تنهدت الفتاة ببطء و أغلقت ذلك الملف المفتوح أمامها و من ثم نظرت إلى الساعة لتجدها السابعة مساءً.
نهضت من مكانها و ذهبت لتشرب القليل من الماء.
كانت دفنة تنهي أعمالها الباقية في البيت فأخذت تعمل على بعض الأوراق المهمة التي لم تستطع إنهاءها في المكتب و عمر هو أيضاً كان يقوم بعمله و يرسم الأحذية و لكن كالعادة منهما قاما بعملهما منفصلين لطلب التركيز.
و هي الآن قد أنهت عملها فقررت أن تذهب و ترى ما يفعله و ترى إذا أنهى عمله أم لا.
-هل سأزعجه يا ترى؟
أخدت البرتقالية تفكر في إذا كانت ستزعج زوجها أم لا فاستندت بيدها على الطاولة و تابعت تفكيرها.
و عندما كانت تفكر فيه، كانت ابتسامتها تعلو وجهها. فهي كانت تحبه كثيراً لدرجة أنها تفكر فيه كل ثانية و كل دقيقة. فتنهدت من تفكيرها المستمر.
-سأذهب فقد اشتقت له.
قبل ذهابها، نظرت الفتاة إلى الثلاجة لثانية و بعدها طرأت فكرة على رأسها و قررت أن تقطع له بعض الفواكه فهو يحبها.
...................................................................................
-حبي...
دخلت ذات الشعر الأحمر ممسكةً بصينية موضوع عليها بعض من الفواكه المقطعة في يديها و هي تنظر إلى زوجها بابتسامة. عندما رأى الرجل هذه الابتسامة ترك القلم من يده و أرجع ظهره للخلف و ابتسم و هو ينظر لها.
-حبيبتي...
-كيف حالك؟
دخلت الفتاة إلى داخل الغرفة و من ثم وضعت الصينية على المكتب بجانب رسمته التي لمحتها و أعجبت بها.
-ليس سيئاً، أنت؟
تنهدت دفنة و أمسكت إحدى التفاحات المقطعة و بدأت بتناولها.
-Özledim...
ابتسم عمر بتسلية ثم مد يده للإمساك بيدها البيضاء الأصغر من يده و يسحبها لناحيته.
-انظر للكلام!
أخذ عمر دفنة من يدها و أجلسها على رجليه و أصبح يشم رائحة شعرها.
-و أنا اشتقت أيضاً، الأعمال كثرت في الآونة الأخيرة و أنا لا أملك الوقت لكي نقضيه سوياً!
عبست دفنة و لفت ذراعيها حول رقبته و تنهدت بإنزعاج.
-نعم، هو كذلك. أنا حتى لا أتذكر آخر مرة جلسنا سوياً لنشاهد فيلماً.
تنهد عمر هو الآخر و رفع يديه ليضمها بالقرب منه.
-ماذا نفعل إذاً يا ترى؟ هل نهرب من هنا؟
ضحكت دفنة على ما يقوله و نظرت إلى وجهه.
-هل سنهرب فقط لأننا لا نستطيع أن نقضي يوماً بمفردنا؟
-سأختطفك و نقيم في جزيرة لوحدنا...
ابتسمت دفنة و بدأت بتخيل حياتهما سوياً كما يقول، في جزيرة وحدهما و جاء على مخيلتها طفلهما الصغير الذي يسكن داخل رحمها فبدأت بتخيلهما سوياً بجانب طفلهما و بالطبع بدون أي أحد معهما. فكم ستكون حياة جميلة إذا أصبحت هكذا.
-ممكن، و لكن... سنأخذ طفلنا معنا!
أومأ عمر رأسه عدة مرات و أخذ يفكر في نفس الشيء الذي تفكر به زوجته.
-بالطبع، بالطبع سنأخذه و نحضر له غرفة كبيرة مليئة بالألعاب التي يلعب بها.
ابتسمت دفنة بدفئ لمعرفتها أن عمر سيكون أباً رائعاً و سيفعل المستحيل لإسعاد أبناءه. فرؤيتها له هكذا يجلب الدموع إلى عينيها لأنها لم ترزق بأب مثله و تخلى عنها و رحل و لكي تمنع دمعتها و تمنع عمر من ملاحظة هذا قالت:
-بالطبع، و لكن ... يجب أن ننهي العمل أولاً.
التفتت دفنة لتنظر إلى رسوماته و أمسكت القلم.
-ماذا تفعلين حبيبتي؟
-خطر على بالي شيء، سأرسمه فوراً.
لم يعترض عمر على إمساكها القلم و قرارها بالرسم بعد تركها للتصميم لمدة طويلة ولكن تعجب من أنها أرادت أن ترسم الآن.
-حقاً؟ تريدين تصميم حذاء؟
نظرت دفنة له و هي ممسكة بالقلم و بدأت تحركه بين أصابعها.
-هممم، سوف يكون سيئاً الآن، أليس كذلك؟
حرك عمر رأسه نافياً.
-ليس هذا ما قصدته. ما أعنيه أنك تركتي التصميم لفترة طويلة.
-هممم، يمكنني تجربته الآن ربما أنجح.
بدأت دفنة برسم الأساسيات و عمر ينظر للرسمة من الخلف.
-اجعليه أطول...
امتدت يد السينيور ليمسك بيدها و أخذ يساعدها على الرسم.
-هكذا؟
-نعم!
بدا الاثنان كثنائي عمل رائع و في الوقت الذي كانا قريبين يعملان معاً، كانا سعيدين لقربهما هذا.
-كيف؟
-إنه رائع. أنا سعيد لأنك عدتي للتصميم مجدداً!
تنهدت دفنة و التفتت لتنظر لعمر مرة أخرى.
-أنا أظن أني أصلح في مجال السوقيات أفضل... إنه يريحني أكثر.
أمسك عمر بشعرها مرة أخرى و بدأ يحركه بين إصبعيه.
-و هل مازلتي لا تريدين أن تشبهيني؟
نظرت دفنة إلى عيني عمر و أخذت تتذكر سؤال عمر المتكرر عن سبب تركها للتصاميم بعد عودته من روما و من ثم علم من داريا أنها لا تريد أن تشبهه فنظرت له بنظرة قريبة إلى الخوف.
-... لم أرد أن أشبهك نعم، و لكن ستحبني رغم ذلك أليس كذلك؟
ابتسم عمر ابتسامة بسيطة دافئة و وضع قبلة على وجنتها و من ثم تنهد ببطء و احتضنها بهدوء.
-أنت حبيبتي دفنة، سأحبك مهما حدث!
أنت تقرأ
Cinderella And Her Prince
FanficRicorda stanotte, perché è l'inizio di tutto! ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ! بعد الفراقات و الأحزان و الآلام التي تعرض لها عمر و دفنة يحق للزوجين أن يعيشا بسعادة مع أطفالهما. عمر و دفنة من بداية خطبتهما الثانية و حياتهما اليومية سوياً و حبهما...