نم معي يا قدر !

18.2K 725 225
                                    

كانت الساعة قد قاربت الثانية عشرة  ليلا  عندما إنتهيت من تجديد ديكور غرفتي .. تشربته بألوان كبدية  و كالنبيد غامض له نكهة حريفة و أليفة .. زينت الغرفة بأشكال عديدة كتمائم غامضة ..
ها أنا ذا أخير إنتهيت من تزيين الغرفة ... تنهدت  و أنا  أتململ  على كرسيي وقد أطلت برأسي  من على الشرفة أرمق  الخارج  منتظرة  قدوم سام  بسيارته المغلقة .. لكي أفاجؤه على السهرة الحلوة  ...
بدأ المطر يخف عندما لمحت سيارته من بعيد  .. و قد إندست بسرعة غريبة كقطاة تائهة  ..
إنتفضت من جلستي و كانت لحظة مفاجئته إقتربت ..
  ..
غادرت الشرفة و  كنت  أمسح  بكلتا يدي على وجهي  وأطراف عينيي  وكأني أريد  أن أمحوا  عن عينيي  صور متشابكة لأحداث هذه الأسبوع التي جرت بصورة فضيعة.. يا الهي كان ظريفا معي .. شديد العطف .. كثير الحنان  بينما  كنت أخنق عاطفتي و أقابله ببرودة و أقتل حبي .. كدستها في داخلي كدنانير البخيل .. أعرف أنك لم تستحق مني أن أكون مجفلة معك .. كنت معي  ..

أخذت أفرك  عينيي  وكأني  شعرت بوجود شيء ما تحت جفني ...  ربما أحاول  أن أختار  الصور الأكثر جمالا والتي التقطتها عيني  منذ أن تزوجت سام

ولهذا كنت  أستعيد  وبجهد تلك الصور الجميلة وكالقطات الفلاش -عن أول حضور له في ذاكرتي - نظرتي الأولى إليه  عندما تزوجنا  ، طوله المميز ببدلته السوداء ... كتفيه العريضين... تسريحة شعره الذهبي الرزينة ، ابتسامته التي سحرتني منذ الوهلة الإولى ..... ومن ثم نظرته الوديعة الزرقاء  كمحيط البحر  فيما هو يقترب إلي ..  ولمسته الحنونة التي طوق بها كتفي ...  كم أحبك يا سام ! لن أستطيع أن أتخيل حياتي بذونك !
لمحت الخاتم الماسي من يدي ..
..  (يا الهي كم كنت حمقاء أن أكون جلفة معه ومقيتة)
أريد  أن أبعد  ما يفسد علي سعادتي  هذه الليلة التي حضرتها بكل إتقان ...  إذهبي أيتها النذم .. أتركني ! لا اريد أن يتعكر صفوي !

بعد برهة .. أولج الغرفة .. أحسست قلبي يطير بالفرح .. أنبرت نحوه لكي أحتضنت و لكنه تحاشى عني  نحو الخزانة فتملكني شعور غريب ..
بقيت حائرة  مذهولة .. فأستدركته و أنبرت لمواجهته محاولة أن أعرف ما يجري ..
- ما بك  يا سام ؟!
قابلني ذلك بصمت ..  أثار لدي شعورا غامضا  ..،
ثم طفق نحو الخزانة مخرجا حقيبة سفرية صغيرة
أخرج بعض ملابسه بحركات مستعجلة .. ثائرة .. مجفلة ..

وقفت أحملق فيه بعينين غائرتين .. و قد إعتلى وجهي غيمة حائرة .. أفهم بصعوبة ما يدور حولي..
مر بعض و كأنني تحت سحابة ماطرة ... أنتظر منه البوح !
رحت أفكر بما يجري مع سام ؟! و ما يحدث له ؟!
لفق بعض حاجاته الضرورية .. و آغلق فاه حقيبته أخيرا ..
أخد حقيبته نحو الباب .. أما أنا فقد تجمدت في مكاني  أنظر إليه غير مصدقة و كأنني اتابع صفحات الرواية ..
إلتفت نحوي و قال جملة واحدة بصوت مرير
" أتمنى أن تعتني بإبني و بجدي .. و داعا "
مهلا ..
مهلا ..
ماذا يحدث ؟! 
كدت أجن و لا أدري كيف تداعى لذهني مباشرة
بإنه سيهجر ني فقط  لأنه ملل من جفائي ..
ها أنا ذَا  ألهث خلفه لأحلق به
هرولت نحوه .. أدرأ  بطني بيداي المرتعشتان ..
و حين أدركته إحتضنته من الخلف .. تشبثت بقميصه ..
سحب يداي برفق من قميصه و أستدار بكامل جسده نحوي
إبتعدت عنه قليلا و أردت أن أتكلم و أعتدر منه .. و لكن دموعي غلبني فبادر هو يقول لي
- لا تتكلمي .. إنني أعرف ما تريدين ان تقولي لي .. و لن الإعتدارات لن يجدي نفعا ! فأنت أديتني يا لوسي بطريقة لم يؤدني أحد في حياتي .. بتصرفاتك هذه كشف لي عن زيف علاقتي معك .. فالزواج هو بين روحين قبل أن يكون بين جسدين .. "
دوت العبارة في أذني كأنها قديفة  .. لم أكن أحس ألما و لا حزنا .. بل إنني لم أشعر حتى نفسي و لا بما حولي .. و لا بالوقت الذي مر قبل أن أنهار بلا شعور ..
نظراته مصوبة إلي.. و لكنه يتظاهر بأنه لا يراني ..
ثم مد ذراعه الي و أنا جاثمة على الأرض .. بينما يخاطبني ببرودة مشوبة بشيء من الشفقة
- إن كان كلامي قد يخزك مثل السكاكين .. لست أدري ماذا بإمكاني ان أصنع لك ؟! أنتي عليك  أن تكوني  قوية لأجل إبنك !  هيا قومي بالله عليك .. لا تضعفي هكذا ؟! من يدري ؟! .. ربما عوضك القدر خيرا .. و جاء الغيب بزوج إحلامك .. إنني لم أكن بك جديرا ..

أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن