سال دموع غزيرة من عيوني و أنا واقفة و في صمت واجم .. و سام ينظر إليَّ مندهشا , فقال" لماذا تبكي .. ألا تريدين أن تعودي الى حياتك السابقة ..
قلت و بالكاد يخرج الكلمات من حقلي " لأنني .. لأني لا أريد ذلك !!
سام " ألست من سفح دموعك في ليالي كثيرة , ألست من تركك في وحدة و خواء .. لماذا إذن !
قلت له و أنفاسي مبهورة " لأني ..أحبك !
نظر إليَّ بحنان و ابتسم يشاكسني " و ماذا أيضا ؟!
قلت له و أنا أنظر الى الأرض بحياء " و لأني لا أريد أن أخسرك سأذهب معك ...ثم تابعت كلامي و أنا أرتجف " لأني لا أقدر الحياة بدونك "
أمسك يدي التي ترتجف ووقف يتأملني للحظات ثم إبتسم لي إبتسامة دافئة و دنى مني و أنا لا أرفع نظراتي إليه حياءا " لماذا لم تظهريها لي من قبل .. " ثم وضع أصبعه فوق شفتي السفلى , يمررها كأنها أحمر الشفاة ..
يتأملني بإفتتان و يدقق نظراته حول شفتاي , قال " كم كنت مغفلا لأحرم من نفسي فتاة عدبة مثلك "
قبلني قبلة ناعمة ... شعرت بأن كياني كله قد نزت مني .. تمنيت أن تدوم تلك اللحظات الى الأبد .. و لكن رنين هاتفه يقاطع سكون الليل ..و يقاطع لحظتنا الرائعة التي شبه أحلام ..
أخرج من بنطاله , فردَّها فإذا بصوت غاضب يصدر منه يقول " أيها المغفل .. أيها الأحمق .. غبي .. جاهل .. ليتني لم أكن جدك "
سام في حيرة و إندهاش يرّد " ماذا فعلت !! ؟
الجد " لا تكن أحمقا .. ما هذا العمل و الxxxxات التي تسوقها و أنت في شهر العسل .. هل يعقل بأنك تترك زوجتك في أيامها الأولى معك .. أيَ أحمق ربيته !!
سام " عفوا يا جدي .. و لكنك أنت من علمني أن الشغل و التجارة أهم من كل شيء "
الجد " أما تسمع كلامي .. عدّ الى هنا .. و ستدفع الثمن غاليا .. مع السلامة " و بهمسة قال" يا له من مغقل"
أغلق الهاتف و عاد الى الى الفراش ليجدني أحبس أنفاسي من الضحك .. صبَّ إلي نيران غضبه و عيناه يتطاير منها الشرر , إرتبكت و بادرت بالإعتدار على الفور " أنا ااسفة أنا اسفة " أمسك يدي بقوة و قال بهمسة دافئة في أذني " ما ذنبك أنت يا لوسي , كان عليَّ أن أكون واقعيا أكثر , بأني تزوجتك حتى أتزوجها .. و لكن إندفعت وراء عواطفي و أحاسيسي تعالى على الواقع المرّ ..ما ذنبك أنت يا عزيزتي .. سنظل معا نتقن لعبة الحب .. "
نظرت الى الأرض بأسي و حزن مبالغ لا أدري من أين جاءت فقلت " لا بأس .. أنت حرٌ فيما تريد .. و لكني سأظل أحبك "
سام " حتى لو نزفت جروحك أكثر , و تزوجت معك "
قلت " سأظل أحبك الى اّخر عمري , و لكن لا تتخلى عني و تتركني وراء كومة الغيم .. سأموت بذونك "
سام " قل لي ..يا لوسي لماذا تحبني ؟! ما الجيد في رجل مثلي ؟!
إبتسمت أتمعن النظر إليه بإنجداب , فقلت " أحببت فيك التناقضات فأنت كالملاك أحيانا و كالشيطان تارة أخرى .. أو ربما أحببتك لأنك اّسر ووسيم .. أو تعجبني لأنك ذلك النوع من الرجال غليظ الملامح .. بارز العضلات .. يرنوا إليَّ من عل كعقاب .. و لكن لا يقول أحبك بل أريدك .."
سام ينظر إليَّ بتفائل " يبدو أني كنت مخطأ بشأنك يا لوسي .. أنت أنثى كاملة .. أنثى ناضجة ..
إنحنى سام عليَّ , فلامس خدي الناعم خده ..همس فأمسك دقة خصري الذي يتأرجح من تحته شعري الطويل , "دعني أطفؤ غريزتها الأنوثية " ارتفع صدري كإرتفاع أمواج البحر الدي تعّب عبابه , شعرت بأني أذوب بين ذراعيه كما تدبل الوردة التي كانت منفتحة بالأمس القريب ,
جسدي يتحلل من فرط الإحتراق , شعره الذهبي يتدلى فوق وجهي , و أنفاسه يضارب أنفاسي حين لم يكن بيني و بين وجهه سوى مسافة أصبع , إقترب قليلا حتى لامس شفتيه شفتيَّ .. بينما كان يمرر أصابعه فوق كتفي .. كأنه يريد أن يزح ثوبي ببطئ .. فشعرت بخوف شديد .. جعلني أرتجف بشدة ..شعرت بخوف كأنه عاصفة هوجاء تقتلع قلبي من جذوره ..
لماذا فجأة أخاف و يجتاحني خوف أصفر بعد أن رغبت به بشدة , أظن أن الأمر يتعدى مجرد قبلة بريئة ؟!
كاد يعري صدري بالكامل لو لا أني أمسكت كفه بكفي الباردة المرتجفة .. شعر بأنني أخاف ؟! فلاح من عيونه حزن مشوب بالبراءة , فتركت يده .. و أغمضت عينيَّ , و قبلي يضربني بشده .. .
لم يتحرك لثوان .. أمسكت يده و رفعته أضع فوق صدري .. و ما زلت مغمضة العينين , خائفة يعتريني الإرتجاف ! شبكت يدي بيده , و قلت " أنت حبيبي يا سام "
نظر إليَّ بحنو و قال " هل أنت خائفة يا عزيزتي ؟!
قلت " .. لا .. نعم .. فقط . . قليلا "
قال " يهمني انت أكثر من جسدك عزيزتي , أخبرني أنك لست مستعدة ؟!
قت " أخاف أن لا تقوى من إنتظار حارق .. و تتركني "
قال سام و قد علا في وجهه إبتسامة ناعمة " لا بأس يا لوسي .. أحب لهفة الإنتظار و الشوق "
قلت له و قد إحتقن وجهي ألم " أنت لا تفهم .. كل ما عليك فعله .. أن تدهب إليها و تتزوجها , لماذا الإنتظار و الوحدة و المرارة .. إذهب الى حبيبتك ..
...........
لا أدري أيّ شطان نزل بي في تلك الساعة .. أحسست بإنقباض في صدري , لا يهم كيف تظاهر لي .. بالأخير إنه ذاهب ليتزوجها .. لم يخبرني بأنه لن يفعل ذلك .. أما أنا مؤقتة .. نعم فتاة مؤقتة , لا يهم كم أحبه , و لكنه لا يحبني , بل يحبها هي فقط , قلبه ملك لها , لا مكان لي فيها , إذا كان يحبني لماذا سكت إذن .. عندما قلت هذا الكلام , صمت جليدي جارح , فهذه الحقيقة تقتلني ,
الحزن يحتضن وجهي .. تهاظلت دموعي ..و لكنه إقترب مني و لمست كفي البارد كفه , و في عينيه حزن مشوب بمشاعر مختلجة , فقبلني ثانية دون سابق إندار , يمتص حلاوة شفتيَّ الوردتين بشدة , يترضبني كأنه صديان من لوعة حارقة , يمتص شفتي السفلى بعنف , ثم هدأ , و لا أعلم ما الذي إجتاحه , أحب هذا أو قبلة إرضاء ؟! كل ما أعلم أنني نسيت حزني و همومي , بل نسيت الدنيا بالكامل ..
شهقت و أخرجت منديلا , و نشفت دموعي , ثم وضعت رأسي على الوسادة لا أفكر بأي شيء ..
."""
،
،
إستيقظت في الصباح على زقزقة العصافير و أثر الدموع الشديد على وسادتي , و لم أجد "سام" , فالشمس تضع وشاحا أبيضا على وجهها الجميل , و الوقت الساعة السابعة و نصف ,,
توقعته في الحمام و لم أجده , و بدأت أهرول في أرجاء الشقة كالمجنونة , هل إختفى ؟! هل تركني ؟! هل سافر وحده !
كان موعد الطائرة ساعة سبعة , هل طار وحده و تركني , تركني بين أنياب الألم .. أنتحب بين أمواج من الدموع و الوسائد , كيف يمكنه أن يتركني ؟! لقد وعدني وعدني بأنه لن يتركني !!
سمت صرير الباب .. و جريت بسرعة .. فلم أجده , مجرد هواء ! فأنهرت على السلم باكية بصوت مجروح بلحظات من القلق و التوتر و الخوف , و بدأت حرارتي ترتفع تدريجيا من الإنهيار العصبي , سأموت , كيف يمكنني أن أعيش بدونه , حياتي خائبة !!
ضيق ... إختناق .. الوقت دبق .. حواسي في عطالة .. زفير حاد متلاحق .. أحدق بلا شيء ..كالمجنونة .. الضباب يغطي كل شيء .. نظراتي تضعف .. تكسَّد حولها الدموع , و أهوال تمزق جسدي .. وصلت الى حافة الجنون .. أفكار غبية تراودني " إنتحار " " إنتحار " .... صوت بأتي من لا شيء .. هسيسات و همسات حفرت أخاديد عميقة من الخوف في صدري .. تعبث بمشاعري و أحاسيسي ..تقدفني الى عرصة الأموات و سكان القبور .. أفكر و أتخيل شكل الضريح أمامي و ضواحي القبور و رفات الأموات تحيطني , ..
سكون مرعب .. يهلع نفسي .. و نسيم البارد ترعش جلدي .. أرتجف من لا شيء , هل جننت حقا ؟! أين هو !! تركني خلف كومة الوحدة و الشعور بالموت مرة أخرى
و لكن هذه المرة هل تركني للأبد ,,!!
أنت تقرأ
أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )
Romanceفي ليلة مشؤومة، وجدت نفسي في فندق فاخر، وحيدة في جناح مجهول، بعد أن تم إجباري على الزواج من رجل لم أره قط. كل شيء حولي كان غريبًا، بدءًا من الحفل الكبير الذي شارك فيه الجميع، إلى السيارة السوداء التي نقلتني إلى هذا المكان الغريب. مرت الساعات ببطء، و...