وضعت الفتاة لمساتها الأخيرة في مكياجها و نهضت عن مكانها لترتب نفسها و أغراضها للخروج. فهذا كان صباح يوم جديد و كانت تستعد للذهاب إلى عملها.
انتظرت الفتاة زوجها الذي استحم بعد قيامه بالرياضة و يرتدي ملابسه الآن و لكنه قد تأخر قليلاً. و عندما كانت تفكر فيه، التفتت لتنظر و إذ به أمامها.
-هل انتهيت؟
أومأ عمر رأسه و بدأ بتعديل ربطة عنقه أمام المرآة.
لاحظت دفنة شعره المبلل و الغير منتظم فقررت مساعدته. فأخذت مشطاً و ذهبت لتعديله.
حين رآها شاه السمر بجانبه أصبح يراقب حركاتها بدقة و من ثم بدأت هي تقف على أطراف أصابعها لتمشط له شعره.
-لنمشط شعرك الأسود أولاً!
ابتسم عمر الذي كان يراقب حركاتها ووقوفها على أطراف أصابعها، معلوم فهي اليوم ترتدي حذاءً رياضياً و ليس كعباً عالياً.
-أوووه لقد تزوجت واحدة من أقصر فتيات تركيا، هل تسرعت يا ترى؟
استمعت دفنة إلى ما قاله و لكنها لم تضحك و بدأت بأن تلاحظ أنها حقاً قصيرة و لكن هذا ليس ذنبها في أن تكون قصيرة. نظرت إلى داخل عينيه السوداوتين و زيفت نظرة ضيق.
-أنت طويل زيادة عن اللازم لست أنا القصيرة!
ابتسم عمر لمشاغبتها و مشاكستها ثم قرر الهجوم هو أيضاً.
-ماذا سنفعل الآن حين نرزق بطفل بهذا الطول؟ سيصبح طفلنا قزماً مثلك!
-هذا أفضل من أن يصبح طويل القامة يضرب الحائط حين الخروج من الباب.
حدقا الاثنين ببعضيهما للحظات دون فعل شيء و لكن لم يستطيعا أن يقاوما و ضحكا على ما كانا يقولانه.
حقاً، يحبان خداع و مشاغبة بعضهما البعض و لكن أصبح لا ينطلي على أي أحد منهما.
-لكن...
تكلمت دفنة لمقاطعة ضحك عمر لينظر إليها.
-... إذا كان طفلنا طويل مثلك، سأعاني عندما يكبر و أصبح قزمة البيت!
ابتسم عمر لتذمرها اللطيف ثم امتدت يده لتلامس وجهها.
-هذا جيد بالنسبة لي، فسنقبلك و نحتضنك كأنك طفلتنا الصغيرة!
ضحكت الفتاة على ما يقوله و فكرت في ذلك ملياً.
-هذا إذا لم تظهر تجاعيد وجهي.
وضعت دفنة يدها اليمنى على وجهها.
-مهما كبرتي ستظلين أنت طفلتي الأولى و الحلوة.
احمرت وجنتاها و هي تستمع إلى صوته العذب يقول كلاماً يشعرها بالدوار.
-كم أنت حلو اليوم.
ابتسم عمر و طبع قبلة على وجنتها.
-بالطبع سأكون بعد استيقاظي و أنت بجانبي! من يرى كل ذلك الجمال و لا يصبح هكذا؟!
ارتفعت يدا دفنة الاثنتين و التفت حول عنقه و نظرت عيناها إلى عينيه فابتسمت هو ابتسامته المعتاة و فتح فمه ليكمل.
-و أهم من هذا كله، هذا الجمال كله ملكي!
...........................................................................
-لقد تأخرنا حقاً!
قالت دفنة و هي تخرج من بوابة المبنى و على ظهرها حقيبة الظهر ناظرة إلى الرجل الذي يمشي إلى جانبها.
-لا تقلقي سنلحق، و إن لم نفعل.. سنحجز موعداً جديداً.
تأففت الفتاة لتذكرها ذلك الاجتماع الذي خرج لها من غير علمها في آخر لحظة.
فبعد خروجهم من البيت هذا الصباح، ذهبا سوياً إلى العمل و قاما بواجبهم ثم خرجا سوياً للحاق بموعد الطبيب.
-حسناً دفنة اهدأي لا بأس.
