-النساء مثل الأزهار إذا سقيتها يومياً ستزهر و تصبح غاية في الجمال و إن لم تفعل ستذبل.
كان شاه السمر شارد في ذلك الجمال الأخاذ لابتسامة دفنة في صباح كل يوم تستيقظ فيه و كان شارد في ذلك اللون الأحمر الذي يظهر على وجنتيها عندما يخبرها مدى جمالها و مدى انبهاره بذلك الجمال و كان شارد في مدى روعة تلك المرأة التي لونت حياته و جعلت لها بريق و حين كان يفكر فيها نسى تماماً ما عاشه لهذا اليوم و أخذ يتذكر مدى جمالها عندما تصبح مثل الزهرة التي تتفتح و تصبح غاية في الروعة كلما اعتنيت بها و سقيتها من حبك.
-أزهار... إذا اعتنيت بجمالها ستصبح غاية في الجمال و إذا لم تعتني آذتك بأشواكها!
و كانت دفنة هكذا بالنسبة له، نمر له مخالب عندما تكون غاضبة منه جداً و ملاك رقيق بريء عندما يصبح مزاجها جيد.
حرك سنان رأسه لينظر لصديقه حين سمع ما قاله فرغم ثمله كان يفهم ما يقوله و اندهش كثيراً من رجلٍ مثله. هو يعرفه قرابة العشرون عاماً و يندهش منه إلى الآن.
فتكلم ليبدي إعجابه و اندهاشه بصاحبه.
-هذا الرجل يصمت يصمت دائماً و لكن عندما يتكلم يقول حكماً، سلم فمك يا أخي!
و هذا كان رأيه الشخصي لأنه إلى الآن لم يستطع أن يحل غموض عمر إلى الآن.
-أي عموش، أنت أيضاً رائع في قول الشعر، هيا يا حياتي أخبرني بشعر يصف جمالي و دهائي، يصف كوراي صارغين الرائع!
و لأنه كوراي صارغين أراد أن يثبت وجوده في كل مرة يسمع حديثهم فيها و حين سمع ما قاله عمر عن النساء و مدى جمال وصفه لهم أراد أن يستمع إلى وصف يصف جماله الذي لا مثيل له.
رشف عمر رشفة و هو يستمع لجملة كوراي و ضحك حين خطر على عقله شيء فقاله فوراً.
-كوراي أنت لا يصفك أي شعر... أنت يصفك موضوع مكون من خمسمائة سطر...
ارتسمت البهجة على وجه كوراي عندما سمع ما قاله صديقه لا يفهم مغزى ما قاله و لكن علم أنه شيء جيد و لكن خيب عمر أمله فيما بعد حين أكمل ليفسر كلامه.
-...و الذي لا يقرأه أحد في الحقيقة لكونه ممل... جداً.
انفجر الجميع ضحك على الطاولة و لكن إلا واحد منهم و بالطبع هو كوراي صارغين الذي انكمش وجهه و بدأ بإطلاق صوت بكاءه المعهود ثم بدأ بالبكاء الفعلي.
-أي يا ربي ما هذه الآلام الكبيرة؟ لماذا يفعلون فيني هذا؟ لماذا يحزنوني؟
و بعد أن عادت الضحكة لصاحب الشعر الأسود سردار و اختفت كآبته قاطع ضحكاته تلك أنه فكر ما السبب الذي جلب صاحب الشعر الأسود إلى هذا المكان في هذا اليوم و أخذ يتساءل حيال هذا الموضوع و عندما جاء إلى عقله ذاك اليوم الذي أخذ دفنة إلى المشفى من شهر تقريباً قد يكون هو السبب تكلم من باب الفضول و لكن لم يظهر أنه يعرف شيء حتى لا يتسبب في مشكلة من لا شيء.
-يبدو أن أختي دفنة هانم أحزنتك يا عمر.
رشف عمر رشفة من مشروبه و نظر إلى سردار ليستوعب كلامه و حين فعل تنهد بتعب و أومأ برأسه ببطء ليش رشفة أخرى من كوبه و حين ابتلع ما في فمه تكلم ليفضي ما بداخله حين شعر أن سردار ليس بالغريب ليخبره ما يحدث فهو في النهاية يعتبر أخو زوجته و من أصدقائه المقربين الآن.
-أحياناً... تتصرف من عقلها، تخفي أشياء لا يجب عليها أن تخفيها و مهما حاولت تغيير هذه العادة، لا تتغير.
