فتحت جميلة الجميلات بياض الثلج عيناها لتتقابل مع سقف الغرفة الذي كان يعلوها. كان ذلك السقف مألوف لها، نعم هو سقف غرفتها التي تتشاركها مع عمر.
نعم، عمر. تذكرت الفتاة أن ليلة أمس كانت أجمل ليلات حياتها التي عايشتها إلى الآن. في هذه الليلة عاشت حلمها لتتزوج الشخص الذي تحبه و هي الآن في صباح اليوم التالي في فراشهما و تدرك ما حدث إلى الآن.
نظرت ذات الشعر الأحمر إلى جانبها الأيمن لتبحث عن شخص ذو شعر أسود بعد تخيله أنه ينام على الوسادة التي بجانب وسادتها و يلف يده خلف ظهرها لضمها إلى صدره لتدفئتها و لكنها لم تجده. فتحت كلا عينيه بتوسع و هي مازالت تريح رأسها على الوسادة ثم تثائبت و بدأت بحك عينها النعسة. نهضت الفتاة ببطء لتجلس على سريرهاو تشاهد غطائها السميك بشرود.
أين يكون قد ذهب في هذا الصباح؟
سألت دفنة نفسها و هي شاردة و تفكر في عمر الذي تركها وحيدة في سريرهما.
هل يعقل أن يكون قد ذهب للرياضة؟
لا لا، نحن أصلاً مسافرون لم يذهب للقيام بالرياضة؟
كانت أفكار دفنة تدور في رأسها و لكن مازال جسدها نائم لا يستجيب. و من ثم وضعت كلتا يديها على وجهها محاولة إفاقة نفسها.
في لحظة، مر قطار من ذكريات أليمة لذهاب عمر بعد زواجهما الأول و بدأت تتوتر و بسرعة رمت الغطاء بعيداً عنها لتنزل عن السرير.
-عمر...
همست دفنة باسمه و كادت أن تنهض و لكن سمعت أصوات خطوات من خلف الباب. سمعة تكات الباب يفتح و يدخل أميرها مبتسماً فور رؤيته لها مستيقظة و تنظر بهذا الجمال له.
-عمر.
ابتسمت دفنة فرحاً عندما رأته أمامها و ظلت جالسة مكانها عندما لاحظت قدومه و يحمل صينية طعام و فيها كوب من الشاي.
-استيقظت حبيبتي الجميلة، صباح الخير!
سار عمر ناحية الفتاة الجالسة على السرير و من ثم وضع عمر الصينية أمام أرجلها و ذهب ليقبل وجنتها. و من ثم نظر إلى عينيها ليلاحظ ذلك التوتر و الخوف يملآ عيناها. مسح على خدها بإبهامه الأيمن.
-ماذا حدث؟ هل أنت بخير؟
أومأت دفنة رأسها و ابتسمت ابتسامة عريضة.
-أنا بخير، بخير جداً!
ابتسم لجوابها و من ثم جلس أمام الصينية لتلحظ دفنة ما فعله. حدقت على الطعام للحظات و من ثم رفعت رأسها لتنظر عليه و علامات التعجب تملأ وجهها. ثم ابتسمت بتعجب لما فعله حبيبها في صباح باكر مثل هذا. و تعجبت أكثر عند قدومه بالفطور إلى السرير من أجلها.
-كيف نمتي يا عروستي الجميلة؟
أمسك عمر شريحة خيار الذي وضعه في طبق ما على الصينية ليضعه في فم دفنة. قبل استطاعتها السؤال عن ما فعله. مضغت دفنة ببطء ما في فمها و حاولت التكلم قبل أن يضع شيئاً آخر في فيه.
-لماذا كل هذا؟
نظر عمر عليها و ابتسم و هو يأكل من الطعام الذي حضره من أجل زوجته.
-يجب أن نراعيكي و نهتم بك جيداً.
ابتسمت دفنة في خجل و انحنت قليلاً لتبدأ بالأكل لوحدها و هي سعيدة لما فعله عمر.
-تقول أنك تفعل هذا من أجل طفلنا إذاً و ليس من أجلي؟
كانت مشاكسة دفنة لا تنتهي و هي أرادت أن تقوم ببعض المشاكسة لترى رد فعل السينيور.
-من أجلكما... من أجل طفلنا و من أجل حبيبتي دفنة.
نهض عمر عن سريره و هو ينظف يديه مما أثار دهشة الفتاة أكثر.
-إلى أين؟
-سأحضر الحقائب... في الأصل سيأتي شكري بعد ساعة و نصف.
-ألن تتناول الفطور؟
توقف عمر للحظات لينظر إلى وجهها الجميل ثم قرر الإجابة.
-استيقظت باكراً و تناولته.
-كنت قد أيقظتني لنتناوله سوياً.
شعرت البرتقالية بقليل من الحزن لأنها فوتت تلك اللحظة التي تتناول العروس الفطور مع زوجها.
-لم أرد إيقاظك لأنك بدوتي جميلة جداً و أنت نائمة.
قال عمر هذا ووضع سبابته على أنفها الصغير لإرجاع رأسها إلى الوراء قليلاً.
-يعني... من الممكن أن تيقظني.
صمتت دفنة لثوان عدة ثم تكلمت مرة أخرى لمقاطعة صاحب الشعر الأسود.
-أنت تقول أنك ستحضر الحقائب... دعني أساعدك إذاً!
كادت دفنة أن تنهض من مكانها أجبرها زوجها على الجلوس مرة أخرى عن طريق وضع يداه على كتفها وإجبارها على الجلوس.
-توقفي ماذا تفعلين؟
-سأساعدك...
-لا كلي طعامك أنت، و تغذي جيداً.
ترك الشاب عمر زوجته في مكانها التي كانت تنظر عليه ببلاهة و الابتسامة ترتسم وجهها الأبيض. و من ثم حركت رأسها لتنظر على طعامها مقررة أن تتناول الطعام لأنه قام خصيصاً به من أجلها.
بدأ عمر بتحضير الحقائب و هي تراقبه و تخبره بما ستأخذه و ما لن تأخذه ففي النهاية هم ذاهبون إلى روما لأسبوع واحد من أجل ضغوط العمل لكليهما.
و لكن قرر الثنائي أن يستمتعا بوقتهما حتى لو قضيا يوماً واحداً ففي النهاية إنه شهر العسل و يجب أن يكونا سعداء. و أيضاً بسبب ضغوط العمل أخبر عمر دفنته أن المرة القادمة التي سيذهبون فيها إلى روما سيكون مع طفلهما الصغير الذي يكبر كل يوم عن اليوم الذي يسبقه.
نهضت دفنة بعد ما أنهت فطورها و شربت كوب شايها. فبرغم أنها تعرف أن الشاي غير جيد للحوامل ولكن سمح عمر لها بمجرد كوب وحيد يومياً. و هي مطيعة لهذا و لا تشرب أكثر من كوب لأجل طفلها.
نهضت و تمشت ببطء إلى أن وصلت إلى عمر الذي كان مشغول يضع كلاً من ملابسه و ملابسها في الحقائب. احتضنت دفنة عمر من الخلف و ضغطت على صدره بيديها و أخذت تتنفس من رائحته.
تجمد عمر مكانه من حركتها و أراد أن يقول أو يعلق على ما فعلته و لكنها تكلمت قبله.
-أنا أراك متحمس و هذا دليل على سعادتك.
ابتسمت دفنة بدفئ لتضغط رأسها على ظهره.
-تقولين...؟
-نعم، و أنا سعيدة لرؤيتك هكذا عمر، شاهدت لحظة تاريخية و أنا سعيدة بذلك.
مازالت دفنة مبتسمة حتى بعد ما فاجئها عمر بالالتفاف و ضمها إلى صدره بعدما إلتفت يداه حول خصرها.
-نعم دفنة، أنا سعيد جداً لأنك هنا. أنت تكملين كل ما ينقصني...
رفعت دفنة رأسها و بدأت بتذكر عرسهما في اليوم الفائت الذي كان أكثر من رائع و تلك الرقصة التي قاما بها سوياً. كانت عيناهما تتكلمان و هما صامتان، أعضاء حركتهما تتحرك بتناغم و حس رقيق و كأن كل منهما يفهمان جيداً ما يشعر به الآخر و ما يحزنه و ما يبهجه. و هذا كان صحيحاً بالفعل لأن دفنة كانت تعلم ما يضايق عمر و تنظر نظرات حادة إلى بعض الأشخاص الذين قد يضايقوه. و عمر أيضاً كان يفدي روحه إذا رأى دمعة واحدة على خدها.
عندما فكرت دفنة في ذلك ثم حاولت ألا تشتت رأسها الآن في تفكير في جمال اليوم الماضي من اللحظة التي استيقظت فيها على سريرها في بيتها القديم و اللحظة التي نامت فيها مع حبيبها و زوجها على سرير واحد في بيتها الجديد.
بلعت دفنة لعابها و فصلت يداها من عمر لكي لا تشتت نفسها أكثر من هذا.
-حسناً، إذاً... أنا سأرتب الوسط هنا و من ثم سأستحم و بعدها سأتجهز.
أومأ عمر رأسه ليراقب خطواتها الصغيرة إلى السرير لحمل الصينية.
-أتريدين المساعدة؟
هزت دفنة رأسها نافية ثم انحنت للأسفل لحمل الصينية. لم تكن دفنة تحب التدلل كما قالت لها نيهان بأن تفعل لأنها كانت تمل من كثرت الراحة و لهذا إذا كانت عندها الفرصة لعمل شيء و هي بخير كانت تفعله دون كسل. فكانت تنظف الأواني و الكاسات و الوسط على الأغلب عند شعورها بالملل الشديد. فها هي الآن لا تشعر بالتعب و تستطيع حمل الصينية إلى أسفل فلم التدلل؟
...................................................................................
-أنا جاهزة!
نزلت دفنة من أعلى السلم ترسم وجهها ابتسامة لتنظر إلى زوجها الذي كان و قد انتهى من ارتداء ملابسه قبلها بكثير. نظرت دفنة على الأرض لتجد حقيبتين. واحدة لها و الأخرى لعمر فجاءت على خاطرها ذكرى ذاك اليوم الذي فكرت في قرارهما المجنون بالهرب و ترك كل شيء ورائهما.
ابتسمت مما أثار فضول عمر لمعرفة سبب ابتسامتها.
-أنت تضحكين؟
رفعت دفنة رأسها فجأة لتنظر له و علامات الدهشة على وجهها. لم تلحظ دفنة أن ابتسامتها كانت كبيرة لدرجة أنه يلحظها و هي تنظر على الأرض.
-نعم... أضحك.
-لماذا يا ترى؟
سارت دفنة إلى جانب عمر ووضعت يدها اليسرى على ذراعه العلوية ليمشيا سوياً كزوج و زوجة.
-تذكرت عندما فكرنا في السفر و ترك كل شيء ورائنا و لكن أقنعتنا زوجة عمك بالبقاء حين قالت ذلك الكلام المؤثر.
ابتسمت دفنة ناظرة لعيني عمر الذي كان ينحني ليجمع الحقائب و ظل محدقاً على الحقائب لبضع ثوان ثم أدرك ما كانت تقوله زوجته.
-ها... ذاك الشيء أجل.
ابتسم عمر على تلك الذاكرة و لم يعلق كثيراً لأنه في وقتها لم يكن يهتم لكلام أي أحد و كان سيفعل ما يجب عليه فعله لإسعاد دفنة فقط.
-عمر...
-قولي روحي.
-سأسألك شيئاً...
-اسألي.
ترددت دفنة في البداية و لكن عمر أعطاها الإذن لتسأل ما تريد.
-هل كنا سنصبح سعداء إذا فعلنا هذا حقاً؟
شرد عمر لدقائق ثم رفع رأسه عن الأرض لينظر إليها ليجد نظرات التوتر الدائمة مرسومة على وجهها. لا يعرف لم توترت و لكن اعتاد عليها هكذا.
-يعني...
-يعني... هل كنا سنصبح أفضل لو كنا افترقنا عن أحبابنا بهذه الطريقة؟ أنت حينها كنت ستفعل ما أريد أنا و لم تكن ستفعل تريده أنت.
تنهد عمر و بدأ يفكر عميقاً فيما قالت و عندما أصبحت الإجابة جاهزة في رأسه أخرجها على لسانه.
-حقيقةً،كنا سنكون سعداء و لكن كان سينتابنا ذلك الشعور الناقص لمشاركة فرحتنا مع الناس.
ابتسم عمر حين تذكر شيئاً.
-فمثلاً فرحة الناس بحملك. صحيح، أنا كنت آخر من يعلم...
حكت دفنة رأسها خجلاً و أرادت أن تفسر له و لكن بدأ بالتكلم مرة أخرى.
-و لكن تلك العيون اللامعة السعيدة من أجلي التي كانت تنظر إلي لأني سأصبح أباً... كانت مذهلة!
سعدت دفنة كثيراً لسماع هذا منه و سعدت كثيراً أنها لم تندم على إخباره بتلك الطريقة المميزة.
-لكن...
قطع عمر تفكيرها الدافئ بذكرى معرفته بالحمل و حملها بين ذراعيه و الدوران بها كأنها طفلة صغيرة.
-لقد كنت مع كلام زوجة عمي... كان كلامها صحيح مئة بالمئة... لأني شعرت ذلك الشعور الذي وصفته بالنقص.
نظرت دفنة إلى عيني عمر. كم هو جميل و لطيف يفكر فيها هي فقط و يفعل المستحيل لإسعادها. يا له من رجل!
-ولكن إذا كنتي قد أردتي الرحيل... كنت سأرحل معك.
ابتسمت دفنة و رفعت يدها اليمين لكي تضعها على وجنته اليمنى لتلمس لحيته بلطف.
-أنت روحي...
نظر الشاب صاحب الشعر الأسود إلى عيناها ثم أمسك يدها و طبع قبلة على راحة يدها.
سأفعل المستحيل لإسعادك دفنتي...
ابتسمت دفنة ابتسامة دافئة لشعورها بالسعادة و الراحة و من ثم قطعت لحظتهم الجميلة رنين جرس الباب.
-يبدو أن شكري قد جاء.
-هيا إذاً.
انحنت البرتقالية لتمسك بحقيبة من الحقائب و لكن رأت رد فعل سريعة من عمر الذي ضرب يدها ضربة خفيفة لإبعادها.
-لا تهذي!
حمل عمر الحقيبتين و بدأ يسير ناحية الباب و أمامه صاحبة الشعر الأحمر.
...................................................................................
-أنت لم تركبي طائرة من قبل؟
فتحت دفنة غطاء النافدة التي تجاورها لتنظر إلى أرضية المطار من الطائرة التي كانا يركبانها مبهورة بكل شيء تراه. و عندما رأى عمر رد فعلها و انبهارها بكل تلك الأشياء أراد سؤالها للتأكد.
حركت دفنة وجهها المبتسم بابتسامها تكاد أن تشق وجهها و لم تستطع إخفاء سعادتها تلك ثم هزت رأسها نافية لسؤالها.
-لا لم أفعل... قلت لك قبل هذا على المعرض و ما شابه و لكن أبطلوه.
-هممم.
أرجع عمر رأسه إلى الوراء و هو يراقبها في ابتسامة هادئة. كانت حركاتها لطيفة جداً، كالطفلة الصغيرة التي تذهب لمكان لأول مرة. كانت تتكلم عن مدى سعادتها كثيراً و لكن لم يكن منتبهاً لما تقوله لأن جاذبيتها و جمالها كانت أكبر من أي شيء آخر.
-لكن...
قطع عمر كلام دفنته التي كانت تتكلم كثيراً. فالتفتت له و نظرت إلى وجهه لتنتظر قوله ما يريد.
-إن لم تركبي طائرة قبل هذا... فعليك أن تحذري.
تغيرت ملامح دفنة و نظرت إلى عمر و علامات الاندهاش تملأ وجهها الجميل ثم بلعت ريقها لخوفه مما يقول.
-أحذر؟ أحذر من ماذا؟
أخذ عمر نفساً طويلاً و أرجع رأسه إلى الخلف مرة أخرى ليريح رأسه ثم أغلق عينيه.
-عند إقلاع الطائرة، يجب عليك إغلاق عينيك لكي لا تخرجان.
عقدت دفنة حاجبيها لسماع شيء كهذا. و من ثم أحست بالشك حيال الأمر.
-أن-أنت تمزح، أليس كذلك؟
-لا، لم سأمزح؟
بدأت ضربات قلب دفنة تزداد لسماع هذا الشيء. فبالرغم من ركوبها الأول للطائرة، لم تحب خوفها أبداً.
"الرجاء ربط الأحزمة للإقلاع"
ذعرت ذات الشعر الأحمر في مكانها و من ثم مدت يداها سريعاً للإمساك بيد زوجها الجالس بجانبها بقوة و هو يحاول كتم ضحكته و يراقبها في صمت.
و عند بداية الإقلاع، أغلقت دفنة كلا عينيها بقوة و أخفضت رأسها لتدعي أن يحفظهما الله و يصلا بالسلامة، و يدها تضغط على يد عمر لطلب الأمان.
كان عمر مستمتع بسذاجتها و براءتها لدرجة لا توصف. فهو يحبها هكذا. يحب خداعها و يحب رؤية وجهها عندما تتم خداعها. لا يحبه فقط بل هو يعشقه و طالما كانت هذه لعبته المفضلة على الإطلاق. فهو يحب كثيراً عدم تغيرها و بقائها كالطفلة الحلوة، هي دفنته الحلوة.
عندما تم الإقلاع بالطائرة و أصبح الجميع يفك أحزمته للشعور بالأمان، فتحت دفنة كلتا عيناها لتنظر أمامها للتأكد من سلامتها و تتأكد أن عيناها سليمتين لم تخرجا من مكانيهما.
حركت رأسها ناحية اليمين لترى أن عمر ينظر لها و الابتسامة تملأ وجهه الوسيم.
-لحظة... لم لم تغلق عينيك؟
لم يرد عمر على زوجته و ظل مبتسماً ابتسامة استمتاع.
اعتدلت الزوجة ذات الشعر الأحمر في جلستها لتنظر إلى عمر التي اندهشت و تعجبت من ابتسامته.
-لم تبتسم؟ لا تبتسم هكذا!
لم يستطع عمر مقاومة لطافتها و ظرافتها و ضحك رغماً عنه.
-لحظة... هل خدعتني مرة أخرى؟
لم يرد عمر عليها.
-هل تسخر مني عمر؟ أنا كنت أموت هنا و أنت!
بدأت دفنة الساذجة تغضب من عمر الذي كان دائماً يخدعها و يستمتع بهذا. و لكن هي تعرف أنها هي المخطئة. ما كان يجب عليها تصديقه أبداً. اعتدلت البرتقالية في جلستها و ضمت يداها إلى جسدها.
-أنا هنا أخاف و أغلق عيني من الرعب و أنت...!
إلتفتت بوجهها لتنظر إليه و هي عاقدة حاجبيها.
-... مستمتع برؤيتي خائفة!!
مد الشاب يده لتطل يدها التي كانت بجوار جسدها و طبع قبلة رقيقة على ظهر يدها.
-أنا أستمتع برؤية وجهك الذي يتغير في الدقيقة آلاف المرات.
زال غضب دفنة فوراً عند سماعها ذلك الكلام من زوجها و لكن كانت تريد أن تبقى على موقفها معه فأخذت يدها بعيداً عنه و ظلت تنظر أمامها.
-لن تجعلني أسامحك بسهولة هذه المرة عمر بيه!
ضحك عمر لمشاغبتها و عرف أنها تحاول خداعه كما فعل هو و لكن لم تنطلي عليه مثلها.
-حسناً إذاً.
استرخى عمر على الكرسي و أغلق عينيه و أخذت دفنة تنظر على السحاب خارج الطائرة مبهورة بالمنظر.
فتح عمر عينيه ليرى دفنته تنظر من النافذة و من ثم مد يده ليمسك يدها مرة أخرى ليفاجئها.
-أنا سأنام قليلاً و لكن هذه تلزمني.
أخذ يدها ممسكاً بها بقوة و ضمها إلى صدره و أغمض عينيه مرة أخرى لتبتسم دفنة لبراءته و لطافته.
غطى عمر في نوم عميق بسبب استيقاظه باكراً في يوم كهذا و ظلت دفنة تراقب الأرجاء و تراقب المنظر الأكثر من رائع إلى أن شعرت بالنعاس فوضعت رأسها لتستند بجبهتها على جبهة عمر لتشم رائحته التي جعلت النوم يأتي إلى عينيها هي الأخرى و في أثناء نظرها إلى وجهه الوسيم و البريء راحت في النوم و هي تقول:
Ricorda stanotte, perché è l'inizio di tutto!
"ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ."
أنت تقرأ
Cinderella And Her Prince
FanficRicorda stanotte, perché è l'inizio di tutto! ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ! بعد الفراقات و الأحزان و الآلام التي تعرض لها عمر و دفنة يحق للزوجين أن يعيشا بسعادة مع أطفالهما. عمر و دفنة من بداية خطبتهما الثانية و حياتهما اليومية سوياً و حبهما...