضافت كمية من الصابون المعطر، واغرقت نفسها بالماء ملأ المغطس...
وسرت الحرارة ببطء إلى جسدها البارد، تغمض عينيها، تتمتع بالاسترخاء في المياه الساخنة، وبعد فترة دخل عليها سام ، ففتحت عينيها باندهاش
قالت
- ماذا تفعل هنا ؟!
رد سام بنفاذ صبر " بل أنتي ماذا تفعلين ؟ لقد نفذ الوقت يا لوسي .. هيا أخرجي من مغطس !
ردت بعناد
لا لن أفعل ... ! لأنك دائماً تعطيني الأوامر، أليس كذلك؟ لا تقترح أبداً، أو تطلب.. أنت فقط تصدر الأوامر، وتتوقع أن تطاع دون سؤال! لن اقبل السيطرة من مستبد ظالم مثلك
إعتلت في وجهه غيمة غضب .. و لا أدري كيف تداعى لذهنه مباشرة فكرة خبيثة ..
وبهدوء تسلل نحوها وأخذ منشفة و هي لا تزال تثرثر و تعاند :
ثم مد يده داخل المغطس بهدوء وجذبها و هي عارية يحملها بين ذراعيه ..
صاحت بعصبية و هي تصارع بين يديه ليتركها .. و لكن كالعادة صراع دون فاؤدة
- أيها الخبيث .. حقير .. أكرهك
علا في وجهه إبتسامة لعينة
- إن كنت تريدين تجنب نزلة برد فعلينا الإسراع الى الفراش ...
أخرجها من الحمام نحو فراشها .. ووضعها بلطف لتقف على رجليها ..
تمتمت لوسي بصوت مخنوق من الغضب
- أتمنى لو أضربك !
ضحك سام بتسلية ... ثم مد يده على شعرها .. وبهدوء تقدم نحوها وقال:
- اجلسي لأجفف لك شعرك...
- لن تفعل!
وصرخت من الألم وهو يقوم بتجفيف شعرها دون الاكتراث ببشرة رأسها الرقيقة، وقالت له:
- بالله عليك ! هل يجب أن تكون قاسياً هكذا؟.
- لو توقفتي عن عنادك منذ الوهلة الإولى لمر كل شيء بخير و هو هدوء
ثم تابع و هو يضرب مؤخرتها كالطفل ، يتقلد بإبتسامة خبيثة ..
- هيا .. إذهبي الى خزانتك و ألبسي بسرعة .. سأرجع بعد دقائق .. يا ويلك لو لم تتجهزي !
ردت لوسي بحنق ..و هو يشق طريقه خارج الغرفة
- أنا أكرهك .. واحد متوحش !
- مسكينة .. لم تتعلمي بعد أن إغضابي عمل لا طائل منها ..
و خرج و هو يتقلد بإبتسامة ضاحكة و يهز رأسه بلطف ..
........ .......
لمعت رسالة على هاتف سام المتروك في غرفة لوسي ... إنتفضت بحماس كمن لدغتها عقرب .. كفكفت دموعها على عجلة و فتحت هاتفه لترى الرسالة
كانت الرسالة من أليان
" حبيبي .. هناك مجموعة من الاصدقاء ينظمون سهرة معاً الليلة .. هناك مطعم جديد يرغب الجميع في الذهاب إليه، وأتساءل فيما لو رغبت بالانضمام الينا"
شعت عينيها ببريق العنفوان و التحدي و قررت أن ترد رسالتها لإثارة أعصاب سام و غضبه ..
- مسكينة أنتي .. أشفق عليك بصراحة .. نحن على وشك الذهاب الى المستشفى لنرى حبيبنا الصغير ..
- أعطي الهاتف الى سام أيتها المطلقة !
- مطلقة .. لا أريد ان أخيب ظنك و لكن لم أعد كذلك ! أنت تتكلمين مع زوجة سام !
تنفست بعمق تملأ رئتيها بالهواء .. عندما اخدت ثأرها منهم .. أطلقت العنان لنفسها .. و ذهبت نحو خزانتها تدندن بأغنية النصر .. اخرجت فستان نوم .. ثم إستلقت بفراشها و كأن لا شيء يعنيها .. " ذلك الحقير .. سأجعله يتأكد بأنه لا يستطيع سيطرتي كما يظن .. حقير ! فليذهب الى الجحيم "
ثم غاس رأسها الثقيل بين الوسائد المنتظمة على فراشها الفخم ...
بعد برهة .... إنتفضت من صباحك و ضجيجه .. و هو يجفل غاضبا مثل الحصان ..
خاطبها محذرا و منذّرا و هو يشد قبضة يده
- امامك عشر دقائق لتغيري ثيباك لقد تاخرنا
ردت بصوت مثقلة بالنوم و هي تنظر إليه بإهمال
-لن اذهب معك
-بل ستذهبين ..اذهبي وغيري ثيابك ..وبسرعه
-لن افعل ! على كل ... أنا مصابة بالصداع ... سأعود الى نومي ..
