-كيف أصبحت الآن؟
مسح صاحب الشعر الأسود يده الرجالية على شعرها الأحمر و نظر بنظرات من القلق و الخوف على المرأة التي كانت مستلقية على فراش أبيض طويل بينما كان جسدها مغطى بغطاء خفيف و كانت تحاول أن تستفيق و تستعيد وعيها و بكل جهد و تعب رفعت رأسها لتنظر إلى الرجل الذي يقف بجانب ذاك الفراش و تكلمت بصوت متعب و منخفض.
-أين هي إمينة، يا أخي؟
كان يجب أن يتوقع أن أول الأشياء التي ستسأل عنها هي ابنتها فهي أصبحت أماً و هذا ما تفعله كل الأمهات الخوف على أولادهن أكثر من أنفسهن.
-إمينة بخير، لا تقلقي فنيهان معها في البيت... الأهم هو صحتك دفنة، كيف أصبحت؟
أغلقت دفنة عينيها و أعادت رأسها للوراء على الوسادة لتريح نفسها قليلاً حين اطمئنت على ابنتها لا تستطيع حتى فهم سؤال أخيها لأنه لم يكن هدفها في البداية لذا لم تركز على ذلك ولكن فور إغلاقها لعيونها تلك بدأت تشعر بأن الدنيا تدور من حولها.
ذات الشعر الأحمر قد فقدت وعيها منذ قليل و لأنها قد تأخرت في العلية فاضطرت نيهان للصعود و البحث عنها و لكن فور صعودها وجدتها ملقاة على الأرض مغماً عليها فنادت زوجها سريعاً محاولان كليهما إفاقتها و لكن لم يستطيعا ذلك فاضطر سردار أخذها و الذهاب إلى المشفى و ها هي الآن مستلقية على سرير المشفى معلق لها محلول نتيجة ضعفها و إنهاكها في وقت لم يكن عليه حدوث ذلك في الأصل.
عندما أراحت دفنة رأسها استرجعت ذكرى فقدها لوعيها ففور خروجها من غرفتها الخاص بعد وضع ابنتها في الفراش شعرت بدوار شديد و فجأة لم تشعر بأي شيء من حولها إلى أن وصلت إلى هذا المكان و الآن هي لا تستطيع حتى أن تحرك إصبع بسبب جسدها المنهك لا تعرف ما يحدث لها الآن و هل هذا يحدث لجميع النساء الحامل اللاتي تلدن أولادهن.
عندما تتذكر دفنة ولادة نيهان و الأيام التابعة لها لم يحدث لها هذا أبداً لماذا؟ لأن الجميع كان حولها و يخدمها فهي كانت في بيت عائلة في النهاية فدفنة رغم أن الجميع قد أخبرها بعدم العمل و بذل الجهد و غير هذا كانت جدتها ستضحي و تبقى معها و لكن رفضت جميع تلك العروض فهي لا تحب الجلوس و الاستراحة بهذا الشكل.
نعم قد ارتاحت فترة الأسبوع تقريباً من أعمال البيت و لكن الآن أرادت أن تبذل مجهوداً و أرادت تنظيف بيتها بنفسها و تقوم بتحضير طعامها بنفسها و لكن هذا ما حدث لها في النهاية.
حين كانت صورة ابنتها تأتي على رأسها لقلقها لتركها في البيت بمفردها جاءت صورة زوجها داخل عقلها فتضايقت للحظة عندما تذكرت أنه لابد و أنه سيلوم نفسه على تركها في وقت كهذا و أنها لا تريد له أن يقلق عليها و لا يلوم نفسه بشيء هو ليس له ذنب فيه ففي النهاية كلٌ له أشغاله و كلٌ له أعماله فهي لا تريد أن تزيد همه.
عمر، نعم... هي لا تستطيع أن تخبره بشيء، يجب ألا يعلم بوجودها هنا!
فتحت ذات الشعر الأحمر عينيها فجأة لتنظر إلى أخيها الذي مازال ينظر لها بقلق و خوف لا يعرف ما يحدث مع أخته. تفقد وعيها و يعلق لها المحاليل و تتعب بهذا الشكل حتى أنها لا تستطيع الحراك أيضاً.
-أخي، أنت... لم تتصل بعمر أليس كذلك؟
انتبه لصوتها المنخفض الذي يخرج من فمها و حين ركز في كلماتها و استمع لها بتركيز فهم ما كانت تقصده فابتلع لعابه تجهيزاً للحديث.
-لا يا روحي، لم أتحدث معه بعد... يعني لم أرد أن أتصل إلى أن أطمئن عليك.
و بدون لحظة تفكير منها على الكلام الذي ستقوله تكلمت بسرعة تحاول منع ما قد يحدث.
-لا تتصل!
عقد سردار حاجبيه و أخذ ينظر لها بتعجب حيث عقد لسانه حين تشوش عقله لا يفهم لما تقول هذا و لما لا تريد الزوجة أن تجعل زوجها يعرف بفقدانها لوعيها.
في الحقيقة معظم النساء يستغللن هذا الشيء في التدلل على أزواجهن لكي يجعلن الرجال يعملون تحت طوعهم قليلاً ليرحن أنفسهن للغاية حتى يستعدن وعيهن و يستطعن العودة إلى عملهن و لكن إنها أخته، الأسطورة دفنة الذي لا يفهم إلى الآن كيف تفكر و كيف تخطط. يتعجب لكثير من الأمور التي تقوم بها أخته و لكن يظل صامتاً لكي لا يظهر في النهاية أنه الغبي الذي لا يفهم النساء.
و لكن لنقول الحقيقة، النساء لا يفهمن حقاً!
و حين كان يفكر في تلك الأشياء دخلت دفنة على الخط لتقطع حبل أفكاره و تتكلم لتبين له حقيقة قولها هذا.
-عمر مشغول جداً أخي... لا أريد منه أن ينشغل بي أنا أيضاً!
نظر لها الرجل لترتسم على وجهه علامات التعجب و الدهشة لما يسمعه يخرج من فم أخته.
صحيح أن زوجها عمر مشغول و هي لا تريد أن تعطله عن عمله و لكنها تستحق ذلك ففي النهاية هي زوجته و هو أحق من أي أحد فيهم أن يكون معها الآن و غير ذلك له الحق أن يعرف تعب زوجته و راحتها و إذا علم أنها أخفت عنه هذا بالتأكيد سيلوم نفسه على تركها في وقت تعبها و سيلومها على عدم إخباره.
-و لكن... هل هناك أهم من صحة زوجته؟
أغمضت الفتاة عينيها لتأخذ شهيقاً عميقاً تتطلقه بتنهد و بعدها فتحت عينيها مجدداً لتنظر على أخوها و قررت إجابته.
-أنا أعلم هذا، أعلم و لكن... لقد تأخر في العمل كثيراً بسببي و لا أريد أن ينشغل مجدداً.
لتقول هذه الجملة كان يجب عليها أن تأخذ شهيقاً عميقاً لتستجمع فيه كل قواها و غير ذلك أخذت تحدق بأخوها لإقناعه أنها فعلاً رغم تعبها ذاك عدم إخبار عمر بما يحدث معها يأتي من داخلها لأنها تهتم به و تهتم لما يحدث في حياته و تريد أن ترى نجاحاته مستمرة.
قررت الفتاة أن تحاول إقناعه بهذا أكثر من كلامها ذاك و التكلم مجدداً.
-إن كان قد حدث شيء ما فسأصبح بخير... لهذا لا أريد أن أقلقه بدون أي سبب يذكر.
اقتنع الرجل في الأخير و لم يرد التدخل في أمورها الخاصة لأنه يعرف أنه لن يجني أي شيء في التحكم في حياة أخته. عندما كانت دفنة تستشيرهم في مشاكلها الخاصة كانوا يبدون رأيهم و لكن لا يوجهوها بشيء تفعله لهذا سيتبع ذلك الأسلوب دوماً و لن ينحرف عن المسار.
-... تحدث مع نيهان أيضاً و نبهها بهذا.
و قبل أن تنسى وجود شاهد آخر لهذه الحادثة أرادت تنبيهها كي لا تخطئ أمام الرجل فأومأ الرجل برأسه ليمسك هاتفه من جيبه و يبدأ بطلب زوجته التي كادت تموت قلقاً على صديقتها عندما صعدت إلى أعلى وجدتها ملقاة على الأرض. فأراد أن يعلم زوجته بآخر التطورات التي حدثت مع أخته و ينبهها لعدم الاتصال بزوج أخته الذي كان يعمل و العمل فوق رأسه جبال.
أخبر سردار زوجته بالتطورات الأخيرة ليغلق بعدها و يدخل الطبيب ليطمئنهما عن حال المرأة يخبرهم بأنه لا يوجد خوف عليها و الإغماء حدث نتيجة إنهاك نفسها خاصة و أن جسدها الهزيل هذا تحمل أعباء الولادة بعدها أخذت تحمله فوق طاقته أيضاً.
و الآن، نصحها الطبيب بالراحة التي لا تتحرك فيها إلا للضرورة و نصحها أيضاً بتناول طعام غني بالعناصر الغذائية الصحية و السليمة.
و بعد خروج الطبيب و الانتهاء من ذاك المحلول الذي دخل إلى جسدها قرر أخوها أخذها و العودة إلى منزلها لترتاح هناك.
-هل أنت جاهزة؟
سألها سردار حين أنزلت كلا قدميها من على السرير و تجهزت جيداً للخروج من المشفى و بعدها أومأت برأسها للتكلم.
-آمل ألا تكون إمينة قد استيقظت.
ابتسم صاحب الشعر الأسود لما قالته و أمسك يدها ليساعدها بالنهوض.
هي أصبحت أماً بالفعل، الشيطانة الحمراء مفتعلة المشاكل أصبحت أماً في النهاية.
عند خروج ذات الشعر الأحمر من الغرفة ممسكة بيد أخوها و مستندة عليه كي تستطيع المشي كانت تنظر إلى الأرض و لا تدري من حولها من الناس بسبب تعبها فلم تلحظ حتى تلك المرأة التي كانت تنظر لها و تشعر بأنها لم تخطئ بالشكل التي رأته و أن هذه هي دفنة التي كانت تراها في الشركة و تعمل معها في الشركة أيضاً و لكن ما لم تفهمه ما تفعله في هذا المكان و ما بدا لها أنها متعبة كثيراً و لكن تذكرت أن دفنة قد قامت بالولادة مؤخراً فلابد أنها كانت متعبة بسبب ذلك.
كانت هذه المرأة هي زينب العاملة في شركة باسيونيس و قد أخذت عطلة في هذا اليوم من العمل بسبب مرضها التي أجبرها على ترك الأعمال الكثيرة في الشركة و الذهاب إلى المشفى.
عندما استفاقت زينب من غيبوبتها و تفكيرها كانت قد رحلت دفنة و الرجل الذي معها و لم تستطع اللحاق بها و هذا جعلها تسب عقلها الذي يغرق في أفكاره و لا يجعلها تلحق بزميلتها في العمل.
قبل رحيل سردار من غرفة المشفى كان قد طلب تاكسي لكليهما و فور خروجهما وجدا ذلك التاكسي ينتظرهما فركباه و انطلقا إلى البيت.
عند وصولهما للبيت كانت نيهان تقف على الباب تنتظرهما بقلق و خوف و فور رؤية دفنة لها بهذا الشكل ضحكت و تكلمت معلقة على هذا الموضوع.
-نيهان، ماذا يحدث؟ لم تقفين هكذا على الباب؟
كانت قد استعادت وعيها و حس الفكاهة لديها و قررت أن تبدأ بشيء من الدعابة و لكن عقلها كان مشوش فلم تجد أي شيء تقوله فاكتفت بذاك القول.
-هل أنت بخير؟ هل هناك شيء يؤلمك؟
-بخير، أقسم لك أني بخير!
أخذ الزوجين الفتاة البرتقالية من يديها و قاداها إلى غرفة الجلوس ليجلسانها على الأريكة و لكنها رفضت و نظرت إلى كليهما.
-لا، لن أجلس... دعاني أرى إمينة أولاً.
قالت ذات الشعر الأحمر لتجبرها نيهان على الجلوس بقوة و تكلمت من بعد هذا الفعل.
-لقد رأيتها منذ قليل إنها بخير لا تقلقي.
ارتاحت دفنة قليلاً رغم رغبتها الشديدة في رؤية ابنتها بأعينها و لكن هي وثقت بنيهان و قررت تأجيل رؤية صغيرتها الآن.
-حسناً إذاً... اذهبا أنتما لابد و أن هناك أعمال تنتظركما.
ضحك سردار للحظة و نظر إلى أخته ليخبرها بسخرية.
-هل تطردينا من بيتك مدام دفنة؟
-Öyle değil gerçekten!
أرادت تصحيح معتقداتهما كي لا يفهماها خطأ و أن كل ما كانت تريده و تبحث عنه هي راحتهما.
تنهدت ذات الشعر البني نيهان و رفعت رأسها لتنظر إلى زوجها صاحب الشعر الأسود و تكلمت.
-حسناً حبي أنت اذهب و أنا سأبقى هنا مع دفنة.
رفع صاحب الشعر الأسود رأسه و حركها تجاه زوجته لينظر لها بوجه متسائل.
-هل حقاً تريدين هذا؟ هل ستكونين بخير؟
ابتلعت ذات الشعر البني ريقها و نظرت له و هي تتكلم.
-نعم، في الأساس سأنتظر إلى أن يأتي عمر ليس إلا...
-حسناً كما تريدين.
نهض الرجل من مكانه حيث بدأ يوضب ملابسه للرحيل و حينما كانت أخته تنظر له تذكرت شيئاً كان عليها أن تقوله.
-أيضاً... لا تحاول أن تكبر مسألة إغمائي قل فقط أني أصبت بالدوار.
حاولت دفنة أن لا تقلق زوجها في البداية و الآن تحاول ألا تقلق عائلتها فهي تسير على مبدأ ما حدث في البيت سيبقى في البيت و لن يعرف أحد من خارج البيت شيئاً.
و لكن لأنها كانت تعرف أنهما لن يستطيعا أن يخبآ مسألة تعبها على العائلة ففضلت إخبارهم بجزء بسيط من الذي حدث عن تكبير الموضوع و قول الحقيقة كاملة.
-يبدو أننا أصبحنا الآن تحت طوعك مدام دفنة، الله يسامحنا على هذا الكذب!
رحل سردار من المكان تاركاً زوجته و أخته مع ابنة أخته الصغيرة ذاهباً إلى بيته و عندما جلست دفنة بكل راحة لاحظت أن عينا الفتاة الحشيشية قد وقعتا عليها و لكن لم تكن مجرد نظرات عادية بل كانت نظرات حادة متسائلة فابتلعت لعابها و حركت رأسها لتنظر إلى الفتاة بخوف من تلك النظرات.
-نـ-نيهان..؟
و بدون حتى ثانية تفكير أخرى تكلمت نيهان عن ما كانت تفكر فيه.
-ماذا فعلت أنت حتى تفقدي وعيك بهذا الشكل؟
نظرت صاحبة الشعر الأحمر برهبة للفتاة و حاولت الهرب بعينيها من مقابلة عيني صديقتها و لكن لم تستطع و جاوبتها مجبرة لأنها تعرف نيهان عندما تصر على شيء ستأخذه لا محالة.
-نظفت... البيت...
فجاوبتها لتشعر نيهان بأن نوبة قلبية قد أصابتها لغباء صديقتها التي لا تتعلم شيء و ستظل هكذا دائماً مهما تحدثت معها و تكلمت و مهما مر الزمن.
-يعني اليوم الذي نتركك فيه تقومين بكل هذا، لا. يجب عدم تركك مجدداً!
حاولت دفنة تقبل ذلك التوبيخ بدون أن تقاوم فهي تظن أن نيهان بالفعل محقة و لكن مهما حاولت أن تجلس في مكانها بدون أن تتحرك تتأثر كثيراً، ماذا تفعل هي خلقت بهذا الشكل!
-يا فتاة، ألم تسمعي أبداً بكلمة التدلل؟ ألم تدخل هذه الكلمة في قاموسك أبداً؟
تكلمت و كانت دفنة على وشك الرد و لكن لم تسمح لها أبداً و تابعت الحديث.
-غير هذا، لقد قمت بالولادة الأسبوع الفائت، حقاً هل أنت في كامل قواك العقلية؟!
و تلك الكلمات التي خرجت من فمها سريعاً بدون أي راحة جعلت دفنة تنتفخ و تمل لهذا بعلو صوتها تكلمت.
-Yâ yeter yâ!... Yeter!
نظرت نيهان لها بتعجب لزيادة نبرة الصوت الخاصة بها و تجمدت مكانها كأن هذا الصوت الذي خرج من فم دفنة كإشارة الضوء الأحمر لها لتتوقف عن الحديث.
