الإنتقام
عدت أجلس معهم .. و أسمع ثررتها الى ما لا يعنيها , و لازال سام يضحك معها .. و هي تتمايل و تتكير بطريقة مقيتة , فبدأت أشعر غليان دمي ترتفع ثانية و أنا لا أقدر أن أتحمل ابتساماته أمام تلك العاهرة ..
كنت أنهش أنيابي مع بعضهما و أنا أحدق إليها .. فرمخت المرأة إليَّ نظرة تذل على إحراز النصر حين طلبت من سام أن يحضر لها قهوة ..فراح زوجي يكون خادمها الصغير , يلثهث مسرعا الى الكافتيريا في المطار بينما زوجها جالس في الطاولة مطمئنا يستمتع بقراءة جريدة الصباح , أشعر بأنني أريد أن أمزقها ..
إقتربت مني متصنعة بالمودة😚 " عزيزتي !! بل أيتها المسكينة !! قلبي يعتصر ألما حين علمت أن حبكم من طرف واحد "
قلت لها و أنا أكتم غيظي و أتصنع بالبرودة بقدر ما تصنعت بالمودة " 😎نعم .. و كما هو ظاهر بينكم ..يبدوا أن روتينية الحياة الزوجية الكئيبة لاحت بينكم "
إبتسمت بخبث " 😏أجل يا عزيزتي .. و لهذا السبب أبحث من يزيح الملل من حياتي الزوجية الكئيبة "
قلت بنبرة حادة " 😡أنت عاهرة !! أتعلم ذلك "
ضحكت بسخرية مريرة😜😆 زز فلما رأت سام قادم .. غيرت مامحها و نبرة صوتها الخبيث .. و لاح في عيونها حزن مزيف😇 " لماذا تشتمني يا عزيزتي !! ماذا فعلت بك ! هل تظن بأنني أسرق منك زوجتك .. هذا بغيض "
سام " أنا اّسف يا إميليا " ثم غرس أظافره في كتفي النحيلة .. فقال و هو يبتسم " إيملي أنـت إمرأة ناضجة و يجب أن تتساهلي مع الأطفال "
إبتسمت هي الأخرى أيضا و قالت " لا بأس يا عزيزي سام , سأذهب لأجلس مع زوجي .. بعد إذنك "
رحلت .. فبانت له أنياب حادة .. ووجه مخيف .. كوجه الذئب .. و نظرة تصّب النار على وجهي .. تسمرت في مكاني و هو ينظر إليَّ بعنف .. قلت " ماذا ! أنا أكره تلك المرأة .. و أكره كيف تبتسم معها !! أكره ذلك .. و لا أستطيع أن أتحمل "
تغيرت ملامحه .. و ضرب ظهري بلطف .. ثم ضحك بشدة .. فقال و عيناه يفضان ضحكا " لا عليك يا عزيزتي !! لا عليك .. أحب عندما تصبح غاضبة ..و يتملكك الغيره .. أحب وجهك العابس الصبياني .. و عيونك العسيلتين الطفوليتين يعجبني عندما يشتعلان غيظا و غيرة لأجلى .. هذا ممتع جدا "
قلت له بصوت خافت حزين " إذن .. أنا لست سوى لعبتك .. أو مشاعر حب من طرف واحد كما تقول تلك المرأة ..
" قل لي يا سام .. من أنا بالنسبة لك ؟! أخبرني ماذا أعني لك !!
فها هو مرة أخرى صمت جليدي مطبق ..ساد بيننا لحظات من صمت مرهف .. ثم جاء النداء يعلن مجيئ الطائرة .. و مبادرة ركاب الرحلة الى فرنسا .. تغيرت الوجوه الشاحبة من الإنتظار .. و تغير لوني الى شاحب وردي .. فقلت غاضبة " هكذا إذن !!" ثم إندفعت بين الجمع .. و صعدت الطائرة .. و جلسنا في مقعدين متجاورتين .. جسدي يتكور و لا أعرف!؟ و شعرت بتعب شديد .. نعم أنا منهكة من صمته .. منهكة عن محاولة فهم مشاعرة .. أخشى أن أتعب من حبه .. أتعب عن الإمساك به ..
