١٢-لا نستطيع الافتراق

1.7K 50 5
                                    

دخلت الفتاة إلى بيتها و ببطء أزاحت حقيبة ظهرها من عليها لتضعها على الأريكة فور وصولها إلى غرفة الجلوس فتنهدت ببطء و جلست بجانب حقيبتها ثم أغلقت كلا عينيها و أخذت ترتاح و تسترخي من تعب هذا اليوم الذي لم يكن ليمر يمر.
هذه الفتاة هي دفنة صاحبة الشعر الأحمر الذي تعجب له الكثير من الناس و من لونه و أعجبوا به خاصة زوجها الذي كان يعشقه كالمجنون و لكن بالطبع لا يبين هذا أبداً. و لكن رغم فحين يجلس معها و يبدأ بالكلام عنه و غير ذلك كان اللعب فيه و إمساكه شيئاً أساسياً بالنسبة له.
استرخت دفنة على الأريكة و فتحت كلتا عينيها لتنظر إلى السقف ثم حركت يدها لتضعها على بطنها.
-حبيبي، لا بد أنك جعت أنا آسفة جداً لتركك بدون طعام.
في كلامها مع طفلها رسمت علامات الضيق على وجهها لأن على رغم أنها تحبه كثيراً و لا تريد أن تضره تشعر أحياناً أنها تؤذيه بعملها الكثير هذا.
لا تستطيع حتى التكلم مع عمر في ذلك الشيء لأنها لا تريد أن تترك العمل و الجلوس في البيت و الملل و لكن حين يشعر عمر بتعبها أحياناً، يعرض عليها مساعدته و القيام بعملها.
أحياناً تصبح مكتوفة الأيدي حين تفكر فيما يجب فعله بعد ولادة طفلها و كيف يمكنها الاعتناء به.
و أحياناً أخرى تهرب من هذا التفكير بتفكير آخر حتى لا تواجه الحقيقة.
ذهبت دفنة إلى غرفتهما و أخذت تغير ملابسها إلى ملابس مريحة ثم عادت إلى الطابق السفلي و بدأت تبحث عن شيء تأكله في الثلاجة بعد ذهابها إلى المطبخ.
لابد و أنكم تسألون عن زوجها. سؤال جيد و هذا أحد أسباب ضيقة دفنة.
كان الرجل، عمر إيبليكجي في عشاء عمل مع أحد العملاء فبرغم أنه لم يرد أن يترك دفنته وحيدة، أجبره سنان على المجيء معه قائلاً أن ذلك العشاء مهم جداً. فوجد عمر حلاً وسطاً في أخذها معه لتناول الطعام و لكنها فضلت الذهاب إلى المنزل قائلة أنها تفضل الراحة في البيت أفضل.
.............................................................................
-تعالي أنت أيضاً حبيبتي، نتناول الطعام سوياً و نغير جو، ما رأيك؟
نظرت الفتاة إلى زوجها الذي كان ممسكاً بيديها و يسحبها في اتجاهه فبدأت تفكر ملياً فيما يقول. هل تذهب أم لا؟
-لا، أفضل الذهاب إلى البيت كي أرتاح.
عقد عمر حاجبيه لسماع كلمة راحة.
-هل أنت بخير؟
أومأت دفنة برأسها و ابتسمت و بدأت بضغط كلا يديهما معاً.
-أنا بخير و لكن أريد أن أريح طفلنا الذي أصبح يعمل كثيراً في الآونة الأخيرة.
ضحكت دفنة و ابتسم عمر و أصبح ينظر إلى بطنها. هو مازال غير مصدقاً أن هذا الطفل هو طفله و هو سيصبح أباً بعد عدة أشهر.
-حسناً اذاً، سنأخذكما لتناول الطعام في مرة أخرى، منه نكون وحيدين.
..............................................................................
ثم أخبر عمر شكري أن يوصلها إلى البيت و ذهب هو مع سنان في سيارته و تركها عمر لتجلس وحيدة تنتظر قدومه.
و هي الآن قد بدأت بتناول الطعام بعد تنبيهات عمر و تذكيره لها بذلك بأن تأكل جيداً من أجل تغذية طفلهما الذي يكبر يوماً بعد يوم.
-شبعت!
عند انتهاء دفنة من تناول طعامها،أخذت الصحون لغسلها. لم تستغرق الفتاة سوى ربع ساعة ثم قررت أن تشغل وقتها بأي شيء إلى حين مجيء عمر فقررت أن تشاهد التلفاز قليلاً.
-لنرى إذا يوجد شيء على التلفاز.
بدأت الفتاة بتغير قنوات التلفاز آملةً أن تجد شيئاً ما يعجبها و لكن كل ما كنت تجد برنامج أو فيلم كان ينتهي فوراً إلى أن ملت و أغلقته.