ووضع حقيبه صغيره كان يحملها على الكرسي ثم نظر اليها نظره مصممه غامضه وعلمت ان من الجنون مواجهته
-هناك دواء الصداع .. كليها ثم غيري ثيابك بينما اقوم باتصال هاتفي
-ليس عندي النيه ان اذهب معك
وزداد غضبه وشعرت بوادر الخوف وهو يسحب منها الغضاء ..
أمسك كتفيها و جعلها تقوم برجليها مجبرة .. يقتادوا للمثول أمامه
وقال بوحشيه
-امامك خيار..اما ان تغيري ثيابك بنفسك او سافعل هذا بنفسي
-وحق الجحيم لن تفعل!
-وكيف ستمنعني ؟
سحبها من ذراعيها .. ركنها في زاوية ثم أدارها نحو الجدار بعنف ثم امسك فستانها نومها القصير و بدأ يسحبها .. و هي تتشبث به و تنحسره بين ركبتيها
و قد تدفق الدماء في وجنتيها .. يكاد قلبها يطير .. يكاد ينفخ ...
- ماذا تفعل؟
-لقد نفذ الوقت يا لوسي
أخدت تقاوم محاولاته لخلع ملابسها وبقوه مذله يمسكها ذون حراك و يسحب منها الثوب دفعة واحدة
ثم اخذ فستانا والبسها اياه واقفل السحاب بعنف وادارها نحو المرآة ..
-والان رتبي شعرك و ضعي الوشاح في رأسك ..
فاستدارت اليه يطبقها عينيها المذعورتين ... و هي ترتجف
-انت .... أنت ...
-هل خانتك الكلمات يا زوجتي العزيزه؟
ودون تفكير رفعت يدها لتصفعه فأمسك معصمها بقسوة ..
-لقد حذرتك من قبل ان لا تفعلي هذا..
ثم دفع يدها بإزدراء ..
و خرج نحو الشرفة و هو يتفقد هاتفه
واخذت لوسي الفرشاة بأناملها المرتجفة حاولت تصفيف شعرها و هي لا تصدق ما فعل بها لتو .. بفعله المسيطر التي توسم بها .. لقد بدت كدمية باربي التي ليس لديها رأي و سيطرة .. استخدمت مكياج شانيل و أحكمت الوشاح على رأسها وعندما عاد سام الى الغرفه كانت جاهزه ولو غصبا عنها...
............
كان في عينيه بريق غاضب يقلقها ... و هما يصعدان السيارة
- ماذا قلت لأليان !
تراقص في عينا لوسي بتسلية خبيثة و ردت بشماتة واضحة
- أشفقت عليها فقط ..
إعتراه الضحك و أعقب على كلامها
- الشفقة .. أنتي من تحتاجين الشفقة ... لديك جسد و عواطف إمرأة و لكن عقلك كالطفل تماما ..
وجهت إليه نظرات قاسية .. ردت بتسلية فائقة ..
- يبدوا من تصرفاتك بأنني أثير حقا غيظها .. كم هذا ممتع ؟! لا تغضب ألست طفل! أنا أتسلى فقط ..
و لكن لو أن أليان تعرف كم أكرهك، فقد ترتاح .. وهنيئاً لك يا أليان بنت .. لا أعرف بقية اسمها. .. لن يستمر هذا الزواج !
ساد في وجهه صمت مخيف و هو يقود سيارته بسرعة كعادته ..
تابعت بخبث
- هل ستذهب الليلة الى المطعم و تلبي دعوتها ...
- و لم لا ..
- أذهب .. أصلا أنا في حضورك لا أجد الهدوء أبدا ..
و كان قلبها يرتجف مثل سقف النخيل و تتصلب في مقعدها مثل شجرةطرفاء .. دفنت عينيها كعادتها على الأسفل و قلبها ينبض بألم
تناهى في مسامعها صوت سام و هو يخاطبها برقة
- هل تحب أن تذهب معي الى السهرة ...
نبض قلبها بحماس
- أجل .. أجل ..
إرتسم بسمة ضاحكة في ثغرة سام .. " انتي حقا طفلة .. و لكن عدني بأنك لن تتشابك بالحديث مع أليان !"
- أعدك .. لن آتحدث معها إلا بحدود الأدب !
- طفلة عاقلة ...ولكن هل حقا لوسي ستنفد وعدها له ! سنعرف ذلك في البارت القادم ؟!
.............
يتبع." حوادث المطعم "
أنت تقرأ
أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )
Roman d'amourفي ليلة مشؤومة، وجدت نفسي في فندق فاخر، وحيدة في جناح مجهول، بعد أن تم إجباري على الزواج من رجل لم أره قط. كل شيء حولي كان غريبًا، بدءًا من الحفل الكبير الذي شارك فيه الجميع، إلى السيارة السوداء التي نقلتني إلى هذا المكان الغريب. مرت الساعات ببطء، و...