ليقول سردار الصراحة فهم الموضوع من وجهته الصحيحة فأراد أن يفعل ما هو صحيح و يتصرف كالعاقل الذي يعطي النصائح رغم أنه هو نفسه يحتاج لنصيحة!
-في الحقيقة دفنة حملت مسؤولية بيتنا لعدة سنوات. حاربت كثيراً من أجل جدتي و من أجل بين الشطيرة و حتى... من أجلي أنا... في وقت لم يكن من ورائي خير، كنت متخبط كثيراً حينها...
لم يفهم عمر مغزى حديثه في البداية و لكن صبر حتى ينهي الرجل كلامه مستمعاً بتمعن لكل كلمة يقولها.
-يعني ما أقوله... حاول أن تفهم إخفائها لبعض الأشياء هو لخوفها عليك و لرغبتها في أن تصبح أنت بخير. أنت تعرف في الأساس لن تتمنى أن تؤذيك أبداً.
كان معه حق في هذا فدفنة لن تريد أن تخفي أي شيء عنه مهما كان ما هو إلا إذا كان خلف هذا سبب حقيقي. هو في الأصل يعرف هذا، يعرف أنها لن تريد إخفاء الحقيقة عنه و لكن ما يضايقه أنها قد تبتعد عنه في اللحظات التي يجب أن يبقى معها فيها، لحظات الحزن يعني.
فمن سيحتضنها عندما تقع و تبكي أليس هو من سيفعل ذلك؟
-لن تتمنى يوماً أن تخفي عنك عمداً و أنت تعرف أيضاً، هي لم تتعمد الإخفاء عنك سابقاً... و في كل مرة أرادت أن تخبرك بالأمر كانت تتراجع لخوفها على مشاعرك و خوفها من خسارتك.
تنهد عمر حين فكر في ذلك الشيء فسردار معه حق و هو يشعر الآن أنه أعطى ردة فعل مبالغ بها كثيراً و يحتاج أن يصلح ذلك و لكن كيف سيفعل ذلك لأن بعد كل الاتصالات التي تجاهلها هذه أصبحت غاضبة منه بالتأكيد!
قبل أن يتكلم سردار مرة أخرى قاطعه صوت رنين هاتفه الموجود في جيبه فأخرجه من هناك ليرى من ذلك المزعج الذي قاطعه ليتجمد و هو ينظر له حتى شد انتباه إيسو الجالس بجانبه و حرك رأسه لينظر له ليستفسر عن سبب عدم رده على المكالمة.
-ماذا يا بني؟ رد على الهاتف، صوت رنينه آلم أذناي!
لم تتحرك شعرة واحدة من صاحب الشعر الأسود سردار لأنه مازال مصدوماً من تلقي مكالمة من شخص لم يتوقع أبداً اتصاله و هي زوجته التي تشاجر معها قبل بضع ساعات شجاراً كبيراً أدى إلى عدم إرادتهما لرؤية وجها بعضهما البعض.
-إنها نيهان...
لم تشكل مشكلة كبيرة لإيسو عندما أخبره سردار بأن زوجته من تتصل غير أنه أراد من سردار أن يرد على المكالمة كي لا تنفجر أذناه.
-جاوب على هاتفك يا أخي، ربما تريد إخبارك بشيء مهم!
-ألو...
رفع صاحب الشعر الأسود الهاتف إلى أذنه و بدأ بالتكلم بحذر خوفاً على نفسه و على أذنه من زوجته ليتفاجأ فيما بعد بكلام المرأة.
-Aşkım, Serderem... çok özledim seni...
"حبي، سرداري... اشتقت إليك كثيراً..."
فتح سردار كلا عينيه باتساع عندما سمع تلك الجملة حيث شعر أن من يتكلم ليست نيهان و أنه قرأ الاسم خطأ من كثرة حبه لها و اشتياقه لها و لكن عندما ركز بالصوت اتضح أنها بالفعل نيهان لأنه يعرف صوتها أكثر من صوته شخصياً.
-...Nihan... iyimisin?
"... نيهان... هل أنت بخير؟"
لم يكن الرجل متأكد كثيراً من أذنيه التي سمعت اشتياق نيهان له و اتصالها به حتى و غير هذا كانت نبرة صوتها غير التي يعرفها لهذا أراد التأكد إن كانت بخير.
- لست بخير أبداً... فأنت بعيد عني... بعيد جداً!
