طرقت الفتاة ذات الشعر الأحمر باب المكتب و من ثم فتحته لتنظر إلى رجلها الجالس على الكرسي أمام مكتبه مشغول برسم الأحذية و قبل تحريكه لرأسه لينظر لها، أخذت دفنة الفرصة للنظر عليه و الإعجاب به قليلاً فاعتلت الابتسامة وجهها و أخذت تتأمله كأنها تراه لأول مرة و من ثم قاطع نظراتها عندما حرك رأسه ليبادلها النظرات فابتسم فور رؤيته لها.
-هل يمكنني الدخول؟
-أنت تطرقين؟ و تسألين؟ ألم نتجاوز هذا الفصل بعد؟
سأل عمر بكل سخرية مما تفعله زوجته متعجباً قليلاً فضحكت دفنة و حكت مؤخرة رأسها ببطء.
-إنها مجرد عادة!
أخذت الفتاة بضع الخطوات إلى أن وصلت إلى مكتب زوجها الذي كان موجوداً في غرفة عمله الموجودة في المنزا و من ثم ظلت محدقة على وجهه قليلاً.
-يبدو أنك أنهيت العمل الذي تعملينه.
سأل الرجل زوجته عندما وجدها متفرغة.
-يعني... لقد أخذت بعض الاستراحة.
-استراحة؟ إذاً لآخذ استراحة أنا أيضاً... و منه نستريح سوياً.
ابتسمت دفنة ووضعت يدها على كتفه و هو لف ذراعيه حول ظهرها.
كان الإنسان يكملان عملهما الباقي من الشركة في المنزل بشكل متفصل ليستطيعا التركيز على العمل لأنهما يعتقدان أن لو حدث و عملا في غرفة واحدة لن يستطيعا التركيز و بالطبع هذا كان كلام دفنة أولاً و كان عمر يضحك على كلامها فقط.
-هل أنت جائع؟ هل أحضر لك شيء؟
-لا، لست جائعاً أبداً...
حركت دفنة رأسها لتنظر إلى مكتبه و إذ بعينيها تلتقط رسمة لحذاء ما على المكتب. فابتعدت عنه و أخذت تتصفح تلك الرسمة. انحنت دفنة و وقعت خصلة من شعرها فإذ بها تمنعها و تضعها خلف أذنها لتستطيع التحديق بكل حرية على الحذاء.
-أه، هذا الحذاء جميل جداً عمر!
ابتسم عمر و نهض عن مكانه ليقف خلفها و يضع ذقنه على كتفها و ينظر إلى ما كانت تنظر إليه.
-هل أعجبك؟
-جداً!
رفعت دفنة الرسمة إلى أعلى و أخذت تتفحصها.
نظرت الفتاة إلى الرسمة بدفئ و عيني تلمعين. هذا الحذاء أعجبها كثيراً لأنه بالطبع يشبهها و كل أحذية عمر كذلك لأنها مصدر إلهامه هو فقط.
-هذا الحذاء أكثر من رائع فمن سترتديه ستشعر أنها ملكة!
نظر عمر إلى وجهها و راقب حركاتها و ابتساماتها و أخذ ينظر إلى عينيها المتلئلتين و أغرم بذلك الوجه مجدداً.
-أنت الملكة إذاً...
-ها؟
نظرت دفنة سريعاً له و أنزلت الرسمة على المكتب و تعجبت مما قال و لم تفهم.
-أنت ملكتي دفنة، الحذاء لك!
حاولت دفنة أن تتفهم ما كان يقصده و لكنها لم تفهم شيئاً من ذلك.
-لم أفهم!
ابتسم عمر و أمسك خصرها و قربها منه و أخذت أصابعه تلامس وجهه.
-هذا الحذاء لك دفنة، رسمته من أجلك.
ابتسمت دفنة ذات الشعر الأحمر و احمرت خجلاً عندما قال لها ذلك.
-حقاً؟
قبل عمر وجنتها و تابع النظر إلى عينيها.
-حقاً...
-كم أنا محظوظة لأرتدي شيئاً كهذا و فوق كل هذا... هو من إبداع حبيبي!
ارتفعت يدا دفنة لتلفها حول عنقه.
-أنت تستحقين أكثر من هذا دفنة لأنك أنت من تلهميني لرسم تلك الأحذية!