أدرت رأسي محاولة أن لا أراه .. و تظاهرت و كأنه ايس بجانبي .. أسندت رأسي الى ظهر المقعد ... و تظاهرت بالنوم ..
صعدت الطائرة .. و كنت معلقة بين السماء و الأرض كمشاعري المعلقة و المضطربة .. و كعواطفه المتقلبة ..
وضع سام يده فوق كتفي .. و يقول و أنا أتفادى الحديث معه .. نعم لم أعد أريد كلامه يقول و كاد رأسي أن ينفجر غيظا إليه "إسمعي يا لوسي .. لقد كنت ...
قاطعته بكلمات تدل على عدم الإهتمام " أعرف .. لا أحتاج الى شرح ..
قال سام و حاجباه متدليتان " و لكن .. إسمع كلامي ..
قلت " أرجوك .. قلت لك لا بأس .. أنا أعرف ذلك ..
فنظر إليَّ مندهشا " ماذا تعرف "
قلت و أنا أزيح يده فوق كتفي .." أنت لا تحبني .. و لا يجب أن تتظاهر بأني أعني لك شيئا .. دعنا نتطلق .. و عد الى حبيبتك .. إنتهى النقاش "
إنحنى سام موجها نظراته الى مكان اّخر فقال " حسنا " كلمة واحدة لا أكثر .. لقد خدل كل توقعاتي منه .. شعرت بحرج نزيف .. إزدادت نبضات قلبي .. و شعرت بالبكاء ..و لكني تماسكت .. و اخفيت شعوري .. و أنا التي لم تخفي شعورا من قبل .. طالما إنفجرت بكاءا أمامه ... هذا لن يغير شيئا سوى أن يخدعني مرة أخرى بكلمات بكلمات لم يخرج من بلثمه حبا لي .. بل شفقه .. لم أعد جائعة لتلك الشفقات .. سأدعه يذهب .. و إن كان ذلك مؤلما .. سأتركه يسعد نفسه بأليان .. تلك الفرنسية التي يحبها !!.
...............
الرحلة طويلة مملة بالنسبة له و للركاب .. أما أنا مشاعر مؤلمة قاتلة .. كل دقيقة أعاني من عضو جديد من جسدي .. و لا أدري ! ينتابني صداع حاد من كثرة التفكير .. جسدي يتكور .. كفي اليمنى تضغط برفق تحت إبطي الأيسر ..
أما سام بجانبي ينتابه شعور بالملل .. رأيته يتثائب مرات عدة .. ينظر الساعة .. ثم يعود ليلقي نظراته على الركاب .. " ها هو شخص ينظر إليَّ " يقول بهمسه ..
و بدأ يفاتح الحديث مع ذلك الشخص .. رجل قصير في مقعد الجانبي .. كلام عن الإقتصاد .. حديث ممل عن الرياضة
.....
مضى تحليق الطائرة أكثر من ثلاث ساعات .. و ساد الجو ملل و ضجر دفع البعض الى تثائب .. و بدا سام كأنه يستمتع بالحديث مع ذلك الرجل الظريف , .. بينما أنا أكتوى بنار الحزن و اليأس .. ساخطة في قبضة غضب .. تبا لك يا سام !! هكذا تريدني أن أقضي حياتي .. حزينة باكية " ..
و فجأة شعرت بجرأة طفيلية يتسلل بعمق الى جسدي من فراغ .. إبتسمت بخبث .." سأرد لك الجميل " و أنا أفرك أصابعي .. ثم شبكت يدي ببعضهما .. و ركزت بصري في وجه ذلك الرجل الذي يكلم سام .. و أنا أرفع خصلات شعري التي تخرج من ملائتي الكشميرية البنسفجية المتدلية على عنقي .. ثم وجهت نظراتي الى نافدة الطائرة .. و انا أقول " يا له من منظر ساحر في الخارج "
نظر إليَّ الرجل بإبتسامة صافية .. ثم قال سائلا سام " أهي زوجتك "
بادرت الكلام قبله " نعم .. زوجي مؤقتا "
قال بإندهش " ماذا تقصدين "
قلت " لأننا سننفصل قريبا "
قال الرجل و هو ينظرني بإنجداب " هذا حقا مؤسف "
فقلت و أنا أدير وجهي و عليَّ ضحكة ساحرة تكشف أسناني الؤلؤية
" ماذا في ذلك "
فقال الرجل و قد توجهت نظراته الى سام " مؤسف جذا أن تترك هذه اللوزة بكل عفوية الى من هم أمثالي .. يجب أن تعيد التفكير "
أما سام لم يتكلم .. ساده صمت بارد يكبت غضب بركاني .. بدأت هالاته ترتفع ..يكبت بعنف شعور داخلي ..
