٢٣-نحن أقوياء سوياً!

1.2K 43 5
                                    

-هل ستحتاجين هذا؟
نظر الرجل إلى زوجته الحامل التي كانت تبدو جميلة جداً حتى بعد حملها لطفلتهما الصغيرة و التي كانت تكبر يوماً بعد يوم داخل رحمها و هما يترقبون مجيئها بفارغ الصبر. كان الرجل يراقب تحركات زوجته السريعة التي كانت من هنا إلى هنا لأنها لم تغير عادتها إلى الآن و مازالت تتجهز في الآونة الأخيرة و في غضون هذه الدقائق الأخيرة تخرج مثل الملائكة مهما ارتدت من فساتين و مهما وضعت من مكياج.
تحركت الفتاة من السرير و أخذت تمشي إلى مكان المرآة لتجلس أمامها لتعدل هيأتها و وجهها التي كانت تظن أنهما سيئان و لكن إذا سألت زوجها سيخبرك أنه العكس تماماً و عندما سمعت سؤال زوجها التفتت لتنظر إليه و عينيها و قعت على يده المرفوعة و عرفت فوراً ما كان يعنيه لأنه كان يمسك بقرطها المفقود التي كانت على وشك البحث عنه بعد إنهاء مكياجها فَهَمَت بالنهوض من مكانها للذهاب إلى حيث كان يقف.
-أي!! نعم، أنقذتني حبي!
أخذت دفنة القرط من يديه و بدأت بمحاولة وضعه في أذنها فاستند عمر على الحائط و أخذ ينظر لها و هي تحاولة جاهدة بوضعه فارتسمت الابتسامة على وجهه و نظر إليها بصمت فتأففت الفتاة متضايقة.
-... لا أعرف لماذا أنا دائماً أضيع أقراطي؟!
-ربما لأنك جميلة حتى إن لم تضعيه...
كان عمر يغازلها حتى في أوقات انهماكها و انشغالها في شيء كهذا و عندما كانت تحاول أن تضع القرط و هي منشغلة بذلك و بمجرد سماعها لكلامه ضحكت بسبب ما قاله.
-انظر للكلام انظر!
لم يرد عمر عليها لأن مناقشتها ستكون بدون جدوى لأنه متأكد أنه دائماً على حق من ناحية جمالها و روعتها و عندما تأكد أنها كانت على وشك الانتهاء من عملها قرر البحث عن ربطة عنق تليق ببدلته الذي كان يرتديها. و عندما وجد واحدة مناسبة رفعها لأعلى و بدأ ينظر لها بتمعن يرى إذا كانت ستناسبه أم لا فالتفتت ذات الشعر الأحمر لتنظر له ثم ابتسمت و همت بالذهاب إليه لتأخذ منه ربطة العنق بيديها البيضاويتين الناعمتين.
-دعني أربطها لك.
حدق الرجل على زوجته لثواني و لم يمانع هذا و اقترب ليسمح لها بذلك فابتسمت الفتاة مجدداً و بعدها رفعت له ياقته و أخذت تلف الربطة حول ياقة عمر، نظر الرجل ليرى نظرة الحماس و الفرحة في عينيها فابتسم و قرر التكلم حول هذا الموضوع.
-أراكِ متحمسة لفعل هذا...
ضحكت الفتاة و لم تجاوبه إلى أن بدأت في إنهاء الربط و بعدها قررت الإجابة.
-.. لقد كنت أشاهد في تلك المسلسلات التي تتابعها جدتي أن من واجب الزوجة أن تربط ربطة العنق لزوجها قبل خروجه من البيت.
ما قالته جعل عمر يضحك و ينظر إليها فقال بسخرية:
-و أنت كنت تنتظرين هذه اللحظة لتقومي بفعل هذا؟
ضحكت البرتقالية و لم ترد و أخذت تقوم بعملها في تضييق الفتحة كي تضبط الربطة فضيقت الربطة جداً حتى بدأ عمر يتضايق بسبب ضيقها فقرر إخبارها بهدوء حتى لا تشعر أنها ارتكبت ذنباً.
-و لكن هكذا سأموت...
وسعت دفنة الربطة بسرعة عن ما كانت عليه لتريح شاه السمر فرغم أنها كانت متقنة لعملها و لكن كانت تزيد عليه بكثير.
-Çok özür dilerim aşkım, iyimisin?
-İyiyim, merak etme..
تركت دفنة ربطة العنق بعد ما وسعتها له فأخذ هو الفرصة للقيام بفحص ما فعلته زوجته فحدقت دفنة عليه و هو يسير لينظر إلى المرآة و يرى كيف ربطتها ثم ابتسم عندما تأكد أنها بارعة في هذا.
-هذا ليس سيئاً في الحقيقة، أنت بارعة في هذا!
ابتسمت البرتقالية بهدوء لأنها كانت تريد قول شيء و لكن نست بسبب تجهيزاتهما فتنهدت و قررت قوله الآن.
-أقول..
-قولي.
نظرت دفنة إلى عيني عمر ثم قررت التكلم بعد ما عادت بناظرها إلى الربطة مجدداً و أخذت تضبط له الربطة مجدداً.
-إيسو هو صديقي منذ الصغر، أعرف أنك لا تحب الازدحام و ما شابه و لكن...
-تمام دفنة فهمت...
فهم الرجل ما كانت تعنيه فوراً و قرر مقاطعة كلامها قبل تكملته لأنه يعرف باقي الحديث.
-حقاً؟
-أنا لن أمل سريعاً و سأظل إلى نهاية العرس لا تخافي.
عقدت الفتاة حاجبيها و أخذت تنظر له بتفاجؤ و ضحكت بسخرية مما سمعت منه
-ما هذا التغير المفاجئ سينيور إيبليكجي؟
كان هذا السؤال لتذكرها لعمر القديم الذي كان يتهرب من الأماكن المزدحمة، شعرت أنها تكلم شخصاً مختلفاً تماماً.
-... هذا ليس بتغير و لكن كله لأجلك... و لأجل إيسو أيضاً.
انتهت دفنة من عملها ثم رفعت يدها لتمسك بوجنتيه و تضغط عليها.
-روحي أنت! كم أنت حلو؟ لا أفرط فيك أبداً!
ثم اقتربت منها و رفعت نفسها على قدميها لتضع الفتاة قبلة على وجنته اليمنى ثم اليسرى و بعدها عادت لوضعها الطبيعي لتنظر على شكله بعد وضع ربطة العنق.
-كم أصبحت وسيماً الآن.
ضحك عمر على ما قالته ثم حدق بها.
-نعم، لهذا وقعت في حبي!
-اممم...
أومأت دفنة برأسها و أخذت ترتب له جاكت البدلة التي كان يرتديها خصيصاً من أجل العرس.
-كنت أشعر و أني أموت و لا أستطيع أن آخذ نَفَسي بسبب حبي لك!
ابتسم الرجل لوهلة ثم نظر لعينيها و وضع يده على خصرها ثم عقد حاجبيه مندهشاً مما تقوله هي.
-غريب، أنا أستطيع أن أتنفس بعمق عندما أكون معك...
أجاب الرجل امرأته بعد ما سمع منها هذا الكلام ليجد الابتسامة ترتسم على شفتيها و الضحكة تخرج من فمها.
-أعرف، أعرف!
حدق عمر بها لثواني معدودة ثم قرر سؤالها.
-من أين تعرفين يا ترى؟
ضحكت دفنة بعلو صوتها و كانت على وشك التكلم فقفزت في عقلها ذكرى مزرعة الخيول جعلتها تعض كلتا شفتاها لكي لا تتكلم و تفضح نفسها.
عقد شاه السمر حاجبيه لغرابة شكلها و عدم فهمه لما يحدث.
-هل أنت بخير دفنة؟
-بخير، بخير...
لفت جسدها إلى الناحية الأخرى و أرادت أن تشغل نفسها بشيء آخر لكي لا تجيب على سؤاله.
-لم تجيبيني...
بدأت الفتاة بتحريك عينيها في الغرفة لتفكر في إيجاد حجة أو كذبة ما لكي تقولها كي لا يعرق ما تخفيه خاصة أنها لم تخبره سابقاً بهذا فخافت أن يغضب أو يحزن لعدم إخبارها بهذا الشيء.
-شي... اممم... لقد علمت حبي، علمت من...
كانت الفتاة تتخبط كثيراً لكن لأن عمر كان يعرفها جيداً عرف أنها تخفي شيئاً ما و لكنه لم يعلق على الموضوع فمهما كان هذا الشيء سيكون قد أصبح في الماضي و هو قرر ترك الماضي و النظر إلى مستقبلهما سوياً.
-... علمت لأني أحبك!
ثم وقع ناظرها على كتاب موجود في غرفتهما كان عمر يقرأه قبل ما يخلد إلى النوم البارحة ثم وجدت حجة جديدة.
-... فقد قرأت في كتاب ذات مرة أن الثنائي الذي يحب بعضهم البعض يشعرون بمشاعر بعض!
ضحك صاحب الشعر الأسود على زوجته ضحكة مكتومة حتى لا تشعر أنه يعلم أنها تكذب عليه ثم قرر عدم المناقشة معها في ذلك الشيء الذي لا يعرف ما هو.
-ربما تعطيني ذلك الكتاب لأقرأه يوماً ما...
أومأت دفنة برأسها و بدأت تفكر في مخرج ما لكي ينقذها من هذه الورطة التي ورطت بها نفسها مجدداً حتى أنها كانت تفكر بتأليف كتاب لكي تثبت له أن كلامها صحيح.
ترك عمر زوجته لتكمل مكياجها و و تحضير شعرها و عندما انتهت من كل هذا، التفت بفستانها الأبيض الجميل و ابتسمت.

Cinderella And Her Prince حيث تعيش القصص. اكتشف الآن