جلست ذات الشعر الأحمر على الكرسي الذي أمام الطاولة لتطلق تنهيدة طويلة دلت على تعبها و انهاكها الكبير في هذا اليوم فأخذت تنظر لما أمامها. فكانت ما تنظر له هو المنضدة الموجودة في المطبخ. فكانت تحدق على ماكينة القهوة تنتظرها بهدوء إلى أن تنتهي من عمل القهوة لينتهي عذاب انتظارها و من جهة أخرى كانت كلتا يديها على ركبتيها تدعكهما بلطف للتخفيف من آلام الحمل و زيادة الوزن التي كانت تدمرها بسبب جسدها الهزيل هذا.
كانت الفتاة داخل بيتها ترتدي ما يريحها من ملابس من بيجامة و قميص البيجامة الذي يحتضن بطنها الكبيرة جداً ففي النهاية هي في بين الشهر السابع و الثامن تجلس داخل مطبخها و تعد القهوة بعد عودتها من يوم عمل شاق و طويل.بعد مجيئها من العمل مع زوجها الوسيم قرر الرجل مكافأتها بطعامٍ رائع من صنع يديه لاسترجاع طاقتها و بعد انهائها للطعام قررت الجلوس و مشاهدة التلفاز على برامج للنساء الحوامل قد اكتشفتها صدفةً عندما كانت تغير القنوات وهي و زوجها بعد ما ألحت عليه مشاركتها في المشاهدة فقرر الاستسلام و الاستفادة بأي شيء حتى لو كان بسيط إلى أن قطع عليهما شخص مشاهدتهما للتلفاز و زارهما ضيفاً فجأة.
و القهوة لم تكن الفتاة تحضر لها بل كانت تحضرها لزوجها و ضيفه الذي كان سنان صديق عمر منذ الطفولة اللذان كانا يجلسان على الكراسي الموجودة في الحديقة أمام المسبح يتحدثان عن شيءٍ لم ينتبها الفضول لمعرفته لهذا استأذنت منهما و أخبرتهما أنها ستحضر لهما قهوة لذيذة من صنع يديها رغم أن صديق زوجها سنان أخبرها بألا تتعب نفسها و أنه لا يريد شيئاً منها و لكن هي قالت أنه في بيت الكرم لهذا لن يرحل قبل أن تضيفه شيئاً.
و ها هي الآن تنظر إلى الفراغ منتظرة ماكينة القهوة المملة بأن تنهي ما تفعله من تحضير فنجانين من القهوة اللذيذة.
و في مكانٍ آخر استغل سنان صاحب الشعر البني الفرصة بقول ما يريده لصديقه بسبب وجوده في بيته و كان ينتظر رداً منه.
-ماذا تقول عمر؟
نظر صاحب الشعر البني إلى صاحب الشعر الأسود و هو متحمس جداً لسماع إيجابته و لكن خيب الرجل آماله عندما أغلق عينيه ليهز رأسه نافياً.
-لا...
تأفف سنان حينما شعر بملل من صديقه العنيد الذي لا يوافقه الرأي و لو لمرة واحدة فقط فأخذ يفكر كيف لشخصٍ أن يكون مملاً لهذه الدرجة؟!
-كم أنت رجل ممل يا عمر؟ لماذا تفعل هذا؟
سأل سنان صاحب الشعر الأسود ليعطيه تفسيراً جيداً لسبب رفضه لشيء بهذه الروعة فعقد عمر حاجبيه و نظر له مندهشاً مما يقول يشعر بغرابة لعدم فهم صديقه السريع الوضع الحالي فأراد أن يفسر له بطريقة أوضح و أفضل.
-يا بني، كيف سأفعل و أنت ترى حالة دفنة هكذا؟
-ما بها حالتي؟
و قبل أن يجاوب صاحب الشعر البني على عمر بأي شيء سمع الاثنان صوتاً رقيقاً يأتي من ناحية المطبخ فالتفت كلاً من عمر و سنان لينظرا إلى مصدر الصوت ليرى ذات الشعر الأحمر بجمالها الأخاذ قادمة من داخل المطبخ تحمل فنجانين من القهوة بكلتا يديها و تتجه إلى اتجاههما.
أخذت الفتاة تمشي رويداً رويداً كي لا تسكب القهوة من الفناجين و لكنها شعرت بسخونة القهوة تتدفق إلى يديها فبدأت تتعجل في مشيتها و أخذت تهرول ناحية الطاولة بسبب سخونة ما في يدها.
-حار... حار!