-Hepsi biliyorum, rahat ol!
عندما انتهت دفنة شعرت بالفخر لجعل نيهان تصمت أخيراً و هذا جعلها تتنهد براحة و أراحت عضلات كتفها و بعدما ارتاحت فتحت فمها لتتحدث مرة أخرى.
-... أعرف ذلك كله و لكن لا أستطيع أن أجلس جانباً و لا أبذل أي جهد و الجميع يفعل. إذا كنت سأنجح بشيء يجب علي أن أبذل الجهد فيه، و لكن... كان مبكراً علي بذل الجهد و هذا كل شيء.
صمتت نيهان عندما سمعت ما قالته صديقتها فحين فكرت فيما كانت تقوله صديقتهل توقعت أنها تشعر بالغيرة بعض الشيء لكونها في البيت وحيدة و الجميع في الخارج و رغم قضائها الكثير من الوقت مع ابنتها روحها التي تنام معظم اليوم إلا أن عدم انشغالها بشيء ما لابد و أنه جننها. و حين كانت تفكر في ذاك الشيء أتى على عقلها زوج صديقتها و بعد صمت دام بضعاً من الوقت تكلمت نيهان.
-أنت تعلمين أنه يجب إخبار عمر أليس كذلك؟
لم ترد دفنة على هذا بل صمتت و تابعت الاستماع إليها.
-عمر يريد منك الصراحة و لا ينتظر منك كذبة أخرى.
كانت نيهان تقول كلاماً بدون أن تفكر به مرة ثانية فكيف لها أن تخبرها بكذبتها تلك و هي مازالت في تداعيات تلك الكذبة الشيء التي تؤثر في حياتهما إلى الآن.
-انظري يجب أن تخبريه و إلا سيغضب إذا علم وحده.
و لأنها تأكدت أنها حقاً لا تريد الاستماع إلى هذه الأشياء نهضت من مكانها لتتفاجأ الفتاة الأخرى من نهوضها المفاجئ.
-أنا متعبة قليلاً، سأنام و أرتاح و سأصبح كالحصان و هكذا... لن يعرف عمر أني متعبة أو أعاني من شيء ما!
و هذا كان جوابها على ذلك الكلام عن الكذبة و ما شابه فمهما فعلت دفنة، هي تفعل لأنها لا تريد أن يتضرر عمر في عمله و شركته.
-يا دفنة، ما تفعليه خاطئ!
أمسكت نيهان بيدها لتوقفها محاولة إقناعها خائفة من رد فعل شاه السمر إذا علم بكذبة أخرى من كذبات دفنة عليه و خائفة من أن يتخذ موقفاً تجاهها.
في الحقيقة الموضوع ليس بالكبير و لكن نيهان ترى أن الملك عمر صاحب قوانين قاسية و لا يحتمل أبداً سماع كذبة أخرى منه و تندهش أحياناً من كيفية تعامل دفنة معه و تأقلمها مع ذلك الأسلوب.
-ما الخطأ في أنني لا أريد لزوجي أن ينشغل عقله و تفكيره فيني؟ في رأسه مئة شيء يفكر فيه غيري أنا!
و يبدو أن الحديث معها كان بدون فائدة لأنها ببساطة سارت نحو السلم و تركت الفتاة الأخرى تحدق بها و هي تتحرك و قد استسلمت سريعاً عن التحدث معها لأنها لم تجن أي شيء من ذلك.
-حسناً إذاً... افعلي ما تريدين..
حين وصلت البرتقالية إلى الطابق العلوي و شاهدت نوم ابنتها بسلام قررت فتح حقيبتها التي أحضرتها معها من الأسفل و نظرت بداخلها على هاتفها لتتفاجأ للحظة بأنه يوجد مكالمتين لم يرد عليها و رسالة غير مجاب عليها ففتحت الهاتف لتنظر إلى المكالمات لتجد أنه كان عمر فخمنت أن الرسائل منه و كان تخمينها صحيحاً و أنها وجدت له رسالة واحدة. فحكت رأسها بهدوء متوترة و تفكر فيما تفعله و تخبره.
عند فتحها للرسالة و قرائتها لرسالة عمر قررت الرد عليها بعد تفكير دام مدة دقيقة.