-لقد انتفخت، هذا لا ينفع!
نهضت دفنة من مكانها بعد إغلاق التلفاز و ذهبت إلى المكتبة الصغيرة الذي أنشأها عمر ووضع فيها كتبه الذي كان يقرأها و من ثم أخذت ذات الشعر الأحمر بالبحث عن كتاب تقرأه بين كتب عمر إلى أن وجدت كتاب تقرأه.
-أه، هذا الكتاب رائع.
لفت اسم الغلاف انتباه دفنة و تذكرت أن عمر قد حكى لها عنه مسبقاً و قررت أن تقرأه لفضولها بمعرفة ما سيحدث.
بدأت الفتاة بالقراءة و شيئاً فشيئاً بدأت تشعر بأن النعاس يغلبها فأراحت رأسها على وسادة الأريكة بجانبها ممسكة بالكتاب و غطت في نوم عميق دون الشعور بذلك.
في تلك اللحظات التي قد غطت دفنة في النوم على الأريكة الموجودة في غرفة الجلوس، فتح باب المنزل ليدخل شاه السمر باستقامة.
أخذ عمر يميل رأسه يميناً و يساراً لشعوره بالألم ثم مشى إلى غرفة الجلوس و كان على وشك الصعود إلى الطابق العلوي و لكن التقطت عيناه شيء ما.
-دفنة...
همس عمر عندما رأى زوجته نائمة على الأريكة بدون غطاء. أخذ الرجل بضع خطوات إلى عندها لينظر إليها و إذ بها ممسكة بكتاب ما كانت تقرأه. ابتسم عمر لبرائتها و جمالها ثم امتدت يده لحمل هذا الكتاب بعيداً عنها ووضعه عل الأريكة بجوارها ثم نظر إلى وجهها و ابتسم عندما رأى البراءة تنطق عليها.
امتدت يد السينيور ليمسح على وجهها و يبعد خصلة من شعرها الأحمر كانت قد استقرت على عينيها.
-روحي...
تنهد عمر ببطء و عرف أنها كانت تنتظره ليأتي و قد فعلت أشياء كثيرة إلى أن وصلت لقراءة الكتاب.
-دفنتي الحلوة...
همس عمر ناظراً إلى وجهها الأبيض الجميل و من ثم وضع يده خلف ظهرها و يده تحت فخذيها و حملها كالأميرات.
-كم أنا محظوظ... ليكون عندي زوجة مثلك.
تابع عمر همساته التي لم تسمعها ثم قرر المشي ناحية السلم ليصعد إلى الطابق العلوي ثم إلى غرفتهم.
عند وصول عمر إلى الغرفة، وضع الفتاة في السرير ثم لاحظ أنها قد بدأت تفتح عيناها رويداً رويداً.
-Ömer...
همست دفنة عندما رأت حبيبها أمامها و من ثم امتدت يدها اليمنى لتلامس وجهه وهو أخذ الفرصة ليطبع على راحة يدها قبلة رقيقة.
-Aşkım..
نظرت دفنة إلى عينيه السوداوتين في عمق و كأن هناك شيئاً تريد أن تقوله و لكن لا تستطيع إخراجه. اندهش عمر للحظة من تصرفها الغريب و أراد تفسيراً لذلك و لكن هي لم تعرف ماذا يحدث لها حتى.
-دفنة، هل أنت بخير؟
-Çok Özledim...
لم تستطع أن تبقي ذلك في قلبها أكثر من هذا فقالته له و هي تراه. كانت كأنها حلمت به من اشتياقها له فلم تكن حتى تعرف إذا كانت تحلم أم مستيقظة. حدق عمر بها قليلاً و من ثم ابتسم واقترب منها ليطبع قبلة على وجنتها.
-حبيبتي، و أنا اشتقت لك كثيراً.
تنحت دفنة إلى الجانب الأيمن من السرير لتسمح لعمر بالجلوس بجانبها. فعند جلوسه على الفراش وضعت رأسها على رجله و أخذ هو يلعب في خصلات شعرها الأحمر.
-لقد كنت أعد كل ثانية تمر و أقول متى ينتهي هذا الاجتماع حتى أذهب إلى دفنتي الحلوة...
أرجع عمر خصلة شعرها خلف أذنها و من ثم بدأت يداه تلامس وجهها.
ابتسمت دفنة و استرخت عندما شعرت بيده في شعرها.
-نحن لا نستطيع الافتراق عن بعض لعدة ساعات...
ابتسم عمر ثم أمسكت دفنة بيده لتضع قبلة صغيرة على راحة يده و من ثم نهضت عن مكانها و رفعت ذراعها لتلفه حول رقبته بشدة و تستنشق من رائحته.
-Seni seviyorum, aşkım!

Cinderella And Her Prince حيث تعيش القصص. اكتشف الآن