وضع الشاب المفتاح في الباب وبدأ بفتح الباب.
-ها قد أتينا! تفضلي..
عندما أزاح الباب لحبيبته بالدخول، دخلت الفتاة مسرعة و هي تتفحص البيت بابتسامة واسعة.
-أهذا بيتك؟
-نعم.
انحنى عمر ليحمل الحقائب إلى الداخل و فور دخوله عن عتبة الباب، وضعها على الأرض مجدداً و أخذ يتمشى خطوات بسيطة ليراها و هي مبتسمة و تذهب من مكان لمكان آخر.
-جميل جداً عمر!
ابتسمت دفنة و هي تنظر إلى أنحاء البيت التي أحست أنه يشبهه كثيراً. فبذوق عمر المميز كان يختار البيت الذي يجلس فيه و الأثاث و كل شيء يشبهه تماماً. و عندما أخذت نفساً اشتمت رائحته، فهو في النهاية بيته.
أخذ عمر قليل من الخطوات أيضاً و من ثم أمسك كلا يداها و ضغط عليهما ضغطة رقيقة.
-كان هذا البيت لي وحدي و لكن الآن... هو لنا نحن الاثنين.
ابتسمت دفنة في سعادة لقوله هذا و من ثم خطر على بالها شيء و فتحت فمها لتقوله بابتسامة عريضة.
-لثلاثتنا؟
حدق عمر عليها لعدة ثواني ليستوعب ما تقوله ثم ضحك لما تقولها و من ثم أمسك بمؤخرة رأسها و احتضنها بدفئ.
-نعم، لثلاثتنا!
ظلا الثنائي هكذا لعدة دقائق هكذا بدون كلام لأنهما كانا يفيدان بعضهما بهذا الشكل. رائحة كل منهما، الدفئ و الأمان. كل هذه الأشياء لن تستطيع إيجادها في أي شخص مهما كان و ستجدها فقط في الشخص الذي ستحبه و تريده أكثر من أي شيء في الحياة!
في اقترابه من دفنته، تذكر عمر تلك السنة التي قضاها وحيداً بدونها. كل لحظة شعر بعدم قربها منها، كل ليلة رآها فيها في أحلامها، كل خيال تخيلها معه. ضحكتها، برائتها، دموعها، رائحتها، غضبها، ابتسامتها، هذيانها، شعرها، عينها،شفتاها.. كل شيء متعلق بها. لم يفارق ذلك تفكيره يوماً من الأيام.
قضى عمر سنة صعبة جداً عليه و كان قد بنى لنفسه حياة لم يرغب بها أبداً و لا يفتخر بها أيضاً. فهو شذ عن الطريق بطريقة كبيرة. فكان يقضي الوقت مع كثير من الفتيات يبحث عن شخص ينسيه دفنته و ينسيه أنه وقع في عشقها و في نفس الوقت، يبحث عن دفنة في واحدة فيهن و لكنه لم يجد شيئاً كهذا في أي منهن.
لماذا؟ لأن دفنة واحدة لن تتكرر أبداً!
لن يدق قلبه من أجل واحدة أخرى مثل ما دق لدفنة. هي دفنة، حياته، ماضيه و حاضره و مستقبله. زوجته و أم طفله فكيف له ألا يحبها بل كيف له ألا يعشقها و يفكر فيها كل يوم و يحبها كل يوم أكثر من سابقته.
أخذ نفساً عميقاً و ابتعد عنها لينظر إلى عينيها الجميلتين بابتسامة تعلو وجهه ليتلقى ابتسامة منها أيضاً. قرر عمر أن هذه النظرات تكفي الآن و قرر النظر إلى أنحاء البيت.
-حسناً هو جميل و لكن... هو متسخ قليلاً.
نظرت دفنة حولها لترى الغبار و التراب يملأ بعضاً من زوايا المنزل.
-هو كذلك، لا تقلق أنا سأحلها!
إلتفتت دفنة لتذهب لتنظيف البيت و لكن لم يتركها عمر و كان مشبث يديه حول خصرها لم يتركها.
-إلى أين؟
-لأنظف البيت.
-لا تتعبي نفسك أنت، سآنادي منظفة لتنظف هي!
نظرت دفنة إلى عمر ثم أرادت التذمر حيال ذلك الموضوع.
-لأفعل أنا!
-لا يمكن ذلك! لن أترككي تفعلي هذا. أنت حامل!
ابتسمت الفتاة ووضعت يداها على كتفي عمر. تذكرت أنها حامل و تذكرت كلام عمر المتكرر في أن لا ترهق نفسها في العمل و أشياء أخرى و أنها يجب أن تدلل حين تشعر بذلك.
-إذاً... لنفعل أشياء أخرى عمر بيه.
ابتسم عمر و قرب جسدها إلى جسده.
-ماذا تريدين أن تفعلي دفنة هانم؟
-أريد التجول في المكان ففي النهاية نحن هنا لمجرد أسبوع.
-لكن... نحن جئنا للتو، أنت متعبة بالتأكيد!
حركت ذات الشعر الأحمر رأسها نافية لسؤاله.
-لا لست متعبة أبداً، لقد نمت كثيراً في الطائرة. و لكن إذا كنت أنت متعب... نبقى.
ابتسم عمر ثم أبعد يديه عن خصرها ثم أمسك يدها اليسرى.
-لست متعباً أبداً، هيا لنذهب إذاً.
بدأ عمر بالسير و سحبها معه فابتسمت في حماس.
-أنا متحمسة جداً.
....................................................................................
سار الحبيبان يداً بيد سوياً في شوارع روما مدينة عمر الثانية و الابتسامة لا تفارق وجهيهما. دفنة كانت سعيدة جداً لرؤية هذه البلدة الجميلة التي كانت جزءً من كلام عمر في جميع أحاديثه فهي سعيدة جداً لقدومها معه لأن البلد حقاً جميلة. من الصحيح أنها لم تفهم أي شيء من أحاديث الناس و لكن كانت تنظر إلى المباني و الشوارع.
توقف عمر عندما رأى مطعم على جانبي الطريق مما سبب الاندهاش لدفنة لترى أن زوجها قد توقف فجأة.
التفتت لتنظر عليه.
-حبي، ماذا هناك؟
-هناك مطعم هنا. لابد أنك جعتي!
-أي، ذكرتني الآن.
ابتسمت دفنة و قالت ثم بدأت بالمشي عندما شدها عمر.
-هيا إذاً. لنطعم طفلنا الصغير.
جلس الثنائي على الطاولة و عينا دفنة المتحمسة تتبع الناس و تتفحص المكان باستمرار.
-المكان هنا جميل جداً عمر.
-هل أعجبك؟
-جداً!
نظرت دفنة إلى عمر ووجهه المبتسم و ابتسمت لابتسامته.
-أنا سعيدة جداً لرؤيتك هكذا حبي.
-كيف؟
امتدت يدا دفنة للإمساك بيدي عمر على الطاولة.
-أنت سعيد و هذا يريحني.
صمتت دفنة لثواني لمراقبتها تغير ملامح عمر ثم قررت التكلم مجدداً.
-لابد أنك سعيد لأنك عدت إلى روما مجدداً أنت تحبها كثيراً وأنا لاحظت هذا!
ترك عمر يدها اليسرى ليرفعها إلى وجهها ليلمس خدها الناعم.
-أنت مخطئة، أنا في غاية السعادة لأنك تشاركيني هذه اللحظة دفنة.
-حقاً؟
-حقاً...
صمت عمر و هو ينظر لعينيها و يلمس وجهها بإبهامه.
-... أنا أصبح سعيداً في أي مكان أنت فيه دفنة!
ابتسمت دفنة في خجل لسماعها ذلك الكلام من زوجها فهو كما وصفته دائماً، مكمل(كامل). و هي دائماً تشعر بأنها محظوظة لأنه أحبها هي وحدها.
طلب الاثنان الطعام و كانت أحد الأطعمة الإيطالية التي يعشقها الرجل و قال لدفنة بأنها ستعجبها و بالفعل أحبتها و قررت التعرف على وصفتها للقيام بها فيما بعد.
غادرا المطعم و أكملا جولتهما في شوارع المنطقة القريبة من بيت عمر و في النهاية قرر عمر العودة إلى البيت لكي لا تتعب دفنة أكثر من هذا و يكملان جولتهما فيما بعد.
-تسكعنا و تسوقنا و ذاهبون إلى البيت.
ابتسمت دفنة و ووضعت راحة يدها على ساعد عمر الأيسر.
-هل أنت سعيدة إذاً؟
-سعيدة جداً عمر.
-إذاً دعيني أحضر لك طعاماً لذيذاً.
أومأت دفنة رأسها لعدة لموافقتها.
-أنا متحمسة جداً!
سعادة دفنة كانت لا توصف فلرؤيتها مكان لأول مرة و تناول طعام لم تتناوله يوماً و كل ذلك و هي بجانب حبيبها. كان إحساس مختلف وومميز أحبته كثيراً.
و في ذلك الوقت التي كانا يسيران فيه سوياً، انتبهت دفنة إلى مجموعة من الناس التي كانت تقف على جانب الطريق و بهم فتاة ابتسمت ثم أشارت بيدها تجاههم.
عقدت دفنة حاجبيها منزعجة من الموقف و مندهشة مما حدث ثم حركت رأسها إلى عمر الذي كان يحك ذقنه في توتر.
عرفت دفنة و فهمت الموضوع فور رؤيتها لوجهه. هي تعرف عمر و تعرف حركات توتره و كيف كان يبدو حين يقلق أو يتوتر فكانت إحدى تلك الحركات حكه لذقنه.
-هذه الفتاة أشارت لك أليس كذلك؟
سعل عمر عندما سمع سؤالها لأنه كان يتمنى ألا تنتبه لما حدث و لكنها انتبهت.
-عمر، جاوبني!
لم يكفا عن المشي حتى وصلا إلى البيت و لكن دفنة لم تكف عن النظر بغضب إليه.
-عمر!
-حسناً، حسناً لقد فعلت و لكن أنا لم أفعل شيئاً!
فتحت دفنة فمها في اندهاش لما حدث و كانت قد بدأت بأن تثور.
-لماذا تفعل هذا الشيء؟ ما هذه الوقاحة؟ تراني بجانبك و تؤشر لك!
-اهدئي دفنة، أنت رأيت ردة فعلي!
-سأذهب و أجعلها تلتزم حدودها!
بدأت تخطو دفنة خطوات إلى الأمام بدون تفكير. فبسرعة ترك عمر ما بيده و أسرع بالركض ناحية مفتعلة المشاكل ليمسك بها.
-دفنة ماذا تفعلين؟!
-سأعلمها الأدب تلك!
تنهد عمر بتعب و أمسك بيداها الاثنين.
-دفنة لا تتعبيني، أنت زوجتي! لا يهمني ما تفعله الفتاة!
رفعا دفنة رأسها لتنظر إليه و هي مازالت تعقد حاجبيها و تنظر له في انزعاج. عندما رأى عمر دلك ابتسم و أراد تهدأتها فطلع قبلة على وجنتها.
ارتاحت دفنة قليلاً لسماع كلام زوجها و من ثم بدأت بالمشي مجدداً ناحية البيت معه.
....................................................................................
استرخت دفنة على الأريكة ووضعت كلا أرجلها على الطاولة التي أمامها و نظرت إلى سقف الغرفة و تنهدت براحة.
-ماذا تفعل حبيبتي مفتعلة المشاكل؟
أتى عمر من خلف الأريكة و هو مبتسم عندما رأى جلستها على الأريكة فجلس بجانبها و طبع قبلة على وجنتها وذراعه التفت حول عنقها.
-أسترخي...
-هل أنت بخير؟ هل تعبتي كثيراً؟
ابتسمت دفنة و مدت يدها لتلمس ذقنه.
-اهدأ يا عمر، أنا بخير و طفلنا أيضاً بخير.
ابتسم عمر لبرائتها ثم وضع رأسها على كتفه و يده اليسرى على كتفها. و هي وضعت يدها حول خصره و تنهدت باسترخاء.
لم يتكلم أي أحد منهما و قررا أن يستمتعا باللحظة سوياً و شعورهما بنفس و ضربات قلب كل منهما.
كانت دفنة قد بدأت بشعور بالنوم يغلبها عندما بدأ عمر باللعب في شعرها.
أنارت الابتسامة وجه عمر عندما تذكر ما فعلت منذ قليل. كانت تغير عليه كثيراً لدرجة الجنون وتكره الفتيات التي تبدأ بتتبعه أينما كان. فهو كان لها هي فقط. و عندما يفكر عمر بالموضوع، حتى غيرتها تلك أحد أسباب عشقه لها. و كانت جميلة و لطيفة في كل حركاتها و ردات فعلها حتى الغيرة.
-كنت حقاً ستفتعلين مشكلة مع الفتاة من أجلي.
دفنة بدأت تنام فكانت ترد على ما يقوله و هي ما بين النوم و الاستيقاظ.
-بالطبع سأفعل... لأني... أحبك.
سعد عمر لسماع هذا و لكنه أحس بتقطع كلامها فنظر إلى الأسفل ليجدها قد غطت في النوم. ابتسم عمر و وضع قبلة عميقة على رأسها.
-دفنتي الحلوة...
همس عمر لرؤية جمالها و براءتها و من ثم قرر حملها إلى السرير.
كانت كخف الريشة، جميلة و هادئة. كانت أجمل فتاة رآها عمر في حياتهفهي بالنسبة له كانت أجمل من أجمل ملكة جمال و هي كانت ملكته فقط. كان الشاب لا يحب الأنانية أبداً و لكن في هذه الحالة قبل بأن يكون أنانياً لتصبح له لوحده. فهو يظن أن بدونها هو لا يصلح لشيء و يتشتت فهي عبارة عن نور حياته. و رؤيتها في هذه الحال و الوقوع في عشقها كل يوم، جعله يشعر بأنه مميز و فريد من نوعه.
وضع عمر زوجته في السرير و قبلها على رأسها ثم ابتعد قليلاً لينظر إلى وجهها. كم هي لطيفة وجميلة حتى في منامها.
هي دواء لكل داء!
....................................................................................
تضايق السينيور عمر فور شعوره بضوء الشمس يدخل الى عينيه السوداوتين وتقلب في نومته إلى جانبه الأيمن ليفتح عينيه ببطئ شديد متأملاً بأن تتقابل عينيه مع أجمل إنسانة في الكون و لكن خاب ظنه عندما رأى السرير فارغ.
اعتدل عمر في نومه و نهض قليلاً عندما لم يجد زوجته على السرير.
مسح على وجهه ليستفيق ثم وضع رجل من أرجله على الأرض لإدراك الموضوع.
اندهش عمر كثيراً عندما لم يجدها بجانبه فأين لها أن تذهب في هذا الصباح الباكر. و نهض عن السرير و بدأ بالمشي في أرجاء المنزل و هو يميل برقبته يميناً و يساراً لشعوره بألم فيها.
عند اقتراب الشاب صاحب الشعر الأسود من الحمام سمع و كأن شخصاً يتقيأ في داخله.
-دفنة...
نادى عمر عليها و هو يطرق باب الحمام و لكن هي لم تجبه لوجعها ثم قرر فتح الباب.
كانت دفنة قد أنهت ذلك العذاب و أغلقت غطاء الحمام سريعاً و امتدت يدها لجلب منديل لمسح وجهها.
-حبيبتي، هل أنت بخير؟
جلس عمر قرفصاء يربت على ظهرها و يخفف عنها ألمها و عيناه يملآهما الخوف و القلق المكتوم.
ضحكت دفنة مجبرة ثم رفعت رأسها قليلاً لتنظر على عمر الذي كان ما زال يربت على ظهرها.
-إنه الحمل...
تألم الرجل لألم زوجته ثم امتدت يداه ليمسك كتفها الأيمن و يساعدها على الوقوف.
-حسناً، تعالي لأغسل لك وجهك.
سمعت دفنة لكلامه و بدأت بالنهوض من مكانها و هي تستند عليه.
فتح عمر صنبور الماء و بدأ الماء بالهطول من الصنبور.
بدأ عمر بغسيل وجهها و جبهتها و رقبتها و عندما وصلا إلى فمها،
-لا تلمس فمي... فهو مازال متسخاً!
أبعدت دفنة يده بعيداً عنها ثم قربت يدها من الماء.
-لا تهذي دفنة. سأغسله لك ماذا في ذلك؟
أبعد يدها عن الماء و بدأ هو بغسل فمها عوضاً عنها و لم يتقزز من ذلك الشيء لأنها حبيبته و زوجته و من المستحيل أن يشعر بذلك، حبيب مكمل كما قالت دفنة!
أنت تقرأ
Cinderella And Her Prince
FanficRicorda stanotte, perché è l'inizio di tutto! ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ! بعد الفراقات و الأحزان و الآلام التي تعرض لها عمر و دفنة يحق للزوجين أن يعيشا بسعادة مع أطفالهما. عمر و دفنة من بداية خطبتهما الثانية و حياتهما اليومية سوياً و حبهما...