ركبا الاثنين السيارة و بدآ بالتحرك و محاولة اللحاق بالموعد الذي قد وضعه الطبيب للمرأة الحامل للاطمئنان على طفلها الصغير الذي يبلغ من العمر شهرين.
-و أيضاً الطريق مزدحم، يبدو أن حظنا سيء جداً اليوم.
تنهدت دفنة ببطء حين أرجعت رأسها للخلف و ظلت تنظر على السيارات الغير متحركة.
-حسناً فهمنا أننا لن نستطيع اللحاق بالموعد، هل يمكنكم التحرك إذاً؟
استسلمت الفتاة فوراً و أخذت تفكر في أشياء أخرى حتى يخف الازدحام.
-ماذا تريد أن تأكل اليوم؟
ضحك عمر على ما تقوله و كيفية تغير مزاجها في ثواني و التفكير بشيء آخر.
-لا أعرف، ما رأيك أن أحضر لك الطعام أنا اليوم؟
-حقاً؟
-ماذا تريدين أن تأكلي؟
-أتحضر لي من الاسباغتي خاصتك؟
أوقف عمر السيارة عندما وصل إلى نقطة الازدحام فيها كثير ثم عير وجهة نظره إلى فتاته و أخذ ينظر إليها لثواني ثم قرر الرد عليها.
-أنت تحبين الاسباغتي فقط... أنت تعرفين أنا أحضر أشياء أخرى.
-بالطبع أعرف حبيبي، أنا أعشق طعامك!
ابتسم عمر لما تقوله زوجته.
-يبدو أن مزاجك جيد اليوم.
-نعم، نعم جيد جداً... لما لا يكون جيد؟
أراد عمر المشاغبة معها قليلاً و استفزازها.
-ربما... لأننا لن نستطيع اللحاق بموعدنا؟
-لا، لن يفسد هذا مزاجي.
-لماذا يا ترى؟
ابتسمت دفنة و استرخت على الكرسي.
-أنا متزوجة من الشخص الذي أحبه... وأنتظر مولوداً عمره شهرين الآن، أليس هذا كافياً ليكون مزاجي جيداً؟
ابتسم عمر لكلامها و أمسك يدها اليسرى ليضغط عليها.
-معك حق، هذا كافي لإسعادنا و تغيير مزاجنا!
..............................................................................
-سننتظر بعض الوقت للدخول.
تأففت دفنة و جلست على الكرسي بجانب زوجها و بدأت تنظر إلى النساء الحوامل الجالسين و الواقفين و كل منهن تنتظر دورها هي أخرى.
-بالطبع سيحدث هذا عندما نتأخر عن موعدنا الأصلي.
تنهد عمر و أمسك بيد دفنة.
-ماذا نفعل إلى ذلك الحين؟
-لا أعرف...
حركت الفتاة ذات الشعر الأحمر رأسها لتنظر إلى زوجها.
-لنلعب!
-هنا؟!
تعجب عمر قليلاً لسماع كلامها و أراد أن يضحك في ذات الوقت و لكن لم يخرج ضحكته لأن هاتفه قاطع حدثهما و بدأ بالرن فترك يدها و أخرج الهاتف من جيبه.
-يجب أن أرد على ذلك.
نهض عمر من مكانه باحثاً عن مكان هادئ بعيداً عن ثرثرات النساء التي لا تنتهي و بدأ يتكلم في الهاتف بعيداً عن المكان ليتكلم براحة فأخذت دفنة تراقب الوضع من حولها و تشاهد النساء الحوامل.
-دفنة!
التفتت دفنة عندما سمعت صوتاً تشعر أنها سمعته قبل هذا فاتسعت عينيها عندما تفاجأت بذلك الشخص.
-سليم!
نهضت دفنة لتسلم على ذلك الرجل الذي سعد كثيراً لرؤيتها.
-كيف حالك؟ لقد اشتقت لك!
كلام سليم كان تلقائياً و لم يفكر إذا كان عمر معها أم لا.
-أنا بخير، و أنت؟
و في هذه اللحظات التي كانت دفنة تتكلم مع سليم، انتبه عمر الذي كان يتكام في الهاتف للشخص الذي كان يقف مع زوجته فعرف فوراً أنه رآه يوماً ما. عقد كلا حاجبيه عندما رأى الشخص المزعج الذي لم يتقبل رؤيته حتى.
-حسناً، سنتكلم لاحقاً!
أغلق عمر الخط مع الشخص الذي يتكلم معه ثم هم بالذهاب مسرعاً ناحية ذلك الرجل و في كل خطوة يخطوها، عصبيته تزداد شيئاً فشيئاً.
و مع دفنة التي مازالت تدرك وجود ذلك الطبيب الذي كان و قد تسبب في مشكلة مع زوجها في السابق.
-ماذا تفعلين هنا؟ هل أتيتي مع نيهان؟
-أنا...
لم تستطع البرتقالية أن تكمل جملتها حتى أتى الإعصار الذي قطع كلامهما و أمسك بخصر فتاته من الجهة الأخرى و أخذ ينظر إليه بحدة و حين رآه سليم، فزع و بدأ يأخذ بضع خطوات إلى الخلف.
-ع-عمر بيه!
-سليم بيه...!
نظر عمر بتلك النظرة إلى الرجل الذي مات رعباً لرؤيته.
أرجعت دفنة يدها إلى خلفها لتمسك بساعده لمنعه من خلق مشكلة ما في وقت كهذا وحينها قررت أن تصلح كل شيء بنفسها مثل ما فعلت سابقاً و لعدم تفوه سليم بنفس الحماقات مجدداً.
-أنا لم آتي هنا مع نيهان، أنا أتيت مع عمر لأني أنا الحامل!
تجمد سليم في مكانه ناظراً لها في دهشة. دفنة حامل بطفل، دفنة التي يعرفها!
حرك سليم عينيه لتقعا على الرجل الذي مازال ينظر له بحدة و من ثم بلع ريقه و قرر أن يغادر إذا أراد أن يحافظ على وجهه سليماً.
-حسناً، مبارك لكما خير ما فعلتماه... سأهرب أنا!
رحل الرجل من المكان مسرعاً قبل أن ينفجر الآخر فيه لأن مجرد رؤيته كانت تغضبه.
حركت الفتاة رأسها لأعلى لتنظر إلى حبيبها و إذ به مازال عاقداً لحاجبيه. بلعت دفنة لعابها خائفة من ردة فعله و حركت يدها من ساعده إلى يده التي كانت تمسك بخصرها.
-عمر...
قالت دفنة بصوت خافت لتطمئن أنه مازال هنا.
حرك رأسه لينظر لها بتلك النظرة الحادة التي مازالت على وجهه مما سبب لها رعشة في جسدها و أرادت أن تبرر له.
-أقسم لك أنه هو الذي أتى ليسلم علي و أنا لم أفعل شيئاً!
كانت تعابير وجه عمر الذي لا تتغير بسهولة تسبب له مشكلة أحياناً فبرغم أنه لم يكن غاضباً من دفنة ظنت أنه غاضباً منها. و طفولتها و برائتها هذه جعلته يبتسم تلقائياً مما أثار تعجبها. أمسك عمر يدها الأخرى و جلسا سوياً.
-أنا لست غاضباً منك، هو الذي مازال لا يلتزم حدوده، إنه معتوه!
ضحكت دفنة على ما قاله فهذه المرة الأولى التي تراه يسب فيها شخصاً ما بهذه الطريقة. فابتسمت و نظرت إلى عينيه.
-يبدو أننا مهما كبرنا و عشنا معاً، تلك الغيرة لن تتغير أبداً!
نظر عمر لها و ضغط على يدها بقوة.
-الغيرة القوية دليل على حبنا لبعضنا البعض دفنة، فرغم أنني أغضب كثيراً إذا جاء شخص و تكلم معك بتلك الطريقة و لكن... هي مفيدة قليلاً!
-تقول...
ابتسمت دفنة لتفهمه الوضع و عدم الغضب عليها لأنها كانت ستحزن كثيراً إذا حدث شيء ما و تشاجر بسببها.
-و غيرتنا هذه ستزداد كلما زاد حبنا لبعضنا.
أنت تقرأ
Cinderella And Her Prince
FanficRicorda stanotte, perché è l'inizio di tutto! ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ! بعد الفراقات و الأحزان و الآلام التي تعرض لها عمر و دفنة يحق للزوجين أن يعيشا بسعادة مع أطفالهما. عمر و دفنة من بداية خطبتهما الثانية و حياتهما اليومية سوياً و حبهما...