"Aşkım?"
"آسفة، كنت نائمة..."
عندما فكرت مع نفسها أقنعت نفسها أنها لم تكذب عليه فهي في النهاية تعد نائمة لأنها غابت عن الوعي. و فور وصول الرسالة شعر بداخله أنها دفنة و أنها بخير بعد مكالمتين و رسالة فاطمأن قلبه و قرر الرد عليها.
"كنت أريد أن أطمئن عليك و على أميرتي، كيف حالكما؟"
ابتسمت دفنة بسبب كلمة أميرتي فهي سعيدة جداً لأن عمر قد اعتاد على ملاكه الصغير و يعطي لها ألقاباً الآن.
"أميرتك نائمة و تحلم أن في يوم ما سيأتيها أميرها و يأخذها على الحصان الأبيض..😃😃"
عقد شاه السمر حاجبيه عند قرائته لما أرسلت دفنته لأنه رغم كون إمينة صغيرة جداً إلا أنه شعر بشيء في داخله و أنه شعر بأن إمينة ملكه لن يعطيها لأي شخص بالساهل فهو أصبح غيوراً عليها ففي النهاية هو أب و الآباء يغارون على بناتهن.
"من هذا الذي سيأخذ أميرتي مني؟ لن أعطي إمينة لأي شخص بالساهل!"
ضحكت دفنة عندما قرأت رسالته حين شعرت أن عمر أصبح كجميع الآباء بالفعل.
"Evet, evet! 😂"
بعد إرسالها لهذه الرسالة توقفت للحظة في الكتابة تفكر فيما يجب كتابته و بعدها أتتها فكرة رسالة معينة فكتبتها و أرسلتها.
" إمينة ستحب والدها كثيراً و ستتمنى أن تحصل على شخص مثله..😊😊"
ارتسمت البسمة على شفتا الرجل حين قرأ ما كتبته زوجته و شعر بالفخر لقراءة شيء كهذا و أيضاً شعر براحة تحقيق ما تقوله زوجته و كل ما عليه فعله هو أن يصبح قدوة لابنته و يصبح الرجل الأول و الأفضل في كل شيء بالنسبة لها.
"هل تفكرين هكذا حقاً دفنة هانم؟ شكراً لك.."
حقيقة لم تجد ما تعلق به و لكن ابتسامتها كانت كافية لتجاوبه و لكنه لم يراها بكل أسف و حين كانت تفكر في شيء لتكتبه قاطعها صوت بكاء إمينة من بعد متر واحد و هي مستلقية في فراشها الصغير فابتسمت حين شعرت أن الفتاة قد شعرت بأنهما كانا يتحدثان عنها فكتبت جملة سريعة و أرسلتها ثم نهضت ببطء إلى سرير صغيرتها لتراها.
"لقد استيقظت أميرتك، يبدو أنها شعرت أننا نتكلم عنها.. 😂"
ضحك عمر فور استقباله لرسالة زوجته و بعدها أرسل ما كان يفكر به حقاً عندما قرأ ما كتبته دفنة.
"يبدو أن هذا أول اعتراضاتها، سوف نعاني في المستقبل كثيراً...!"
لم تستطع ذات الشعر الأحمر رؤية الرسالة لانشغالها بصغيرتها التي كانت جائعة و هذا كان سبب بكائها فاضطرت دفنة إلى إطعامها و بعدما انتهت من ذلك أخذت تحاول إخراج غازتها بهدوء و لطف و حين انتهت جاءتها فكرة أن تأخذ السيلفي معها و إرسالها لزوجها فأمسكت الهاتف و التقطت الصورة.
و بعدها أرسلت دفنة الصورة إلى عمر و فور استلام عمر للصورة فتحها و نظر إليها و ابتسم بدفئ و بعدها فوراً وضعها خلفية لهاتفه الخلوي ليتمتع بالنظر لها في كل مرة يفتح هاتفه فيها.
"ملاكاي..."
أنت تقرأ
Cinderella And Her Prince
FanficRicorda stanotte, perché è l'inizio di tutto! ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ! بعد الفراقات و الأحزان و الآلام التي تعرض لها عمر و دفنة يحق للزوجين أن يعيشا بسعادة مع أطفالهما. عمر و دفنة من بداية خطبتهما الثانية و حياتهما اليومية سوياً و حبهما...