قالت الفتاة فسمعها صاحب الشعر الأسود فنهض فوراً عندما رآها بهذا الشكل و أمسك بكلا الفنجانين ليأخذ بضع الخطوات المتبقية ليضعهما هو على الطاولة.
-لم لم تحضري صينية؟ أو كنت أخبرتيني لأحملها عنك!
بعض وضعهما عاد عمر تلك الخطوات ليمسك بكلا يديها و أخذ يتصفحهما إذا كان يوجد أثر احتراق أو أي شيء.
-أريني، هل أحرقت يديك؟
سألها لينظر إلى يديها ثم إلى عينيها بعدها و لكن هزت هي رأسها نافية.
-لا، أنا بخير...
قالت ذات الشعر الأحمر ثم نظر سنان إليها، عرف الآن ما عناه عمر بحالة دفنة. هي حامل و بطنها كبيرة كالبطيخة و هذا بالفعل كان صعباً على الحوامل و خاصةً دفنة فما سمعه من عمر أحياناً أنها تتعب كثيراً بسبب الوزن الزائد التي تحمله و هذا ما عناه عمر بقوله لا يستطيع فعل ما قاله له فحتى لو أراد عمر الممل بأن يفعل ذلك لا يستطيع ترك دفنته وحيدة.
حين شعرت دفنة براحة إمساك زوجها ليدها الساخنة تذكرت ذلك السؤال التي سألته منذ دقيقة تقريباً و لاحظت عدم رد أحد عليها فأخذت تنظر لكلا الرجلين حين كانت القيام بمهمة توزيع فنجاني القهوة لسنان و عمر و جلست على الكرسي الثالث الموجود في المكان.
-سلمت يداك دفنة.
ثم حركت رأسها ناحية زوجها و بوجهٍ جادٍ سألت.
-سألتك ما بها حالتي؟ و ماذا يريدك أن تفعل؟
حدق عمر عليها للحظات و أخذ يفكر في جوابٍ يخبرها به و لكن لم يعرف ما يقوله فهو يعرف كيف ستتحمس حتماً لسماع ما سيقوله.
و قبل قول عمر أي شيء قرر سنان التكلم بدلاً عنه ليجرب حظه معها فربما لن تتعب و ستصبح سعيدة.
-هناك رحلة رفع المعنويات... ليومين إلى جزيرة. باسيونيس و ستيل كلاهما سيذهبان... و اقترحت على زوجك العزيز أن يصطحبك و يأتي فرفض هذا دون نقاش.
تأفف عمر و نظر إليه بحدة لما قاله.
-أاااه جزيرة، هل هناك بحر؟
عرف عمر أن هذا سيحدث، إنها دفنة و هي دائماً ما تفعل هذا.
-نعم، تخيلي يومان كبيران على البحر دفنة، راحة و استجمام.
-أي! أرجوك لنذهب عمر!
أمسكت دفنة بساعد زوجها و أخذت تترجاه لكي يوافق و عمر ينظر إلى عينيها و بداخله لا يريد أن يرفض لها شيئاً و لكن عندما اختلس نظرة على بطنها لم يرد أن ينجرف ناحية عاطفته و حبه الزائد لها.
-و لكن دفنة أنت...
-أنا ماذا؟
سألت الفتاة و لم تعرف ما يقصده حقاً. فرفع الرجل يده اليمنى و أشار بسبابته على بطنها. تبعت الفتاة إصبعه الذي تحرك من ناحيته إلى ناحيتها ليقع ناظرها على بطنها فرفعت يدها اليمنى لتضعها على بطنها.
-هذا ما قصدته...
أخذت الفتاة تفكر فيما عناه الرجل و حركت يدها ذهاباً و إياباً على بطنها. كانت الفتاة تعرف جيداً خوف عمر عليها و أنه محق في هذا و لكن عندما كانت تفكر في شكل البحر و جلوسها على الشاطئ و جمع الأصداف و صنع قصور من الرمال كانت عقلها يشوش و لا تستطيع التفكير في شيءٍ آخر و بالطبع كانت تتمنى النزول للبحر و لكن حالتها هذه لا تسمح لها أبداً.
-أنا حقاً أريد الذهاب..اشتقت للبحر كثيراً!
رفعت رأسها مجدداً لتنظر إلى عمر بنظرة طفولية و بريئة و حزينة أيضاً.
-و لكن دفنة...
ثم نظرت بنظرة جادة و نظرت بهمة لعيونه تتمنى أن يوافق على طلبها.