قبل عمر رأسها ثم تذكر شيئاً و قرر أن يبعد يديه عنها.
-لقد تذكرت شيئاً، انتظري لحظة.
جلست دفنة على مكتبه و بدأت بمراقبته و انتظاره للقيام بما كان يريد أن يفعله و لكن انتابها الفضول حقاً لمعرفة ماذا يفعل. فأخذت تحاول أن تنظر إليه من بعيد و هو يحاول البحث أو يخرج شيئاً من صندوق كبير.
-ماذا تفعل حبي؟
لم يرد الرجل عليها و أمسك علبتين صغيرتين كانتا موضوعتين داخل الصندوق الكبير و من ثم أتى مرة أخرى إلى جانب دفنته ووضع كلاهما على المكتب بجانب دفنة و نظر إلى الفتاة بسعادة و حماس.
-ما هذا؟
تسائلت دفنة عن العلبتين و اندهشت منهما ثم نهضت عن المكتب لتقف و تنظر لهما عن قرب.
-لم أستطع منع نفسي من فعل ذلك دفنة.
فتح عمر كلا العلبتين و أخرج منهما حذائين صغيرين جداً أبهرا دفنة و عينيها بدأتا تلمعان.
امتدت يد دفنة للإمساك بزوج من الأحذية الموجودة و هو كان حذاء صغير خاص بالأولاد و الآخر الموجود في العلبة الأخرى كان حذاء خاص بالفتيات.
الأول كان أسوداً و فيه قليل من اللون الأبيض و الآخر كان وردياً و منقط باللون الأبيض و صغيرين جداً.
-... لم أستطع أن أصبر لمعرفة نوع الجنين فرسمت الرسمة و أخذت أصنعهما.
كان قلبها يرفرف من الفرح لرؤيتها لحجم الحذائين الصغيرين و لكن صدمتها لجمالهما أجبرها على عدم قول أي شيء أو التعبير عن حبها لشكلهما الصغير و الجميل.
-بالطبع لست ماهراً في صناعة هذا النوع من الأحذية و لكن...
-هل أنت مجنون؟ إنهما... رائعين جداً!
لم تستطع الفتاة الإمساك عن دموعها لجمال الحذائين الذين صنعهما عمر لابنتهما أو ابنهما. كيف لها ألا تفرح لرؤية هذا الشيء؟ انها سعيدة جداً لأنها ستصبح أماً و سعيدة جداً لرؤية السعادة في عيني عمر و رؤية حماسه. هو حتى لم يستطع أن ينتظر لمعرفة نوع الجنين و صنع حذائين. فما أروعه من أب!!
تركت دفنة كلا الحذائين من يديها على المكتب و امتدت يداها لتضم عمر بالقرب منها و مازالت لا تصدق عيناها لرؤيتها هذا.
-أنا أحبك جداً... و طفلنا... سيحبك جداً. أنت أروع أب رأيته في حياتي!
ضم عمر دفنته واحتضنها بشدة و أخذ يحاول استيعاب ما كانت تقوله زوجته و شعر بأن دموع الفرحة تتجمع في عينيه السوداوتين لسماع كلام كهذا.
كان قلبه مغموراً بالسعادة لم يستطع وصفها و التعبير عنها و لن يستطع وصف سعادته في مجرد كلمات. فاكتفى باحتضانها و النظر إلى كلا الحذائين الذي صنعهما بيديه الذي كان خلفها.
ابتعدت دفنة عنه و نظرت إلى عينيه لتجدهما لامعتين فعرفت أنه تأثر من كلامها فأجبرته على الجلوس على المكتب و من ثم اقتربت منه لوضع جبينها على جبينه و تنهدت بابتسامة و أغلقت عينيها.
-Aşkim benim!!
ابتسم عمر هو الآخر و أغلق عينيه.
-Hayatim!!
أنت تقرأ
Cinderella And Her Prince
أدب الهواةRicorda stanotte, perché è l'inizio di tutto! ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ! بعد الفراقات و الأحزان و الآلام التي تعرض لها عمر و دفنة يحق للزوجين أن يعيشا بسعادة مع أطفالهما. عمر و دفنة من بداية خطبتهما الثانية و حياتهما اليومية سوياً و حبهما...