كانت نبرتها كالطفلة التي ستبكي بعد ثواني من الآن و الآن هو متأكد أنها ليست بخير رغم أنها قالت غير هذا الإجابة و لكن ما شد انتباهه أكثر اختلاف نبرة صوتها و التي دلت على أنها... ثملة!
- نيهان... أين...
-Yâ Nihan napıyorsun?! Sen çok sarhoşsun!
"يااه نيهان ماذا تفعلي؟! أنت ثملة جداً!"
كان الرجل ينوي سؤالها عن مكانها و لكن قاطع سؤاله هذا الصوت الآخر الذي بجانبها فعقد صاحب الشعر الأسود حاجبيه و نظر نظرة سريعة على عمر عندما أيقن أن ذلك الصوت كان لأخته و هي زوجة صاحب الشعر الأسود الجالس أمامه الذي يشرب من كأسه و لا يعطي اهتمام أبداً لما يحدث مع صاحب الشعر الأسود الآخر.
-Defne?! Nihan sen neredesin?
"دفنة؟! نيهان أين أنت؟"
لسماع اسم زوجته رفع شاه السمر رأسه لينظر لصاحب الشعر الأسود بعينين مفتوحتين ليعقد حاجبيه فيما بعد متعجباً من سماع ذلك الاسم.
-عند دفنة... أختك أنت، صديقتي العزيزة!
-نيهان، هاتي الهاتف!
أخذت دفنة الهاتف من صديقتها بالقوة لتتكلم هي مع أخيها الذي كان مازال في حالة دهشة من سماع صوت أخته و لا يفهم من عند من أو أين هما في الأساس.
-أخي، إن نيهان عندي و هي بحالة سيئة... شربت كثيراً و ثملت... برأيي أن تأتي و تأخذها إلى المنزل و لكن لا تجعل جدتي تشعر بهذا و إلا لا تجدان مكان لتبيتا فيه لهذه الليلة.
قالت دفنة الكلام سريعاً تصد نيهان بساعدها حيث حاولت الفتاة الأخرى أخذ الهاتف منها و التذمر حيال أخذها الهاتف منها و هي تتكلم مع زوجها.
-هاتي هاتفي... دعيني أتحدث مع زوجي!
و ما فعلته دفنة هو تجاهلها لتستطيع إتمام الحديث مع أخيها.
-حسناً، إذا كنت تقولين هذا...
كادت دفنة تغلق الخط حين تأكدت من أنها أنهت كلامها مع أخيها و لكن حين تذكرت شيئاً تكلمت لتقوله.
-آااه، أخبر إيسو أن عائشة جول هنا حتى لا يقلق.
فتحت عائشة جول عينيها باتساع لما سمعت و لم تفهم ما المغزى بمعرفته لمكان تواجدها و هما بهذه الحال. يعني ما تقصده هو أنه لا تنوي البقاء في الخارج كثيراً ففي النهاية أحضرتها نيهان إلى هنا غصب كما فعل كوريش مع سنان.
-أخبره أخبره، إلى اللقاء.
أغلقت دفنة الهاتف و حركت رأسها لتحدق بنيهان بدون قول شيء و أخذت ذات الشعر البني تحدق بنظرات من الحزن لأنها لم تستطع التكلم مع زوجها.
-لماذا أخبرتيه دفنة؟ لماذا أخبرتيه بأني هنا؟!
للحظة ملت دفنة من الجميع و أرادت فقط التوجه إلى سريرها و دفن نفسها فيه و لا ترى الناس للغد لكونها تفكر في الجميع و تفكر في مصلحتهم و فوق هذا يتساءلون.
-إييه، أخي شكري غير موجود إذا كنت ستذهبين إلى البيت لا تذهبي وحدك على الأقل!
صمتت الفتاة و لم تتكلم لتفكر في كلامها لتجد أنه صحيح فهي في العادة تخاف المشي في وقت كهذا من الليل و عندما تذكرت سماع اسم زوجها ارتسمت ابتسامة على شفتيها حين أيقنت أنها ستراه.
أنت تقرأ
Cinderella And Her Prince
FanficRicorda stanotte, perché è l'inizio di tutto! ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ! بعد الفراقات و الأحزان و الآلام التي تعرض لها عمر و دفنة يحق للزوجين أن يعيشا بسعادة مع أطفالهما. عمر و دفنة من بداية خطبتهما الثانية و حياتهما اليومية سوياً و حبهما...