Part 20

175 9 2
                                    

وأصبحت ملاذي الوحيد. ...!

بعد أن تركها عاد أسامة لمقر الوزارة، وسلم ملف لارا للسيدة نجاح وأخبرها عن إنهاءهم المهمة وعودتها سالمة للفندق الذي تنزل فيه .

ثم عاد أدراجه ناحية منزله ليرتاح ويريح تفكيره منها ،

لم يشاء التحدث معها ولا الرد على أسئلتها لانه يعرف إنه سينقض عليها كوحش هائج ويمزقها بأنيابه فهي قد بدت تتناسى من هو أسامة .

عاد وأخذ حمام ساخناً لينسى الأيام التي مرت به معها لعله يهدىء . ثم أرتدى ملابسه ونام ..

( لن أسمح لك بالسيطرة على تفكيري ولا التربع عليه فأنت كغيرك من الفتيات اللواتي لا هم لهم الا الضحك والتمتع بالحياة حتى وان كان على حساب غيرهم ) ..
.............

كانت تجلس على الأريكة في غرفتها وبين يديها الأوراق والملفات ترتبها كلاً على حده ليصل إتصال لهاتفها إنها السيدة نجاح .

فتحت السماعة وقالت : سيدة نجاح أهلاً وسهلاً ^_^.

السيدة نجاح من على الهاتف : الحمد لله على سلامتك آنسة لارا .. كيف كانت رحلتك .

ثم صمتت قليلاً لتردف : وكيف كان أسامة معك .

صمتت لارا للحظات وهي تتذكر أسامة كيف كان معها وكيف كان يضحي لأجلها ثم ظهرت لها صورته الاخيرة وهو متجاهلاً لها وكيف تركها عند بوابة الفندق دونما وداع ...

ثم تبسمت إبتسامة بعينان ذابلتان وخيبة الأمل عليهما ولكنها لم تبدي ذلك في حديثها وقالت : كان حارساً جيداً سيدتي ..

السيدة نجاح في إندهاش : حقاً ! أسامة كان كذلك ؟؟!

ردت عليها لارا بضحكة خفيفة مخففة بها حزنها وقالت : نعم سيدتي لقد كان يعتني بي جيداً ويمنع الضرر عني بكل ما أوتي من قوة ..

تنهدت السيدة نجاح تنهيدة واسعة حتى وصل صوتها لمسامع لارا من على سماعة الهاتف وقالت :الحمد لله ، لم يخيب ظننا فيه ..ومتى ستغادرين مديتنا ؟

لارا : غداً ، ليس لدي وقت أكثر .

السيدة نجاح : حسناً آنسة لارا أتمنى لك التوفيق ،سأتركك لترتاحي وتستعدي لسفرك .

لارا : شكراً لك سيدتي ،وشكراً لخدماتكم لي.

السيدة نجاح : لا شكر على واجب لم نعمل إلا الواجب علينا ..

وتنتهي المكالمة بينهما بالوداع .

أغلقت الهاتف معها وعادت لتنكب على أوراقها وضيق يكدر صدرها ولكنها حاولت تجاهله بالإنشغال أكثر في ترتيب ملفاتها ،وبعد أن أنتهت من ذلك ذهبت للفراش لتنام باكراً .
........

أنطلقت في الصباح لمحطة القطار ومن ثم صعدت للقطار المتجه لمدينتها وجلست على الكرسي المجاور للنافذه وأخذت تنظر للمارة من أمامها .

وأصبحت ملاذي الوحيد ..!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن