٢٤-بقي القليل

1.4K 54 12
                                    

دخل شاه السمر بهيئته الجميلة و وجهه الوسيم إلى غرفة العمل الخاصة بزوجته التي تحمل ابنته في رحمها عن طريق الباب و قبل أن يخطو إلى الداخل راقبها من الخارج ليرى جمالها الشديد حتى بذلك الفستان الطويل الذي كانت ترتديه.

دخل شاه السمر بهيئته الجميلة و وجهه الوسيم إلى غرفة العمل الخاصة بزوجته التي تحمل ابنته في رحمها عن طريق الباب و قبل أن يخطو إلى الداخل راقبها من الخارج ليرى جمالها الشديد حتى بذلك الفستان الطويل الذي كانت ترتديه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وجدها تعمل بجد و نشاط و كانت تكتب شيئاً ما على ورقةٍ أمامها. ابتسم الرجل لرؤية انهماكها في العمل و عدم وعيها بمراقبته لها من قريب فكانت هي أفضل أفلامه الذي يتابعها و أفضل برامجه الذي يقوم برؤيتها يومياً. كان شعرها الأحمر الجميل مرفوعاً إلى أعلى مثبت بقلم من أقلامها و قلم آخر تحك رأسها به و من جهة أخرى تنظر إلى حاسوبها بتمعن مضيقة عينيها لتلقط ذلك الكلام الصغير الموجود بداخل الشاشة. فكم كانت جميلة بكل حالاتها فهو مولع بها، هو يعشقها!
كما قلت كانت مراقبتها من الأشياء المفضلة لدى عمر فأحياناً يظل يراقبها بالساعات و لا يمل و عندما تنتبه لعينيه التي عليها تحمر وجنتيها و يبدأ لسانها بتوبيخه قائلةً أنها لا تستطيع أن تركز فيما تفعله بسببه حتى يبعد عيونه عنها لكي يرضيها و لكن يعود بعينيه ليشاهدها مرةً أخرى حينما تعود لعملها مرة أخرى فيراقبها و الابتسامة تملأ وجهه الأسمر.
أخذ عمر فرصة انشغالها بالعمل فتسلل إلى الغرفة ليقترب منها دون شعورها ثم أمسك ذاك القلم المدفون في شعرها المرفوع بسلاسة و شده بعيداً لتقع خصلات شعرها كشلال أحمر على وجهها الأبيض لتتفاجأ الفتاة بما حدث فجأة و ترفع رأسها لتنظر لمسبب هذا و تجد أن هذا الرجل أمامها ينظر لها بابتسامة عريضة و يده تحمل القلم الذي كان في شعرها و يحركه بسلاسة بين أصابعه.
-حبيبتي الجميلة مازالت تعمل؟
حين رفعت دفنة رأسها فجأة تفاجئت بصاحب الشعر الأسود يقف أمامها فكان هذا الرجل هو نفسه زوجها الوسيم الذي لطالما حسدوها الفتيات عليه.
-Aşkım!
ابتسمت ذات الشعر الأحمر من الأذن للأذن و نهضت من مكانها ببطنها المنفوخ ذاك و نظرت إلى الرجل بطريقة أفضل و قبل أن يستطيع فعل شيء تفاجأ برفع الفتاة لكلا ذراعيها و لفها حول عنقه لتحتضنه فقام هو بمبادلتها العناق و وضع ذراعيه خلف ظهرها و احتضنها بالقرب منه ثم دفن أنفه في شعرها و أخذ يستنشق ريحها العطر و بعدها تنهد براحة.
-كيف حالك؟
سأل الرجل زوجته بهدوء ليطمئن عليها و كان ينتظر رداً فورياً منها و لكنه لم يحصل على ذلك فبدلاً من هذا ابتعدت المرأة عنه و أرجعت يدها اليمنى من خلف عنقه لتنزلها إلى الأسفل لتضعها على بطنها و حركت عينيها إلى الأسفل لتنظر لبطنها بضيق فعقد عمر كلا حاجبيه متضايقاً لرؤيتها بهذا الشكل و أخذ ينظر لها لثواني عدة يفحصها كي يطمئن عليها ثم سأل ما كان يريد أن يسأله.
-هل أنت بخير؟
ابتسمت ذات الرأس الحمراء ابتسامة خفيفة ثم أومأت برأسها و أصبحت تحرك يدها اليمنى ذهاباً و إياباً على بطنها المنفوخ و رؤيتها هكذا أصابت الرجل بالفضول و أراد أن يعرف ما بها.
-ماذا هناك إذاً؟
أجبر عمر دفنة على الجلوس على كرسيها مجدداً و جلس هو على المكتب أمامها ثم امتدت يده ليرجع خصلة حمراء خلف أذنها و أخذ يحدق بوجهها لثانية و من ثم حرك رأسه لينظر إلى بطنها.
-إمينة تركل بطني مجدداً. إن حركتها قوية فعلاً...
قالت البرتقالية و هي تنظر إلى الأسفل و مازالت يدها تتحرك محاولةً تهدأة الوضع بداخلها فابتسم عمر و اقترب منها ليضع يده السمراء على بطنها و أصبح يحرك يده برفق ليهدئ ابنته التي تركل بدون توقف فحتى هو أيقن أن ما تقوله زوجته كان صحيحاً أي أن حركتها لم تكن طبيعية و كأنها متضايقة من شيءٍ ما.
-ماذا هناك يا ابنتي؟ لماذا تتعبين والدتك؟
كان الرجل يشعر بضربات إمينة من بطن دفنة حتى خمن أنها غاضبة منهم أو شيء من هذا القبيل. فابتسمت دفنة و وضعت يدها فوق يد عمر الكبيرة ليشعر هو بدفئ يدها و قبل أن ينطق بشيءٍ آخر نطقت هي.
-يبدو أنها سعيدة لأنك هنا...
سمع عمر ما قالته دفنة و رفع رأسه لينظر لوجهها ليرى ابتسامة تشرق وجهها و رويداً رويداً شعر بقلة الحركة داخل بطنها فأرجع ناظره إلى بطنها لثانية ثم نظر للبرتقالية بتعجب فكيف لها أن تفهم أن الأمر هكذا و هو فهم شيئاً آخراً عكسه تماماً.
-سعيدة؟ أظنها غاضبة!
ضحكت دفنة و نظرت إلى زوجها الأسمر نظرة ضاحكة تحولت إلى نظرات حب بعدها.
-مشاعرها كلها تتمثل في ضرب بطني.. و لكن صدقني، هذه المرة هي سعيدة لسماع صوتك هنا فكانت طوال اليوم بعيدة عنك.
ابتسم عمر لما تقوله زوجته حتى أنه راق له كون ابنتهما سعيدة بدلاً من غاضبة ثم رفع يده التي كانت على بطنها ليمسك بمؤخرة رأس الفتاة و يقربها منه ليضع قبلة عميقة على جبينها.
-روحي... تحملي فقد بقي القليل.
ابتسمت ذات الشعر الأحمر و هي تنظر لعينيه السود و اكتفت بذلك و هو أيضاً فعل نفس الشيء فأرجع يده إلى جانبه و أخذ يراقب زوجته التي تذكرت شيئاً عاجلاً قد رأته في ملف فأرادت تأكيده فامتدت يداها للعبث في الملفات الموجودة على المكتب للبحث عنه و عندما وجدته فتحته للتأكد من ذلك الشيء و رؤيتها هكذا أصابته بفضول لمعرفة ما تفعله أو ما ستفعله.
-ألم تنهي عملك بعد؟
-هناك شيء علي النظر له...
لم ترفع دفنة عينيها عن الملف و جاوبته فتنهد عمر حين شعر بخيبة أمل كانت تصيبه في معظم الأحيان التي ينهي فيها عمله باكراً و هي لا تفعل.
-و أنا الذي كنت أظن أننا سنحظى ببعض الوقت معاً.
أثار ما قاله انتباهها هذه المرة فرفعت رأسها لتنظر له عاقدةً حاجبيها لغرابة ما يقوله.
-نحن معاً طوال الوقت... هل نسيت؟
-لم أنسى يا روحي و لكنني أناني و أحب أن أحظى بك لنفسي.
ابتسم عمر بخبث و هو يجاوبها فضحكت ذات الشعر الأحمر و عادت بناظرها إلى الملف مرة أخرى دون إجابته لأن النقاش معه في هذه النقطة يكون عديم الجدوى. حين بدأت تراجع الملف تذكرت شيئاً كان في رأسها قبل مجيئه و لكن رؤيته أنستها الدنيا و ما فيها فرفعت رأسها لتنظر إلى رجلها مرة أخرى.
-صحيح، أنت لم تنسى أن جدتي دعتنا على الطعام اليوم أليس كذلك؟
سألت ذات الشعر الأحمر فهز عمر رأسه نافياً ليرد عليها بعدها.
-لا لم أنسى...
-في الحقيقة أنت لا تحب الازدحام و ما شابه و لكن...
قاطع صاحب الشعر الأسود كلام فتاته فأمسك بوجهها بين يديه و أخذ يلامس وجنتيها بإبهاميه ثم نظر إلى داخل عينيها.
-أحبه من أجلك حبيبتي، لا بأس!
ابتسمت دفنة فأبعد يديه عن وجهها لتنزل هي رأسها إلى أسفل لتتابع عملها.
-و أيضاً...
قال لكي يلفت انتباهها بأن كلامه لم ينتهي بعد فرفعت رأسها مجدداً لتنظر له.
-...تتباهين كثيراً بطعام جدتك لنتذوقه إذاً!
لمعت عينا الفتاة لتذكرها ما ستحضره جدتها لهم من طعام فحدقت على زوجها بفرح.
-أي! لقد ذكرتني... اليوم ستحضر لنا جدتي فاصوليا، لقد اشتهيتها كثيراً!!
ابتسم عمر لتصرف دفنة الطفولي الذي كانت كالطفلة تفرح بالحلوى المقدمة لها و قبل أن يفتح فمه ليبدي رد فعل نهضت عن مكانها بسرعة و تكلمت.
-هيا لنذهب لن أستطيع الانتظار أكثر!!
رفع الرجل حاجبيه و أخذ ينظر لها بغرابة بسبب ما كانت تقوله فقرر قول شيء لها و لكن بدون تخييب آمالها.
-و لكن حبيبتي، لقد قلت منذ قليل أنكِ لم تنهي عملك بعد!
نظرت دفنة بخيبة أمل و جلست مجدداً في مكانها تتنهد بحزن ثم أخذت تنظر إلى الأسفل بنظرة الطفلة الحزينة.
تنهد عمر و هو يراقبها تحرك الكرسي إلى أمام المكتب و تحدق على الملف المفتوح أمامها فابتسم و امتدت يده لتمسك بذلك الملف.
-أريني ذلك الملف ربما أساعدك لتنهي عملك أسرع.
قال عمر حيث بدأ الاثنان يعملان سوياً على ذلك العمل الغير منتهي إلى أن أنهياه بالفعل. ففرحت دفنة كثيراً لهذا و نهضت من مكانها بسرعة و بدأت تجهز نفسها للرحيل.
-بما أننا أنهينا العمل باكراً قليلاً هل سيكون عيباً إذا ذهبنا متأخراً و لو قليلاً؟
سأل عمر و هو ينظر لدفنته التي مازالت تستعد بالرحيل فرفعت دفنة رأسها لتنظر له ثم حركت رأسها لتنظر للساعة و لكن لم تشعر بأن الوقت قد تأخر لهذه الدرجة فقررت الإجابة.
-لا... مازال الوقت باكراً... لماذا؟
ابتسم شاه السمر و هو ينظر لها.
-أريد أن آخذك إلى مكانٍ ما قبل ذهابنا إلى جدتك.
عقدت الفتاة حاجبيها و نظرت له بحماس.
-مكان؟ إلى أين؟ لا تقل أنها مفاجأة أيضاً!
ابتسم شاه السمر و رفع عينيه عن الملف.
-ليست بالمفاجأة الكبيرة و لكن... أحببت أن نذهب معاً.
-بدأت أتساءل الآن. إلى أين؟
ابتسم عمر و نظر لها و لكنه لم يقل شيئاً مما كان سيجعل الفتاة تنفجر.
....................................................................................
-هذا هو المكان إذاً؟

Cinderella And Her Prince حيث تعيش القصص. اكتشف الآن