ثم جاءت مضيفة الطائرة .. تبرد غضب الكاسح التي كادت أن تفجر سام .. و كانت تحمل تلك الأطعمة الخفيفة التي تقدم في الطائرات ..
أكلت الملعقة .. و كنت اّكل ببطئ جاذبة .. و ذلك الرجل مفتن بالنظر اليَّ .. شفتاي مصبغة بلون ضارب الى بنسفجي .. لماع .. يغري بالتقبيل ..
كانت تلك النظرة الحادقة إليَّ بإستمرار .. يغضب سام .. بينما كنت أتظاهر بإفتنانه حتى أضيف الزيت الى نار المشتعل من سام ..
ثم غرقت بالحديث معه و الضحكات كهبات نسيم معطرة ..
قلت " هذه قصة مضحكة .. إذن ماذا تعمل يا مازن "
قال و في وجهه بسمة جميلة عريضة " مهندس أي تي في الكمبيوترات .. اعمل في شركة سي أن تي في فرنسا "
قلت بدهول و إهتمام مزيفة " واو .. تلك الشركة مشهورة .. أنت رائع .. لا بد أنك مرتبط بإمرأة "
قال " في الحقيقة "لا" "
قلت بإندهاش مصطنع مزيف اّخر " و لكنك رجل عازب ووسيم .. مهندس .. مهنة محترفة .. ظننت أن كثيرات راغبات بمثلك "
جقال و هو يمسد راحته بشعره بإبتسامة خفيفة " هذا صحيح !! و لكني لازلت أبحث المناسبة "
رأيت سام يتنحنح " أح ..أحم ..أحمم" يتظاهر بالسعال .. عرفت بأنه يريدني أن أتوقف الحديث هنا و لكني لم أبالي .. فواصلت حديثي معه ..
فقال " إذن متى ستنفصل عن سام "
فبادر سام الكلام غاضبا " أتعلم .. إن كنت تظن بأنك ستحطى بها .. فأنت مخطأ .. هذه الفتاة تحبني .. و تدوب في حبي .. و من المستحيل أن يعجبها موظف سخيف قصير مثلك !! دعك من هذه الأفكار التي تراودك .. لأنني لن أطلقها أبدا "
قام سام و مشى و الغضب يملأ خلايا جسده العريض ..فقال الرجل و يلتفت إليَّ " أظن أنه ليس راضيا على قرارك في الطلاق "
قلت و قد فقدت رغبة المواصلة في حديث معه " أيمكنك أن تصمت .. لا أرغب الحديث " تغير وجهي الى وجه عابس بعد أن كان يلوح منها الرقة و اللطف ..
......
إنتظرت ساعات طوال و لم يأت .. و كان يعزلني أشباح خوف و قلق في عيوني .. و بدأت أطرح نفسي أسئلة كثيرة " ماذا حصل له "! هل أغمي عليه في الحمام .. في مكان ما !! يا إلهي .. ماذا يمكن أن يحدث في هذه الطائرة الصغيرة "
قمت من مقعدي .. مهرولة بين مضايق الضيقة في الطائرة .. حتى وصلت الى الحمام .. لا أحد !! فأنحدر في عيوني الداكنة دموع من شدة الخوف و القلق .. عدت الى مقعدي .. و جلست أبكي .. و أستسلم مرة أخرى لدموعي .." هل يمكن أنه يريد تركي " هل يمكن أنه يختبئ مني حتى تنزل الطائرة .. و يتركني !! لا يمكن ..
و بينما كنت أبكي بكاء مراً .. دموعي تسل كسيل زاعب .. شعرت بيد تلمس كتفي .. و يمد لي منديل ناعم أبيض .. نشفت دموعي .. ثم إلتفت اليه .. فإذا هو ذلك الشاب صاحب عيون الخضراء ...
