٢٥-ابحث عني!

1.3K 46 14
                                    

وقفت ذات الشعر الأحمر أمام الرجل النائم على السرير أمامها فكان هذا الرجل هو نفسه حبيبها و زوجها الوسيم فكان يبدو كالملاك النائم على سريرهما المشترك و أخذت تحدق عليه بابتسامة عريضة مرسومة على وجهها ناصع البياض و الجميل. كانت الفتاة ترتدي فستاناً أبيضاً جميلاً للنساء الحوامل.

و ببطء شديد جلست على حرف السرير الذي تركه لكي لا يقع أرضاً حينما يتحرك في نومه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

و ببطء شديد جلست على حرف السرير الذي تركه لكي لا يقع أرضاً حينما يتحرك في نومه. أخذت الفتاة تحدق به قليلاً بعد سعيدة و مرتاحة لرؤيته بهذا الشكل الطفولي النائم فحتى في نومته كان يبدو رائعاً جداً، بل أكثر من رائع في وجهه نظرها. كانت دائماً تسأل نفسها كيف لشخصٍ بأن يبدو بهذه الروعة حتى في أبسط حالاته.
تنهدت البرتقالية حينما شعرت بالشبع من النظر إلى وجهه الوسيم و بعدها أخذت تقترب شيئاً فشيئاً إلى حيث كان يضع رأسه على الوسادة و من ثم وضعت شفتيها على أعلى جبينه و وضعت قبلة بسيطة و خفيفة على جبينه و بعد ذلك ابتعدت عنه لتنظر إلى عينيه المغمضتين و اقتربت منه مرة أخرى لتقترب من أذنه اليسرى و همست بصوتٍ خفيف:
-عمر... حبيبي...
همست الفتاة في أذن رجلها و هو حرك رأسه للناحية الأخرى حينما شعر بصوتٍ جميل و عذب يدخل إلى أذنه و لكن بسبب عدم استيقاظه و استفاقته لم ينتبه لوجودها بجانبه عقدت دفنة حاجبيها لرؤيته هكذا ففي العادة كان الرجل يستيقظ من أي صوت و حركة يسمعها بجانبه و لكن الآن يبدو أنه أصبح أكثر كسلاً و لم يعد عمر الماضي أبداً. ابتسمت الفتاة و امتدت يدها اليسرى و أخذت تلامس وجهه الأسمر من بداية جبينه إلى ذقنه لتيقظه و بعدها انحنت مجدداً ليطبع قبلة على وجنته و عندما تأكدت أنه قارب على الاستيقاظ ابتسمت ابتسامة عريضة ثم ابتعدت لتنهض عن مكانها و بسرعة سارت إلى الباب لتخرج إلى خارج الغرفة قبل أن يراها.
عند خروج الفتاة فتح شاه السمر عينيه ليحدق على سقف الغرفة الذي يعلوه و بدون إبداء أي رد فعل بدأ يفكر في صوت الحورية الجميل التي أيقظته من نومته و كيف كان صوتها العذب يدخل أذنه و كان كالدواء للمريض الذي لا علاج له ففور سماعه ذاك الصوت يشفى فوراً. بدأ بتحريك رأسه يميناً و يساراً ليبحث عن ذات الشعر الأحمر متعجباً من عدم وجودها. نهض عمر من مكانه ليجلس على سريره و أخذ يحاول استيعاب الموضوع. استيعاب أنه في الصباح و استيعاب أنه قد سمع صوت حبيبته ييقظه منذ قليل. و لكن، لم لا يجدها الآن؟ هل كان يحلم بها تناديه أم ماذا؟
أنزل عمر قدميه من على السرير و نهض عن السرير ليمشي إلى الحمام ليغسل وجهه و يستفيق لأنه يشعر أنه مازال نائماً. و هو يغسل وجهه استرق نظرة الى الساعة ليجدها التاسعة صباحاً.
شعر هذا الرجل أنه أصبح أكثر كسلاً فلا يقوم بالتمارين مثل الماضي و يريد دائماً التواجد في البيت مع زوجته الجميلة رغم أنها دائماً تخبره بأن يذهب و يقوم بالأشياء الذي يريدها و لا يشغل باله بها فهي تحب كونها كالزوجة التي تنتظر زوجها العائد من الخارج. و لكن مهما فعلت و قالت لا يستمع إليها لأنه لا يريد أن يفوت أي لحظة بدون التواجد معها في نفس المكان و ضمها و شمها و إدخال رائحتها داخله.
يشعر أحياناً أنه كالمهووس بها و لكن هي دواء لكل داء يصبه فابتسامتها كافية جداً لإصلاح مزاجه المعكر و جعل يومه أجمل و أحلى.
