الفصل الثامن عشر

1.9K 87 21
                                    

" أقول كلاما كثيرا عن الفارق الهش بين النساء و الشجر "
اتكئت على حافة النافذة و هي تفكر عميقا لدرجة انها نست محيطها الذي تسكن فيه انقطعت عن العالم و هي تفكر في رسالة زوجه اباها و هي تقول لها " راح تموتين عن قريب " حاولت سولاف الاتصال بها عدة مرات و لكن زوجة اباها تتحاشى التحدث معها ، لطالما كانت تلوم والدها لانه فظل زوجته عنها و دافع عن زوجته مرارا و لكنها للمرة الاولى تقلق على والدها كثيرا لهذا هي شاردة كثيرا !!
طرقت الممرضة الباب لتخبرها عن جلستها العلاجية كم تتمنى ان تنتهي من هذا الكابوس سريعا و تعود لحياتها من جديد و لكن مع شخص جديد و هو ميار ، طرقت الباب ثم دخلت و جلست على الكرسي لتبدء جلستها المملة بضجر شديد
*********
رفعت يداها الى السماء لعل لله يستجيب لها و يغفر خطاياها و يرجع زوجها الى حياته كانت تتمتم بلدعاء و بلكلمات " يارب خلي سمير يعيش ، اني اعرف اني انسانة سيئة لكن اطلب العفو و المغفرة منك يارب ، اذا عاش سمير مراح اتقرب من المخدرات او الكحول بس نجيلي سمير " كانت تقول تلك الكلمات و الدموع تسير على خدها حتى اتت والدة زوجها لتضع يدها على كتفها و تقول " بنتي اني من شفتج متوقعت انج تحبين سمير لهل درجة ، ابني محظوظ بيج "
بعدما سمعت غادة تلك الجملة المؤثرة بدئت بلبكاء بصوت عالي حتى احتظنتها حماتها لتهدء من روعها...غادة لم تتوقع مطلقا انها سوف تحزن يوما على سمير اذا توفى او تعرض لاذى و لكنها الان تتمنى ان تتألم بدله ، تتمنى ان تموت بدله لعشقها الشديد له !!
وعدت ذاتها و كيانها و نفسها و كل خلية من جسدها ستهبها له لطالما هي على قيد الحياة

_ كان الجميع ينتظر حتى خرج الطبيب ليستبشر قائلا " ان حالة المريض جيدة ، ولكنه لن يستطيع المشي مجددا "

عندما قال تلك الكلمات المغلفة بلحزن و الاسى احست بها كلخنجر وسط قلبها ثم بدئت البكاء و انطلقت لتضرب علي و تردد قائلة " أنت السبب ..انت السبب "
كان علي بحالة لا تقل عن مئسات غادة لانه يشعر بلذنب الشديد و لكن لا يوجد شيء ليفعله غير الاتصال بأفضل الاطباء من اجل العلاج
***********
بعدما انتهت الجلسة المملة قال ميار " مبقى اله ايام قليلة و طلعين "
_ ارتسمت على وجهها البهجة و السرور و لكن حينما فكرت بترك ميار انطلقت قائلة " راح اشوفك بعد ما اطلع منا "
_ لم يجيبها فقرر تغيير الموضوع ليقول " شلون كان العرس "
_ بدت ملامح الضجر على وجهها و هي تسرد كل شيء لميار فرد قائلا " منو ممكن يسوي هيج ؟؟ "
************
" هذا جزائك سيد علي لانك لم تقبل التسوية و العودة الينا "
_ رد علي بغضب و هو يمشى في الغرفة ذهابا و ايابا بتوتر " انا حذرتكم انني لن اعود مجددا معكم الى عالم المخدرات "
_ " اذا انتظر عقابك سيد.علي "
ثم اغلق الهاتف لتبدء عبارات الشتم و التكسير و الفوضى تنطلق من غرفة علي لتأتي تمارا بسرعة و تقول بهلع و خوف  " علي شبيك صاير شي "
_ اخذ يحدق كثيرا حتى قال بصيغة أمر " الباجر راح تروحين انتي و زوجج على كالفورنيا "
_ ردت تمارا بقلق " ليش شكو..انت بيك شي "
_ رد علي بغضب و صراخ " اني قلت انه تروحون هناك ماريد نقاش "
_ لاول مرة ترى اخاها يصرخ امامها هكذا ، و هو بحالة الغضب هذه فذهب لغرفتها لتتصل بحسام
" حسام الباجر لزم نسافر لكالفورنيا "
_ رد عليها بتعجب " ليش ؟ صاير شي "
_ لا تعلم ماذا تقول لانها لا تعرف ما يحدث و لكنها شرحت حالة اخاها ليرد حسام قائلا " اوك ، راح نسافر بس يصحى سمير و راح افهم الموضوع من علي "
********
" في صباح "
عندما نهض سمير انطلقت غادة الى غرفته لتراه بسرعة و بعد بضع دقائق دخلت لتبدء دموعها بالانهمار عليه ثم ابتسم سمير و هو يحاول التكلم بتعب " غادة دتبجين عليا ، توقعت هسى انتي فرحانه "
_ امسكت غادة يداه بسرعة لترد قائلة " سمير اني احبك "
_ رفع رئسه و تنفس الصعداء ثم حدق بها " ليش تحبين معاق "
_ حاولت حبس دموعها " سمير انت راح تشفى و..."
كانت تود اكمال مواساتها ولكن الممرضة قاطعتها و ابلغتها بأنها يجب ان تغادر الان ليرتاح سمير
*
اهلا اهلا شلونكم؟ ☺
منو تتوقعون الشخص الي ديساعد لجين؟؟
و سمير راح يرجع يمشي؟؟
طوني اقتراحاتكم

مجـنـونتـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن