هناك يحتفلون في الفنادق الكبرى .. و يشربون نخب زواجهم .. يتمنى الجميع لهم كل الخير و كل السلام و السعادة .. يتمنون .. يهدون الكلمات و العبارات ..
و إني لجالس يومها قبل الغروب أمام المرآة .. مرت عام على زواجي أو ما يقرب من عام و أنا حائر لا أدري أين موضعي من زوجي ..و أين موقعي من السعادة و الهناء ..من أحلام العذارى التي طالما تراءت لي و أنا فتاة لم يتعد تفكيرها دور الأماني و الأمنيات ..
لم أكن أريد أن أعترف لنفسي بأن زواجي فاشل ..و أن زوجي لم يعد يحبني ..و أني لم أعد أحتل من قلبه مكان التي كنت أحتله بعد مدة قليلة من بدء الزواج ..و إن كانت مساحة قليلة .. و لكن الآن لم تعد موجودة ..
تبدد عذب أحلامي مرة أخرى ..أرى الزمن قد هزمني و خيب آمالي..و لم يكن أمامي سوى أن أحاول تعويد نفسي الحياة بلا حب ..و أن أقنعها أن الحب ليس سوى هشيم أحلام تذروه الرياح ..
وضعت الأصباغ على وجهي ..أرسم بالألوان تقاطيع كانت لي .. أدفن تحت الأصباغ الشحوب و الألم... أدهن المأساة بالألوان و أرصّها في الداخل بعيداً عن وجهي... لأبدو للجميع .. سعيدة ... متلألئة... أحاول بخطوط إعادة الاشراقة التي بارحتني منذ أن تزوجت سام ...منذ رحل عني... لم أترك نوعاً من أنواع الصبغ أطلسه على ألمي... فقط أبحث عما يخفيه عن الأعين . أنا مضطرة اليوم... لأخفي وجعي .. لكي لا أفتقد الشعور بالكرامة .. كما قالت لي أليان عندما أرسلت لي رسالة هذا الصباح
- لوسي المغفلة .. سام لم يحبك يوما .. و يقول " إن أكبر غلظة إرتكبها أنه تزوجك .. أنت عديمة الكرامة ..و غبية ..و إنك طفلة مسترجلة ..جاهلة و باردة .. و أنا لا ذنب لي ..هو لا يريدك ...و اذا لم آخده أنا .. فقد تأخده إمرأة غيري ناضجة .. أيتها الطفلة !
بقي في وجهي أغنية حزينة صامتة ..
هل تراني مبالغة فيما أفعل ! فأنا لم أعد تلك الفتاة الحالمة ..لم أعد أطمع ذلك الحب المشتعل المتأجج ..الحب لعنة بالنسبة لي .. الحب هو إفتقاد للكرامة .. هو غلظة .. غلظة لن أرتكبها مرة أخرى !
أسمع صوت سلمى .. وهي مضظرة الليلة لمشاركة في حفل زفاف إبن عمها
- إسمعي يا لوسي .. أنا آسفة جدا ..لم أرد أن أنثر فوق جرحك ملحا .. سيكون غريبا إن لم تحضر حفلته لأنني قريبته .. كما أنني لا أريد أن تثير الإشاعات حوله
- لا عليك !
- أنت إدهبي إلى الفراش.. ضعي هذه المكياج و أرتاحي ..تبدين متعبة ..
عمّا قريب، سيأتي اليوم الكبير الذي طال انتظاره. في غضون أيام ستحملين طفلك بين ذراعيك... لذا عليك أن تكوني قوية من أجله ..
لا أكاد أعي مما تقوله شيئا .. أعود لرسم الأصباع على وجهي .. أحاول جاهدة إتقان الرسم لأخفي شحوب الألم
![](https://img.wattpad.com/cover/51773831-288-k304100.jpg)
أنت تقرأ
أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )
Romanceفي ليلة مشؤومة، وجدت نفسي في فندق فاخر، وحيدة في جناح مجهول، بعد أن تم إجباري على الزواج من رجل لم أره قط. كل شيء حولي كان غريبًا، بدءًا من الحفل الكبير الذي شارك فيه الجميع، إلى السيارة السوداء التي نقلتني إلى هذا المكان الغريب. مرت الساعات ببطء، و...