انتهى عمر من غسيل وجهه و ذهب ليغير ملابس نومه إلى ملابسه العادية في المنزل و عند انتهائه، أخذ هاتفه ليضعه داهل جيبه و بدأ يمشي الى خارج الغرفة.
-دفنة... دفنة...
أخذ الرجل ينادي زوجته التي لا يجدها باسمها آملاً أن ترد عليه سريعاً لأنه لا يشعر برغبة الكلام في هذا الصباح الباكر و أصبح مندهشاً من عدم ردها له.
توقف الرجل فور خروجه من الغرفة ليحدق بباب غرفة ابنته المغلق و أخذ يحدق عليه لثواني و قرر الدخول إلى داخل غرفة ابنتهما لأنها في العادة تكون جالسة على الكرسي الهزاز و تقرأ لإمينة القصص و لكنه لم يجدها هناك. حك الرجل مؤخرة رأسه و عندما لم يجدها في الغرفة خرج منها ذاهباً إلى السلم لينزل إلى الأسفل و وصل شاه السمر إلى الطابق السفلي و أخذ ينظر يميناً و يساراً و لم يجدها في غرفة الجلوس.
-هل كانت ستذهب إلى مكانٍ ما اليوم؟
اندهش عمر عندما لم يستطع إيجاد زوجته و قرر الذهاب للمطبخ لأنه كان أمله الأخير في إيجادها. و حين وصل إلى المطبخ عقد حاجبيه في اندهاش لأنه وجد الفطور محضر و موضوع على الطاولة و بجانب ذلك كوب من القهوة فاقترب الرجل من كوب القهوة ليلامسه بأصابعه فلاحظ امتداد السخونة منه إلى أصابعه السمراء فأخذ يتسائل ماذا يحدث في هذا المكان و بدأ يشعر بغرابة الأمر.
أمسك عمر فنجان القهوة و بدأ يحتسيها و توقف عندما سمع هاتفه يحدث صوتاً يخبره باستلامه لرسالة فدفن يده في جيبه و رفعه إلى أعلى و عندما فتح الرسالة تفاجأ أنها من زوجته.
فَهَمَ فوراً بقراءة الرسالة متعجلاً و و متسائلاً عن سبب إرسالها للرسالة.
"دفنة غير موجودة، مهمة البحث عن دفنة"
عقد عمر كلا حاجبيه عندما قرأ الجملة.
-مهمة ماذا؟
حدق عمر بهاتفه لثواني و أخذ يقرأ الرسالة عدة مرات ليتأكد أنه كان يقرأ صحيحاً و من ثم أتته رسالة أخرى.
"بالمناسبة، شرب القهوة ممنوع عليك على بطنٍ فارغة يجب أن تأكل شيئاً في البداية!!"
ضحك عمر من كتابتها و لم يفهم شيئاً مما تقصده لأنه مازال نائماً فجلس على الطاولة و بدأ يتناول قليلاً من الطعام المحضر له تحقيقاً لرغباتها رغم أنها لم تكن بجانبه و لا تراقبه و عندما كان مشغولاً لإطعام نفسه التقطت عينيه ورقة مطوية على الطاولة فامتدت يداه لإمساكها و فتحها ليقرأ ما فيها.
"في وسط الضحكات و الابتسامات ستجد المفتاح... ابحث عنه!"
حدق عمر على تلك الورقة لثواني و من ثم أخذ يحك مؤخرة رأسه لا يفهم ماذا يحدث و لا يعرف لم تفعل الفتاة شيئاً كهذا. قرر عمر الاتصال بدفنة لكي يفهم منها ماذا يحدث و لكن هاتفها كان مغلقاً و لكن قد تركت رسالة صوتية بدلاً من الرد عليه.
-عمر بيه يا عمر بيه... أريد أن أختبر مدى ذكائك فاتبع تعليمات اللعبة!
ضحك عمر عندما سمع ما قالته بصوتها و فهم الآن المشاغبة دفنة و ما تريده و من ثم أنزل هاتفه إلى الأسفل و ارتسمت نظرة الحماس على وجهه.
-لنلعب إذاً دفنة هانم!
نظر صاحب الشعر الأسود إلى الورقة التي بيده مجدداً.
-وسط الضحكات، ستجد المفتاح..
همس عمر لنفسه و هو ينظر إلى الرسالة و أخذ يفكر ملياً بما تقصده هذه الرسالة. فبدأ يحك لحيته قليلاً.
-ضحك... ابتسامات؟
كانت اللعبة ستكون في البيت بالطبع لأن بيتهما كبير جداً و ستخبئ دفنة ما تريده فيه.
أخذ عمر يجرب حظه مع أول شيء أتى إلى رأسه و هي ابنته التي لم تأتي إلى الدنيا بعد. فالتفكير فيها فقط يجلب الضحك و الابتسامة إلى وجهه و إذا أراد التخمين فالتفكير يفعل نفس الشيء مع زوجته.
صعد إلى الطابق العلوي و دخل إلى غرفة الصغيرة و بدأ يحدق بها قليلاً يفكر فيما يجب البحث عنه.
و أخذ ينظر يميناً و يساراً و ينظر على السرير ووقع ناظره على الأدراج الموجودة بجانب الخزانة. فتح عمر كل الأدراج ليبحث عن ذلك المفتاح الذي كانت تقصده دفنته و لكنه لم يجد شيئاً مما خيب أمله و بعدها أخذ يحدق بالغرفة من حوله محاولاً حل اللغز دون إتعاب نفسه.
تنهد ببطء ثم عاد ليقف في مكان و يحك مؤخرة رأسه ليفكر ملياً فيما يفعله و هو يفكر، عينه وقعت على ذلك الجورب و الحذاء الذي صنعاه لإمينة فابتسم و سار إلى المكتبة لتمتد يده ليمسك بجورب من الجوربين لرؤيتهما عندما تذكر ذكرى صنعها له.
-إمينتي...
عندما أمسك الرجل بجورب من الجوربين وجد أنه كان ثقيلاً و عندما نظر إلى داخله وجد مفتاح سيارته فعرف فوراً أن هذا المفتاح هو ما قصدته الفتاة و لكن اندهش عندما رآه و لكن خمن أنه قد يستخدمه في شيء ما دفنة قامت به فأمسك عمر الجورب الآخر دون وعي منه و عندما نظر إليهما لإرجاعهما مكانهما لاحظ وجود شيءٍ بداخله و عندما نظر إلى ما في داخله وجد ورقة سوداء مكتوب عليها بالخط الأبيض وكانت عبارة عن رسالة أخرى فابتسم لنجاحه بحل اللغز الأول.
"الدفئ و الراحة... يا ترى أين يوجدان؟
-الدفئ... و الراحة؟
كان عمر يفكر مطولاً في ما كان مكتوب و أن أول أشياء أتي لعقله كانت ما تفكر فيها دفنة دائماً ظناً منه أنها تشبهه في أفكاره.
-غرفة النوم...
فبالطبع لن تكون السيارة مكاناً للراحة أبداً لأنه يجد عمر في غرفة نومه مع زوجته راحته و دفئه بوجودها بجانبه و في حضنه.
هم بالذهاب إلى الغرفة و عندما دخل أخذ ينظر حوله بتمعن. فأين لدفنة أن تخبئ الرسالة الثالثة يا ترى.
-أين يا ترى؟
نظر عمر حوله يميناً و يساراً و قرر البحث بنفسه في كل شيء ليجد الجواب. بحث فيأرجاء الغرفة و لكنه لم يجد شيئاً فجلس على السرير حين شعر بخيبة الأمل.
-دفئ... راحة.
تضايق السينيور من صغر الرسالة و لم يفهم أي شيء فرفع الورقة مجدداً لينظر لها فوجد أنها مختلفة عن الورقة الأولى في اللون حيث أن هذه الورقة كانت السوداء و الأولى بيضاء.
-هل انتهت أوراقها البيضاء لتستعمل ورقة سوداء؟
تنهد عمر عندما لم يستطع معرفة ما عنته بالرسالة و أخذ يفكر في أن يتصل بها مرة أخرى و لكن خاب أمله عندما تذكر أنها قد أغلقت هاتفها لكي تلتزم بقوانين لعبتها الغريبة التي لا يعرف لها سبباً إلى الآن.
نظر الرجل إلى الورقتين التي كانتا في يدٍ واحدة ومفتاح سيارته الذي كان باليد الأخرى و ابتسم لمحاولتها الطفولية بالقيام بلعبة كهذه.
نهض الرجل و قرر البحث في الأدراج و الخزانة فربما أرادت أن تصعبها عليه ليبحث في الأدراج و حين وصل إلى الخزانة فتحها و حدق بداخلها لاحظ وجود تيشرت أسود رجالي قد رآه يباع في محل في الأسبوع الماضي و علقت عليه دفنة مطولاً بقوله أنه جميل و أنه سيليق به إذا ارتداه و لم تقل شيئاً غير هذا و حينما أخبرها أن يشتريه أخبرته بينهما مستعجلان و عليهما الرحيل لضيق الوقت و هو الآن يرى نفس التيشرت الذي أحبته الفتاة سابقاً معلق أمامه فتفاجأ لوجوده أمامه و أخذ يتسائل عن سبب وجوده في مكانٍ كهذا و كيف أتى في الأصل و حين انتهى من تفكيره في كيفية وجوده في خزانته تأكد من أن دفنة قد أحضرته له، و لكن لماذا لم تخبره بهذا و قالت أنهما لا يملكان الوقت لشراء أي شيء؟

Cinderella And Her Prince حيث تعيش القصص. اكتشف الآن