-سأهتم بنفسي جيداً، وعد!
كان عمر محشوراً بين نظراتها التي تترجاه للذهاب و خوفه عليها بسبب حملها في الشهور الأخيرة فابتسم صاحب الشعر البني و عرف أن دفنة ستنجح بالتأكيد في إقناعه و سيوافق عمر على طلبها فوراً لأنه لا يستطيع رفض هذه العيون المترجية.
-هيا يا بني، لقد أخبرتك أنها ستكون على ما يرام... بماذا تفكر بعد؟
تنهد عمر باستسلام و قرر الموافقة على طلبها لأنه لا يستطيع الهروب من عيونها هذه.
-حسناً إذاً!
فرحت الفتاة كثيراً لسماع هذا و سعدت كثيراً و ضمت عمر للحظة بسبب سعادتها المفرطة فابتسم هو لرؤيتها هكذا و ربت على ظهرها.
-شكراً لك حقاً!!
ابتعدت دفنة عنه لتنظر إلى وجهه و ثم عادت بوجهها ناحية سنان.
-متى سنذهب هناك؟
-في نهاية الأسبوع.
ابتسم عمر و سنان لرؤية حماسها و قررا ترك القلق عليها الآن لرؤية عينيها المتلألئتين و المتحمسة للذهاب للبحر فعندما فكر عمر بالفكرة اعتبرها حقاً فكرة رائعة و تستحق التعب لأجل الذهاب إليها و لكن كان يجب أن يفكر في دفنة و حملها فهي تتعب كثيراً في الأوقات الأخيرة حتى أنها قد تقضي معظم وقتها نائمة في المنزل.
-حسناً إذاً لأذهب أنا و أبدأ بالتجهيز... يعني أخبر داريا بفعل هذا!
نهض سنان من مكانه بعد إنهاء قهوته و سار ناحية المخرج بعد إخبارهما أنه يعرف الطريق بنفسه و لا حاجة لمساعدته بذلك.
نظرت دفنة إلى زوجها الذي كان يراقب رحيل صديقه ثم عاد بنظره لدفنة التي كانت تنظر له فوضعت يدها على بطنها و أخذت تحركها ذهاباً و إياباً.
-كم سيكون جميلاً إذا كانت إمينة معنا أليس كذلك؟
امتدت يد عمر ليمسك بيدها المرتكزة على بطنها و أخذ يضغط على يدها.
-إنها بالفعل معنا، و كل ما نقوله تسمعه... سنذهب ثلاثتنا إلى الشاطئ، أليس كذلك إمينتي؟
ضحكت دفنة و همت بالنهوض حين أمسك عمر بيدها و سحبها ليجبرها على الوقوف بعد ما نهض هو. أدار شاه السمر ذراعه حول رقبتها و هي وضعت يدها خلف ظهره و أخذا يمشيا باتجاه الباب.
-و لكن، وعداً منك من الآن...
تكلم عمر مجدداً لتحرك الفتاة رأسها للنظر له.
-... إذا أحسست أو شعرت بأي شيء ستخبريني و لن تخفي عني شيئاً، تمام؟
ابتسمت دفنة و هي تنظر له و أرادت المشاغبة قليلاً.
-حبيبي الذي يخاف على حبيبتي...
نظر عمر إليها و أراد أن يكون جاداً للحظة و لكن ابتسامتها و نظرتها لم تسمح له.
-... انحني لأقبلك!
ثم طلبت منه هذا الطلب فلباه لها بدون اعتراض، وضعت دفنة قبلة على خده و حين أرجعت رأسها نظرت له لوهلة ثم تكلمت.
-وعد مني، لا تقلق.
................................................................................
-أي! أنا متحمسة جداً عمر!
وقفت ذات الشعر الأحمر في غرفتها أمام سريرها الكبير في جهة و الجهة الأخرى كان يقف فيها زوجها الطويل و كلاهما كان مشغول في تحضير ما يستطيع تحضيره من أجل الرحلة.
و كان ترتدي ملابسها للذهاب الرحلة من شدة حماسها أما زوجها فقرر أن يتجهز عندما يبدآ بالحراك.
أنت تقرأ
Cinderella And Her Prince
FanfictionRicorda stanotte, perché è l'inizio di tutto! ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ! بعد الفراقات و الأحزان و الآلام التي تعرض لها عمر و دفنة يحق للزوجين أن يعيشا بسعادة مع أطفالهما. عمر و دفنة من بداية خطبتهما الثانية و حياتهما اليومية سوياً و حبهما...