المليونير المتشرد

13.3K 602 140
                                    

.. وضع المحرر الجديد في صحيفة الحقيقة مقالته الأولى أمام رئيس التحرير

رجع خطوتين إلى الوراء، ووقف برهبة وخشوع، يسرق نظرات خاطفة إلى ملامحه وتقلّصات وجهه التي تتبدل  باستمرار

قرأ رئيس التحرير سطورها، وأبدى إعجابه، بهز الرأس والهمهمة والابتسامة. ثم نظر إليه، وقال بإعجاب

  " عظيم عظيم .. أعجبني العنوان " المليونير المتشرد

هدأت نفس المحرر واسترخت أعصابه المشدودة، وكاد يطير فرحاً، لولا أن قال رئيس التحرير: ولكن...

سأله متلعثماً وقد تبدد فرحه: ماذا

- انظر هنا..


دنا المحرر بخطى متعثرة وقال متسائلاً: أين؟!

خط رئيس التحرير بالقلم الأحمر على أحد السطور، وقال:

   ..  هنا... اقرأ.... الرقابة لا تسمح بهذا الكلام.

   تحول مليونير الفرنسي سام مالك  من رجل أعمال إلى متشرد لا يمتلك سوى 5 فرنك فرنسي  كرصيد في البنوك، و رفع دعوى ضد  جده  

..اللبناني ياسر ..

طلب الرئيس من المحرر أن يحذف الإنتماء العنصري من ذكر البلدان .. فالرقابة لا تسمح بذلك ..  



الحاشية

ماالذي  يوقظني من أعز نومي سوى هذا الإحساس الثقيل المؤكد :

القلق! أجل القلق ..

حاولت أن أغش نفسي و أبحث عن تعبير أخف وطأة .. لكنني أدركت في تلك الليلة حين أفقت في الرابعة فجرا .. و القلق متربص بي كاشف عن وجهه العريض ..

أدركت أنه لا مجال للإلتباس فها وجه القلق ..

في سري كنت أصرخ كلما أقرأ الجريدة الصباحية أو أفتح قنوات الأخبار التي تديع عن آخر نشاطات سام .. الرجل المليونير يقاضي جده في المحكمة لإستعادة  بنود شركاته !

آه نفسي تتعب كالجسد .. بل أكثر من ذلك و تحتاج لمن يريحها .. و يهدئ بالها !

ماا أفعل الآن .. لقد حسمت أمري أخيرا باللقاء معه ..

نزلت الى المطبخ .. و أعدت لنفسي قهوة .. و أنا أتدكر وصية طبيبتي أن أمتنع عن القهوة كليا .. و لكن ولعي بالقهوة جعلني أتمرد على نصائحها !

القهوة صديقة قديمة .. طبعا .. أليست القهوة مشروب الأحزان  القلق !

من أسبوع و أنا أعاني من أرق ينهك أعصابي .. أحس بنعاس شديد .. أنام ساعتين أسنيقظ .. ادركت أن قلقي تجاه سام قد ظاغ .. و ترك في نفسي وشما بحجم الذاكرة ..

أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن