١٦-سنرزق بأميرة صغيرة

1.7K 66 9
                                    

-حسناً، حسناً... لقد فهمت.
مضغ الشاب ما في فمهه و أخذ يراقب زوجته التي كانت تتحدث على الهاتف أمامه مع شخص ما لم يعرف من هو. لاحظ عمر ابتسامة دفنة العريضة و التي لم يعرف سببها و قرر الانتظار حتى تنهي مكالمتها.
أغلقت البرتقالية الهاتف و وضعته على الطاولة و نظرت إلى عيني زوجها و الحماس يقفز من عينيها.
-عمر...
-ماذا حدث؟
ابتسمت دفنة في سعادة و مدت يداها لتمسك بيد من يدا عمر مما أثار دهشة الرجل لوهلة فترك الطعام لوهلة و تابعها.
-خمن ماذا حدث؟
-لا أستطيع التخمين حقاً في هذا الوقت الباكر.
استسلم عمر سريعاً لعدم شعوره بالتخمين في صباح كهذا.
-حقاً حبي؟
لم يرد عمر عليها و تابع تناول طعامه بيد و اليد الأخرى مازالت ممسكة بيد حبيبته.
-سنستطيع معرفة نوع الجنين اليوم!
سعل عمر من صدمته فتابعت الفتاة النظر إليه بحماس و بعدما شرب رشفة من كوب الماء الموجود على الطاولة و عقد حاجبيه و أخذ ينظر لها.
-حقاً؟! بهذه السرعة؟!
-أنا حامل في الشهر الرابع... عادة في هذا الوقت يتضح نوع الجنين.
ابتسم عمر في فرح و ضغط يديها بيده اليسرى و اليد الأخرى تركت الشوكة و انطلقت لتمسك بيدها الثانية و أخذ يضغط عليها هي الأخرى.
-هذا رائع حقاً! متى الموعد؟
أخذت دفنة تتذكر ما قالته الممرضة و قررت الإجابة.
-اليوم الساعة الحادية عشر.
-سنذهب سوياً إذاً.
سعد عمر كثيراً عندما سمع هذا الخبر و أخذ يفكر ابنه أو ابنته الموجود داخل رحم زوجته و أنه يكبر يوماً بعد يوم و سيأتي اليوم ليأتي أو تأتي إلى الدنيا.
كان هذا اليوم هو عطلة نهاية الأسبوع لكلاً من عمر و دفنة و قررا القضاء الوقت سوياً في البيت و الآن حين سمعا هذا الخبر الجيد تحمسا جداً للذهاب و معرفة نوع الجنين.
...................................................................................
جلست ذات الشعر الأحمر على الأريكة الموجودة في غرفة الجلوس و بجوارها سلة غسيل و أخذت ترتب ملابسها و ملابس عمر لتضعها في خزانة الملابس.
و جاء عمر و جلس بجانبها ممسكاً بكلا الحذائين الذي صنعهما سابقاً و امتدت يداه بالاثنين ليشد انتباه زوجته المنشغلة إليه.
-ما رأيك؟ ماذا سيكون؟
نظرت دفنة بابتسامة و من ثم أخدت حذاء من الأحذية و بدأت تتلامس أصابعها معه.
-من الممكن أن يكون ذكر... فأنا تعودت على تربية إيسو... أنت تعرف!
-أنت تريدين السهل إذاً؟
ضحك عمر من قولها ثم نظر إلى حذاء البنت يتخيل نفسه والد الأميرة الصغيرة التي ستشبه أمها لا محالة.
-لم لا؟ و لكن لا تنخدع...
وضعت دفنة الحذاء بجانبها و بدأت ترتب الملابس مرة أخرى.
-... تربية إيسو لم يكن سهلاً أبداً!
-لنرزق بفتاة إذاً...
سمعت دفنة ما قاله و أرادت تصحيح فكرته عن ذلك.
-و تربية الفتاة ليس سهلة أيضاً.
نظرت دفنة إلى عمر الذي لم يعرف ما يريده أبداً ولاحظت ضحكته التي ارتسمت باستمتاع بعد ما قالته.
-لا ننجب إذاً؟
ضحكت دفنة و نظرت إلى الحذاء الذي يمسكه عمر في يديه و ذاب قلبها عندما بدأت تتخيل بنت صغيرة ترتدي هذا الحذاء الصغير.
-أاااه، ستكون حلوة جداً!
نظر عمر مندهشاً مما تقوله فكانت تقفز بجمل قصيرة في غير وقتها و هو لا يفهم ماذا تعنيه أبداً.
-ماذا تقولين؟
لاحظت دفنة ما حدث و كيف كانت تقول أشياء لا يفهمها و لكن عندما لم تفارق تلك الصورة خيالها ابتسمت و أمسكت الحذاء بكلتا يديها.
-رأيت في خيالي... طفلة حلوة صغيرة ترتدي هذا الحذاء الجميل.
ابتسم عمر و اقتربت يداه لتمسكان بيديها.
-في النهاية صبي أم فتاة... فاليولدا بصحة و أمان.
هذه المرة وافقت دفنك زوجها فيما يقوله و أومأت برأسها عدة مرات.
-نعم، ليكن كذلك!
...................................................................................
نظرت الفتاة على الشاشة السوداء و تنتظر بترقب ماذا سيقوله الطبيب حتى أنها حاولت أن تتعرف على نوع الجنين بنفسها و لكنها لم تستطع تحديد و تفسير ذلك. و عمر الذي كان يجلس بجانبها، كان ينظر إلى الشاشة بنفي نظرات الترقب و نفس شعور الفرح و الحماس.
-ماذا دكتور؟ ماذا يظهر؟
ظل الطبيب محدقاً على الشاشة لثوان أخرى و أخذ يتصفحها جيداً قبل قوله أي شيء و من ثم ابتسم و نظر إلى الثنائي ليعطيهم البشارة.
-فتاة...
نعم فتاة. أميرة صغيرة.
حدقت البرتقالية على الشاشة لثواني تحاول استيعاب و إدراك ما قاله. كانت سعيدة جداً لسماعها بهذا الشيء و لكن مازالت في حالة اندهاش و استيعاب و بعدها حركت رأسها ببطء لتنظر إلى عمر و إذ به ينظر بنفس نظرات الدهشة إلى الشاشة الصغيرة. حرك عمر عينيه لينظر إلى زوجته و إذ به تبادله نفس نظرات الدهشة و بعدها بثوان عدة، ارتسمت الابتسامة على وجه كل من عمر و دفنة و شاركا بعضهما نظرات الفرح و حركا رأسيهما لينظرا إلى الشاشة مجدداً يشاهدان طفلتهما سوياً.
-حقاً؟ فتاة؟ هل أنت متأكد؟
-نعم...
أمسك عمر يد دفنة و طبع قبلة عليها ثم ظل محدقاً على الشاشة و بدأ يتخيل فتاته الصغيرة بين يديه.
..................................................................................
خرج كل من عمر و دفنة من المشفى يد بيد و بابتسامة تعلو وجهيهما و تكاد تشقه و يداهما الأخرى تمسكان بهواتفهما المحمولة و أخذا يتكلمان مع أهلهما و إعطاء البشارة من كثرة حماسهما و لكن اتفقا على ألا يخبروهم عبر الهاتف و يجعلان المفاجأة وجهاً لوجه.
فركبا السيارة سوياً و قررا الذهاب إلى بيت دفنة أولاً.
و عند الوصول إلى البيت، طرقا الباب و أخذا ينتظران الرد من الداخل. فأخذت الفتاة الفرصة لتنظر إلى زوجها كلها حماس و فرحة و بعدها دخلا عند فتح الباب.
-يا فتاة اشتقت إليك، لا تتصلي و لا تأتي مثل الماضي لنغتاب معاً.
فتحت الثرثارة نيهان الباب و فور دخول صديقتها أخبرتها بما حشر في قلبها و بعدها حركت عينيها لعمر لتنظر له بحدة.
-يبدو أن السينيور يأخذ كل وقتك!
ضحك عمر على ما قالته نيهان و نظرت دفنة إلى نيهان بحدة.
-لا تهذي يا فتاة، ماذا تقولين؟
و قبل أن تتشاجر معها دفنة و تلومها عن شيء لم تلحظ أنها تفعله و أنها هي الأخرى لا تتصل عادت إلى وعيها و لم ترد تشتيت انتباهها و تدمير البشارة التي أتت بها.
-على أي حال، سنتكلم في هذا الشيء لاحقاً و الآن هناك شيء أهم.
-ماذا هناك؟ أراكما هنا.
نزل سردار صاحب الشعر الأسود من أعلى و سأل عندما رأى أخته و زوجها في البيت.
-هل يمكن أن تتحدثا على الباب هكذا؟ ادخلا و اجلسا.
توركان التي أتت من المطبخ، قالت و هي تؤشر على غرفة الجلوس. فقررا أن يدخلا و يعطوهم البشارة و هما جالسين.
-أخبرونا إذاً سبب زيارتكما المفاجئة؟
جلست نيهان أمام الزوجين و أخذت تنظر إلى وجهيهما المبتسم فشعرت فوراً أن هناك شيء ما بهما.
فابتسمت دفنة أكثر و حركت رأسها لتنظر لعينيه و هو يبادلها نفس النظرات. و بعدها أرجعا رأسيهما و ترك الرجل لزوجته الفرصة للتكلم.
-سنرزق بفتاة...
ارتسمت البسمات على وجوه الجميع و هموا جميعاً بالمباركة لهما و احتضانهما.
-يعني إيسو أصبح أخاً أكبر لفتاة الآن؟
قالت نيهان و هي تحتضن أختها و صديقة عمرها.
....................................................................................
حين خرج كلاً من عمر و دفنة إلى الخارج، طرأ على عقل الفتاة شيئاً و نظرت إلى زوجها كأنها تتطلب منه شيئاً.
-عمر... ايسو ايسو.
ابتسم الرجل و أمسك يدها و بعدها بدآ بالمشي ناحية الدكان.
و عنئما وصلا، كان الرجل جالس يعمل على إصلاح حذاء ما و بعدها تفاجأ بدخولهما.
-ديفو... عمر.
نهض عن مكانه و هم لاستقبالهما و هو ينظر إلى وجهيهما.
-تعالي و اجلسي هنا... يجب ألا تتعبي نفسك.
ضحكت الفتاة و سمعت إلى كلامه و جلست و جلس عمر هو الآخر و بعدها نظر إليهما إيسو و شعر أنهما يريدان قول شيء ما.
-اختصرا الوقت و أخبراني... أنا أستمع إليكما.
ابتسمت دفنة و نظرت إلى صديقها.
-سننجب فتاة يا ايسو.
فرح الرجل كثيراً لسماع هذا و هم باحتضانها و عندما ابتعد عنها نظر إلى الأسفل، إلى بطنها المنفوخة قليلاً.
-بنت صغيرة تشبه ديفو... ستشجع بشكتاش على الأغلب.
ضحكت دفنة و نظرت إليه بكل ثقة.
-نعم بالطبع، سنكون فريقاً رائعاً.
...................................................................................
ابتسم كل من نجمي و ناريمان و أخذا يحتضنا الزوجين لمعرفة أنهما سيرزقان بطفلة صغيرة.
-يا بني فرحت لك كثيراً حقاً.
-عزيزتي دفنة سيصبح لنا فتاة صغيرة تركض حولنا و أعدك أني سأساعدك بالاهتمام بها.
ابتسم كل من عمر و دفنة و هما يتقبلان التبريكات من الاثنين و لكن لاحظا أن رغم سعادة الاثنين كان هناك إنسان يقف جنبهما و يبكي. نعم إنه كوراي.
-كوريش، ماذا حدث لك؟
سألت ناريمان صديقها المقرب حين شعرت بالقلق عليه.
-لماذا فتاة؟ لماذا؟
عقد الجميع حواجبهم مندهشين بسبب ما يقول.
-مادا تقول يا كوراي؟ ألا ترى أن ليس بمقدورهما تحديد نوع الجنين؟!
نجمي الذي بدأ يغضب من تصرفات الرجل سأل و هو مندهش أيضاً من منظره.
-من المفترض أن يكون صبي و يسمى كوراي. أنتما تخدعانني بالتأكيد!
لم يتحمل عمر وجه كوراي الباكي و لم يرد أن يفسد لحظته الجميلة بسبب بكائه و كلامه الذي لم يكن لطيفاً أبداً.
فنظر عمر إلى عمه الذي كان على وشك الصراخ في وجه كوراي لكن أوقفه ابن أخيه.
-عمي، سأرحل قبل أن أرتكب جريمة.
همس عمر لعمه و بعدها وضع يده خلف ظهر دفنة و بدأ يمشي ناحية الباب.
و عند رحيل كلاً من عمر و دفنة، تابع كوراي البكاء و أخذ ينظر إليه الرجل و زوجته مندهشين و بعدها ببضع ثواني ضجرا من بكاءه و رحلا عن المكان.
انتبه كوريش أنه لا يوجد أحد حوله و انكمش في نفسه.
-لا يوجد أحد، أنا خائف!
...................................................................................
-و إلا يعني ليعترض!
قالت دفنة و هي تجلس داخل السيارة و تضحك على شكل كوراي و هو يبكي.
-إنه مريض، مريض.
جلس عمر بجانبها في مقعد السائق و أخذ يضع حزام أمانه فتابعت الفتاة الضحك و عند انتهاء وصلة الضحك، أخذت تفكر في شيء.
-من تبقى؟ نعم سنان.
حدق عمر قليلاً على الشارع قبل أن يقوم بتشغيل السيارة و بعدها حرك رأسه لينظر لزوجته و إذ بها تنظر بقلق فعرف فوراً أنها تبادله الشعور و بعدها أنزل رأسه و أخذ يفكر في صديقه.
-نعم، سنان... كيف سنخبره؟
أخذت دفنة تفكر في سؤاله و عندما لم تجد حلاً نظرت له و تكلمت.
-إذا ذهبنا لمنزله سيبدو و كأننا نغيظه لأنه لم ينجب بعد.
-نعم، هذا ما فكرت فيه أيضاً. ماذا عسانا أن نفعل؟
نظرت الفتاة إلى زوجها الذي كان يفكر في عمق خائف على مشاعر صديقه.
-حتى لو لم نقل له. سيأخذ على خاطره.
كان التفكير في الموضوع صعب لهذه الدرجة فمنه لم يكونا يريدان أن يبدوا بتلك الصورة و أيضاً لم يريدا أن يخفيا عنه شيء لكي لا يحزن منهما.
فطرأت على دماغ دفنة فكرة و حركت جسدها لتنظر له.
-لنفعل هذا، اتصل به و اسأله أين هو؟
-ايه، و بعد هذا؟
-من الممكن أن تخبره على الهاتف و لا نضطر للمواجهة.
كانت فكرة دفنة سديدة بالنسبة لعمر و لكن أحس بعدم الراحة بسبب الذهاب لجميع الناس إلا هو و لكن قرر فعل ذلك لأنه لا يملك حلاً آخر.
أخرج الرجل هاتفه و بدأ يبحث عن رقم صديقه ليتصل به.
-سنان، كيف حالك؟
-بخير يا أخي، خير؟
صمت عمر قليلاً و أخذ يحاول يفكر في شيء يستطيع إخباره بها.
-يبدو أنك لست متفرغ، أين أنت؟
-ذهبنا إلى الملاهي مع لارا، حتى تمرح قليلاً.
لم يبدو لعمر أن صديقه سيحزن مما كان سيقوله هو فهو الآن يستمتع مع ابنة زوجته كأنها ابنته تماماً فأخذ عمر نفساً عميقاً و قرر المواجهة.
-حسناً، سنأتي أنا و دفنة إليكما.
فتحت دفنة عينيها باتساع لتفاجئها مما قال و لكن انتظرت حتى ينهي المكالمة لتستطيع سؤاله.
و عند إغلاقه الخط، انفجرت.
-ماذا فعلت لم نتفق على هذا؟!
فتنهد عمر و بدأ يشغل السيارة و قرر الإجابة.
-عندما فكرت، يحق له أن يعرف بنفس الطريقة التي عرف بها الآخرون، هو أخي يا دفنة.
تأثرت الفتاة بكلام زوجها.
-و لكن...
-سأحاول ألا أشعره بهذا الشيء، الإغاظة يعني.
تنهدت الفتاة و أرجعت جسدها للخلف و تمنت أن لا يحدث شيء عكسي.
تحركت السيارة و بها كلا الزوجين إلى طريق الملاهي إلى أن وصلا و أخذا يبحثان عن سنان و سيدا و لارا.
و عندما وجداهما سلما عليهما و أخذا يتناقشان حول مواضيع مختلفة و هما جالسون في مطعم صغير داخل الملاهي.
-أمي، أريد الذهاب للحمام.
قاطعت الفتاة الصغيرة لارا حديثهم فنظرت لها أمها و بعدها نظرت إلى الجميع.
-حسناً، سآخذ هذه الفتاة الصغيرة إلى الحمام و سأعود بعد قليل.
رأت دفنة أن المرأة الأخرى ستنهض عن المكان فقررت النهوض هي الأخرى لترك الاثنان التكلم براحة و منه تهرب من تلك المواجهة.
-سآتي معكما انتظراني.
نهضت الفتاة من مكانها و تابع الرجلان زوجتاهما ترحلان بابتسامة.
-ألسنا محظوظان يا بني؟
قال سنان و هو يراقب زوجته و ابنة زوجته بفرح و سعادة.
-نعم، محظوظ... لم أكن أعرف معنى السعادة حتى دخلت دفنة إلى حياتي.
