كانت الشمس قد بدأت تعطي شيئا من الظلال للأشجار الباسقة المنتصبة على طول النوافد العريض في غرفة ..حيث نسمات الهواء الغربي الرطب تضفي على هذا اليوم الدافئ من أوائل تموز بعض من الانتعاش والسرور على ملامحي .. كنت أقف وقد أسندت ذراعيي على طرف الشرفة بالطابق الثاني .. أترقب البحر بشيء من التأمل !... .
وفي زحمة الأفكار التي بدأت تراودني حول ردة فعل سام الدي كان هادئا و لم يعاتبني على غير عادته .. بل على العكس عندما لاحظ وعكة التي باغتت جسدي المنهك و نالت أطرافي تلقفني بحنان و حاول مهادئتي .. ثم اخدني الى السيارة ..أما هي فكانت صامتة كالخرساء لا تفهم ما يجري .. تصلبت في مكانها جذعا لزاوية مظلمة في الوقت الدي كان سام قلقا على صحتي ..
أنا اليوم لا أحقد عليها .. بل أشفق عليها ! خاصة عندما تقفز في مخيلتي نظرة عينيها ... ضحكت بشراسة ! ربما لا أشفق عليها كما اظن ... كم كانت متعتي لا تفوق متعة وهي تثير أنظار العابرين - بشكلها المبعثر -
تنهدت بتسلية خبيثة
-الله... الله... يا لوسي ... لقد أصبحت شريرة ...أتعرفين إنني أتفاجأ في بعض الأحيان بنفسي !... و بأفكاري ...
وبشيء من الزهو تابعت: أنت رائعة و دكية ، كيف تتوصلين إلى هذه النتائج ... رغم أنك أنت من ضربها .. جعلت سام في صفك .. كان حنونا .. و رقيقا ..يا إلهي لماذا أقول هذا .. أنا لم اقل هذا .. أعرف أكثر من غيري بان سام فاقد للمشاعر ولا يحب إلا نفسه. .. وان هو حاول اطمئناني ببعض من لطافته وبأنه يحبني ويهتم لأمري فما ذلك بالنسبة له أكثر من أسلوب يعتمده في حياته مع الجميع حتى إليان ولكن... ( و أنا أكز على أسناني )...بلا مشاعر !.تنفست بشيء من اليأس ... " الى متى ... !... وقد أهلك وأنا أجر خلفه وهو ممدد يحتسي العصير !... انه صلب كالحجر... بل هو حجر وعندما خلقه الله خلق به الروح ليتحرك ولكن منع عنه كل المشاعر... ولذلك فهو لا يحب أحدا... لا يحب إلا نفسه !!!؟؟؟.
تناهى صوت عميق من مسامعي
-يا الهي خلتك ستكونين ممتنة لي على اهتمامي بك و ستكافئني على لطفي الأخير وهدوئي الغير معتاد .. ولم أكن أتصور بأنك ستشبهيني وترسميني في خيالك كوحش !.
رمقته بطرف عيناي الداكنتان .. و كان يقف خلفي ببجامته الرمادية يحمل فنجان قهوة متقلدا بإبتسامة عريضة ساخرة .. إستدرت نحوه بكامل جسدي .. أخطوا خطوات رخوة ..
تكلم بذعر مزيف
- أرجوك .. إبقي مكانك .. لن أتحمل عضة أخرى بعد ليلة البارحة .. لو كنت أعرف بأنني سأكافئ هكذا .. لما ضيعت فرصتي مع أليان !
قلت بشيء من الفضول
- ماذا ؟! هل هجرتك لأنك لم تنتقم لها ؟!
- تبدين سعيدة جداً يا لوسي !
إقترب مني هامسا ... من وجهي المضطرب .. حتى أحسست أنفاسه الدافئة على رقبتي ..
تكلم بعفوية بينما قد ظاغني مشاعر غامرة بسببه قربه مني
- ألن تجيبي سؤلي يا لوسي ؟!
- ماذا ؟!
- هل أنت سعيدة ؟!
إرتعش صوتي رغما عني و أنا أقول
- مستحيل .. أنت لم تعد تعنيني ..
إزداد تنفسه نحو شحمة أذني و هو لايزال يهمس بكل رقة
- إذن لا تمانعين أن نرجع مع بعض .. أو ربما أتزوجها !
تنهدت بسخرية مزيفة
- و كأنك متعود أن تأخد رأيي .. إفعل ماتريد !
أمسك ذراعي بقسوة ..
- هيا يا لوسي .. قل لي الحقيقة و سوف أتركها !
- أنت تمزح يا سام !
- كلا يا زوجتي .. ليس هذه المرة .. إن قلت لي بأن اتركها سأفعل !
- ما هذه المهزلة .. هل تسخر مني أيها الخبيث ! هل تخطط لعبة آخرى ! أترك يدي لو سمحت
أنت تقرأ
أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )
Romanceفي ليلة مشؤومة، وجدت نفسي في فندق فاخر، وحيدة في جناح مجهول، بعد أن تم إجباري على الزواج من رجل لم أره قط. كل شيء حولي كان غريبًا، بدءًا من الحفل الكبير الذي شارك فيه الجميع، إلى السيارة السوداء التي نقلتني إلى هذا المكان الغريب. مرت الساعات ببطء، و...