قلت بإندهاش و قد تسارع نبضات قلبي " أنت " !!
فقال و في وجهه بسمة جميلة " أنا .. ذلك الوغد .. الذي يسترق الأنظار في حمام النساء "
قلت " أنا ااسف جدا .. لولا ملابسك .. لما شككت بك "
قال يبتسم ".. إنني لا أملك الكثير .. ليس من الغريب أن ألبس سراويل رثة "
ثم قال و نظراته تتجه هنا و هناك " أين الحمار اللعين و تلك الثعلبة بثياب حرباء .. سوف أرميهم عضما للكلاب القدرة "
ضحكت بشدة و قلت " لا داعي أن تعيد كلامي . .. فكنت غاضبة "
فقال " أذن أنت تسافرين مع زوجك "
هززت رأسي بإيجاب .. فقال " و لكنك تبدين صغيرة .. كم عمرك ؟!
قلت بلطف " 15"
ثبتت نظراته على وجهي الناعم .. شعرت نظراته تخترقني .. إبتسمت له بخجل .. فزداد إصرارا على إحتواء وجهي بعينين زرقاوين .. فقال " و أنا في الثامنة عشر من عمري .. إسمي قدر .. ما هي إسمك يا اّنستي "
قلت " لوسي "
.............
فجأة لاحت سام خلف قدر .. ثم لاحت شبه بينهما .. ما أكثر الشبه بينهما !! وضع سام يده فوق كتف قدر وهو جالس بجانب مقعدي ... نظر قدر الى سام .. فلاحت بينهما إبتسامة دافئه .. و أحتضنا بصدر رحيب ..
طالعني سام بوجه غائرة .. أو لعلي تخيلته هكذا .. .. حدقت فيه بشراهة .. و ابتسمت له أتظاهر بالبرودة . ... أو أردت أن أوصل له رسالة بأن ما فعله ... بتركي هنا ساعات لم يضرني ..و أني كنت أستمتع بالحديث مع شاب وسيم كقدر ..
ثم إلتفت الى قدر بعد أن ألقى عليَّ نظرة نارية ..
سام يقول و قد إتسعت إبتسامته " كيف حالك .. يا قدر !!
قدر " بخير .. سعيد برؤيتك .. يا سام .. أخبارك .. سمعت بزواجك الغريب ., ثم أين زوجتك .. هل ترافقك في هذه الرحلة "
سام بهدوء " نعم ... و كدت أن تسرقها مني "
قدر مندهشا ينظر إليَّ " أتعني لوسي .. زوجتك .. لا أصدق "
سام " إهدئ .. إنها زوجتي ..
إبتسم قدر و أعتدر إليَّ بمودة هامسة .. ثم قال " بإختصار سرقة قانونية .. أليس كذلك
ثم بدأ يعاتب سام ".. لأنك .. و لأنك رجل منحط يمكنك أن تبكي فتاة صغيرة .. ناعمة مثلها .. يا إلهي إنها صغيرة جذا "
إلتفت قدر إليَّ يقول بهمسة مسموعة " حسنا يا لوسي .. هذا اللئيم إبن عمي .. و لا تسمح له أن يزعجك ثانية .. .. و ببساطة إن ضايقك ثانية .. يمكنك أن تهرب معي !!
سام و هو يشعر بالقرف " 😓أنا أسمعك يا قدر "
قدر يرفع نبرة صوته يتظاهر بالغضب " هل تتهمني بمغازلة زوجتك .. زوجة أخي .. أنت حقير جدا .. أتشك بي .. أكنت تفعل لو كنت مكاني .. يا إلهي .. لا أصدق "
أنت تقرأ
أهذا زوجي ؟! (رومانسي/ عاطفي )
Любовные романыفي ليلة مشؤومة، وجدت نفسي في فندق فاخر، وحيدة في جناح مجهول، بعد أن تم إجباري على الزواج من رجل لم أره قط. كل شيء حولي كان غريبًا، بدءًا من الحفل الكبير الذي شارك فيه الجميع، إلى السيارة السوداء التي نقلتني إلى هذا المكان الغريب. مرت الساعات ببطء، و...