ابتسم سنان لما يقوله صديقه و حرك رأسه لينظر له و إذ به يرى ابتسامته الدافئة تلك.
-سيدا و لارا أصبحا جزءً من حياتي...
و بعدها شعر بشيء كباقي الناس الذين قابلوهم و قرر التكلم و السؤال.
-أخبرني إذا، ما هي المسألة؟
حرك عمر رأسه لينظر لصديقه مجدداً و أخذ يحاول في خطة ليخبر بها صديقه.
-ماذا تقول؟
ضحك صاحب الشعر البني على سؤال صديقه الغريب.
-أقول أنك أتيت إلى هنا من أجل شيء ما و إذا لم أكن أعرفك لكنت قلت أنك اشتقت إلي.
ابتسم عمر ابتسامة خفيفة و أنزل رأسه متردداً.
-سنان...
-هممم؟
-أنت تعرف أنك صديقي منذ الصغر.
عقد الرجل حاجبيه مندهشاً من تلك المقدمة.
-ماذا هناك؟ هل تريد أن تنهي صداقتنا أم ماذا؟
-لا تهذي!
-إذاً ماذا هناك؟
رفع عمر رأسه لينظر له بتردد مجدداً و بعدها استجمع قواه ليخبره بما يريد.
سأرزق بطفلة... يعني.. إنها فتاة.
حدق سنان بعمر لثواني و بعدها ظهرت ابتسامة عريضة على وجهه و نهض فوراً عن مكانه ليحتضن صديقه بعد إجباره على النهوض.
-لم لم تخبرني بهذا من البداية؟
و حين جلس الرجلان مجدداً سأله سنان بعد أن انتابه الفضول حول إخفاء ذلك الشيء.
-خفت أن أبدو و كأني أغيظك.
عقد الرجل حاجبيه و أخذ ينظر إلى عمر متعجباً و متخوفاً من كلامه. فلم يأتي حتى ذرة فكر عن ذلك في دماغه.
-لا تهذي يا هذا! أنا سعيد جداً لسماع تلك البشارة!
طمئن سنان صديقه بكلامه فأخذ عمر ينظر له و لكن لم يكتفي سنان بهذا و أراد أن يكمل.
-إذا لم أفرح لك لمن سأفرح يا عمر!
....................................................................................
جلس الاثنان أمام البحر ليلاً و أخذا ينظران إليه و يسمعان صوت الأمواج التي تضرب الحائط و بعدها حرك عمر رأسه لينظر إلى دفنته بابتسامة و شاركته هي نفس الابتسامة فامتدت يده من على كتفها ليمسك بمؤخرة رأسها و طبع قبلة على جبينها و عند ابتعاده ظل ممسكاً بيديها و ينظر على وجهها الجميل.
-هل أنا الآن أماً لفتاة؟
-ستكونين أماً رائعة!
ابتسمت الفتاة و أصبحت تحرك يدها بشكل دائري على بطنها.
-تحمست كثيراً، لا أستطيع الانتظار أكثر من هذا... أريد أن ألد الآن!
ضحك عمر عليها ثم امتدت يده حول عنقها لاحتضانها و إراحة رأسها على صدره.
-رؤيتها و لمسها بعد عدة أشهر يستحق الانتظار، أليس كذلك؟
تنهدت دفنة ببطء و ابتسمت و مازالت يدها تربت على بطنها.
-تستحق، تستحق كل الانتظار و الآلام التي شعرنا بها و كل المعاناة التي عانيناها فإنها أروع و أجمل هدية في الكون...
صمت الاثنان لثوان و تابعا البحر في هدوء و أخذا يفكران في حياتهما سوياً مع ابنتهما و كيف ستكون حياة جميلة جداً و رائعة عندما يكونان عائلة و يكونان أب و أم لفتاة صغيرة وجميلة!
ثم قاطعت أفكار عمر ابتسامة دفنة مجدداً فأبعد عمر جسده عنها ليتسائل عن السبب.
-أنا سعيدة جداً لأنك شاركت الناس فرحتنا في معرفة أننا سنرزق بطفلة.
ابتسم عمر لذكرى هذا اليوم الجميل و أخذ ينظر لها بدون أي كلمة.
-أنت تتعلم شيئاً فشيئاً كيف تشارك الناس سعادتك، أليس كذلك؟
ابتسامة عمر لم تزل من على وجهه و ضغط على يدها التي يمسكها.
-هكذا، ألسنا عائلة؟

Cinderella And Her Prince حيث تعيش القصص. اكتشف الآن