٣٠-الولادة

3K 62 29
                                    

كانت تقف على قدميها الصغيرتين تحمل أثقالاً عليهما و تردي فستاناً جميلاً فيه العديد من الزهور و يظهر جمال الحمل عليها.

فلامست نسمة هواء سريعة وجنة الفتاة و داعبتها لتجعل ابتسامتها ترتسم رويداً رويداً على شفتيها الحمراوتين و أخذت تلك النسمة قبل ذهابها تحرك خصلات شعرها الأحمر المنسدل على كتفيها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

فلامست نسمة هواء سريعة وجنة الفتاة و داعبتها لتجعل ابتسامتها ترتسم رويداً رويداً على شفتيها الحمراوتين و أخذت تلك النسمة قبل ذهابها تحرك خصلات شعرها الأحمر المنسدل على كتفيها. فما أجمل هذا الجو في وقت كهذا يجعل جسدها يتخدر من اعتدال حرارته و هي كانت تحب هذا الطقس كثيراً و يجعلها تشعر براحة داخلية لا مثيل لها حتى أنها تشعر بسعادة غامرة بسبب جمال الطقس فأبسط الأشياء تسعدها دائماً.
كانت عيون ذات الشعر الأحمر البنية منغلقة لتظهر جمال رموشها الطويلة و عندما شعرت شعور الدغدغة في أنفها الصغير فتحت كلتا عينيها و وقع ناظرها على الزرع الأخضر و ماء المسبح الذي أمامها، الزرع الذي كان لونه رائعاً مع لون ضوء القمر و أضواء حديقة منزلها الكبير و المسبح و ماءه الذي كان كالمرآة للقمر و النجوم التي تضيء السماء و فجأة شعرت بضرباتٍ خفيفة من داخل رحمها فعلى ما يبدو استجابت ابنتها لتلك النسمة الرائعة كما فعلت هي و أحبتها أيضاً.
أحبت دفنة كثيراً أن تحصل على ابنة تشببها في الشكل و الطبع فهو جميل جداً أن تحصل على نسخة أخرى منك خصيصاً لو كان هذا الشخص من لحمك و دمك. لكن حينما تفكر دفنة في أن إمينة قد تشبه والدها لا تحزن بل تصبح أسعد بوجود عمر إيبليكجي آخر على هيئة فتاة صغيرة خصوصاً و هي قادرة على التعامل مع الكبير فلن يتسبب لها الصغير بمشكلة أبداً فسترتاح نفسياً حين تحصل على نسخة أخرى من هذا الرجل و يثبت لها العالم أنه ليس فريداً من نوعه كما تظن بل له نسخة أخرى و هذه النسخة من لحمه و دمه. و أجمل من أجمل شيء هو أن عشقها له سيتجزأ على هيئة طفلة صغيرة فهي معجزتهما في النهاية و ستظل ذلك دائماً لأنها دليل على الحب الذي شاركاه سوياً.
كانت يدها مرتكزة على بطنها حيث أنها كانت تتكلم منذ دقيقة مع صغيرتها مغمضة العينين و تشعر بدرجة الهواء من حولها إلى أن أتت تلك النسمة لتدغدغ جلدها الأبيض و تجبرها على فتح عينيها و ها هي لاقت حركة أخرى من حركات ابنتها و ركلاتها التي لا تهدأ فحركت البرتقالية يدها ناصعة البيضاء ذهاباً و إياباً على بطنها المنفوخ حين شعرت بضربات الفتاة الصغيرة على يدها فحاولت جاهدة تهدأة الوضع بداخلها و لكنه لم يحدث بأي ششكل من الأشكال.
-Noldu canım?
قالت ذات الشعر الأحمر و هي تبتسم ابتسامة خفيفة و تحرك يدها و لم تلاحظ أبداً صاحب الشعر و اللحية السوداء الذي كان يقف داخل غرفة الجلوس و يراقبها من خلال زجتج بابا المؤدي للحديقة و يراقبها فور نزوله من السلم المؤدي إلى الطابق الثاني، يراقبها بهدوء و يشاهدها تقوم بما تقوم به عادة فهذه إحدى تسلياته اليومية التي يتسلى بها دوماً و عندما تمل دفنة من عينيه التي ارتكزتا عليها طوال الوقت و تتوتر تقول له إنها تعرف و متأكدة من أنه سيتغير قريباً و يراقب ابنتهما بدلاً منها و لكن يخيب آمالها و يقول إنه سيخصص نصف اليوم لها و النصف الآخر سيكون لإمينة فأخذ بضع الخطوات إلى أن اقترب منها جداً منها و أخذ شاه السمر يستمع لزوجته منصتاً لكل كلمة تقولها لابنتهما.
-أنا والدتك... لماذا تفعلين هذا فيني؟
قالت دفنة و ابتسامتها لم تفارق وجهها حيث أرادت أن تمزح مع فتاتها قليلاً و لكن فتاتها لم تتقبل المزاح و أخذت تركل بطنها مرة أخرى فتسببت بضحك دفنة و جعلتها تتكلم مجدداً.
-أنت عنيدة إمينة... مثل والدك.
ضحكت ذات الشعر الأحمر و ابتسم عمر لتشبيه ابنته به في غيابه و أخذ بضع الخطوات باتجاه الحديقة و وقف بخلفها بهدوء تام و أخذ يتابع الاستماع لدفنته تتكلم مع إمينته دون أن تدرك أنه موجود.
-إمينة... اقترب قدومك كثيراً... أنا أنتظر على نار حبيبتي...
تحولت ضحكات البرتقالية إلى ابتسامة لطيفة و خفيفة دافئة القلب و لم تهدأ حركة يدها كأنها تحاول التربيت على رأس ابنتها.
-ستأتي و ستعرفين كم انتظرناك بصبر فارغ... ستعرفين مدى حبي.. حبنا لك.
كاد عمر أن يصحح لها ما قالته عن حبها لها وحدها و لكن هي صححت لنفسها هذا و لكن شعر برغبة إخبارها شيئاً آخر و هذا الشيء هو أنه يعشق ابنته و ليس مجرد حب فقط و هو متأكد أنها تفعل نفس الشيء و لكن توقف حين أكملت هي كلامها.
-و أنا... أنا أحبه كثيراً جداً. أحبه لدرجة أني أردت أن أعطيكي اسم أعز الناس إلى قلبه... و هي والدته...
حدق عمر على دفنته حين تذكر ذلك اليوم الذي قالت له دفنة إرادتها بإعطائها لاسم والدته و تابع سماعها في هدوء متجاهلاً ذلك الألم الذي كان ينبعث من قلبه لتذكره والدته الذي فقدها من سنوات كثر.
-هي جدتك... إنسانة رائعة سمعت عنها كثيراً من عمر حتى أننا ذهبنا إلى مكانها المفضل.. غابة الحور... هو مكان رائع إمينة... ستحبينه أنت أيضاً.
كان يزداد وجع عمر الداخلي لسماع هذا و لكن في نفس الوقت كان قلبه سعيداً يرفرف من الفرحة لسماع كلام دفنة عن والدته التي لم تقابلها حتى فكم يحب هذه المرأة، كل ما فيها رائع و جميل و هو محظوظ جداً لاختيار هذه المرأة لتكون زوجة له.
-عندما تأتي إلى هذه الدنيا ستحبين الجميع لأنهم كلهم رائعين..
-و أنت أروعهم!
قال صاحب الشعر الأسود حينما تقدم إلى الأمام أخيراً بعد الاستماع إلى الكلام الرائع لزوجة عن زوجها و عن والدته و عن جميع الناس من عائلاتهما و عند وصوله حيث تقف الفتاة و قبل التفافها أحنى رأسه قليلاً بسبب قصر قامتها و وضع قبلة على وجنتها البيضاء و احتضنها من الخلف ليجعل ابتسامتها تتزايد فتكلمت.
-هل تتجسس علي عمر بيه؟ هذا لا يجوز!
حركت ذات الشعر الأحمر رأسها قليلاً لتنظر إلى جانب وجهه المرتكزة على كتفها الأيسر فرفع عمر رأسه قليلاً لينظر لها بابتسامة.
-إنك تتكلمين مع ابنتي، من حقي الاستماع لما تقولينه لها... فربما تتآمران علي.
عقدت دفنة حاجبيها و أخدت تنظر له و تدافع عن نفسها و ابنتها.
-أولاً ليس حقك التجسس أبداً...و أيضاً نحن لا نتآمر عليك و لكن ربما نفعل في المستقبل لو أحزنتنا في مرة.
قالت دفنة و أرادت أن تخفي ضحكتها المكتومة فوضع شاه السمر قبلة على كتفها و تكلم ناظراً إلى عينيها بحب.
-و هل أفرط فيكما أنا؟!
ابتسمت كرداً على روعة كلامه و رفعت يدها اليسرى التي كانت مرتكزة على بطنها و أمسكت بوجهه لتقربه منها و تضع قبلة على وجنته ذات اللحية السوداء.
-Canım!
هدأ الاثنان لثانية و لكن تذكرت دفنة شيئاً أرادت قوله بدون أن تفكر في عواقبه.
-و لكن... أنا أعرف أنك تتكلم معها و أنا نائمة... تهمس بصوت منخفض كي لا أسمع أنا...
عقد عمر حاجبيه و رفع رأسه لينظر مجدداً و بعدها تكلم.
-انظروا من يتجسس الآن..
ضحكت دفنة من كلامه و قبلته مجدداً فابتعد عنها لينظر إلى وجهها و يتصفحه.
-هل بردت؟
سأل شاه السمر زوجته لقلقه على صحتها أكثر منها أحياناً فهزت الفتاة رأسها نافية لسؤاله.
-Yok... Hava çok güzel...
جاوبت ذات الشعر الأحمر زوجها صاحب الشعر الأسود الذي كانت عيناه لا تفارقانها و دائماً تراقبان ما تفعله هي لا يمل و لا يسأم من ذلك أبداً.
أخذ صاحب الشعر الأسود ينظر لزوجته يتصفح وجهها إذا بها أي تعب يذكر فهو يعلم أنها لن تعترف بتعبها مهما حدث و هو موقن بذلك رغم وعدها له أنها كانت ستعتني بنفسها. هو لم يشك يوماً أنها لن تفي بالوعد هذا و لكن هو يعرف أنها قد تتعب نفسها أحياناً و لا تقول أنها تعبة لهذا كان يتبع هذا الأسلوب معها أحياناً ليختصر على نفسه الوقت.
-تعالي و اجلسي إذاً.. كي لا تتعب قدماك...
قال عمر و أخذت يده اليسرى تنخفض إلى الأسفل ليمسك بيدها و يسحبها ناحية الكرسي الذي في الحديقة.
-Pekı...
قالت ذات الشعر الأحمر و ضغطت يدها على يد الرجل الذي كان يمشي رويداً رويداً كي يصل إلى الكرسي الذي يريد إجلاسها عليه و قبل أن تصل إلى الكرسي لاحظت ذات الشعر الشخص القادم من الداخل و على وجهه ابتسامة سعادة و ينظر للثنائي و ينتظر ليصل إلى الحديقة حتى يتكلم.
-الغرفة جميلة جداً دفنة... أخي ذوقه رائع صراحةً.
قال الرجل صاحب الشعر البني سنان ليخرج إلى الحديقة و خلفه زوجته ذات الشعر البني سيدا و ابنتها الصغيرة لارا و على وجهيهما ابتسامة هما أيضاً.
رفعت دفنة رأسها لتنظر إلى صاحب الشعر الأسود الذي كان يبادلها النظرات لسماع قول صديقهما سنان الذي كان يتكلم على غرفة ابنتهما التي كانا يشاهدها مع عائلته في الطابق الثاني مع ابنة زوجته بعد نزول عمر للاطمئنان على دفنته.
شارك عمر النظرات مع دفنته لأنه كان يفكر في تلك المخلوقة الصغيرة التي لم تولد بعد، لنقل أنها قاربت على المجيء و فكرت دفنة في نفس الشيء حينما سمعت ما قاله الرجل فابتسمت و نظرت لزوجها صاحب الأفكار العظيمة.
-إنه عمر إيبليكجي... رائع في كل شيء.
قالت ذات الشعر الأحمر تتباهى بزوجها كما تفعل بعض النساء النادرين جداً. تفعل بعض النساء في التباهي في أزواجهن كذباً ليغظن بعضهن البعض و لكن دفنة لم تكن تفعل هذا أبداً لأنها لا تريد أن تكذب على أحد و لا حتى التباهي به لأنها تعرف جيداً أن حبيبها و روحها رائع بدون أي شيء.
-حقاً أخي عمر... إمينة ستحب غرفتها كثيراً.
قالت ذات الشعر البني الصغيرة و هي تنظر إلى الرجل صاحب القامة الطويلة و هو يشاركها النظرات و يبتسم.
-و ستحبك أنت أيضاً يا أميرة لارا... ستكونين أخت كبيرة رائعة لها.
قال عمر للفتاة الصغيرة معرفة أنها لطيفة و رقيقة و بالفعل ستمثل أختاً رائعة لإمينة و إمينة ستحبها جداً أيضاً.
-لارا عزيزتي... اذهبي أنت و شاهدي التلفاز حتى لا تملي من أحاديث الكبار.
قالت ذات الشعر الأحمر و هي تنظر إلى الصغيرة التي كانت تنتظر الفرصة لتخبر والدتها بما تريده و بكن دفنة سبقتها و قالت لها فابتسمت ذات الشعر البني و اقترب عمر منها.
-حسناً إذاً لارا، تعالي لأشعله لك.
أخبرها عمر حيث امتدت يده الكبيرة ليمسك يدها الصغيرة و يمشيا سوياً إلى غرفة الجلوس.
ابتسم الجميع لكلام عمر و بعدها ذهب الرجل ليشعل التلفاز للصغيرة و يحضر لها ما تحبه و هم يراقبونه من الحديقة و بعد انتهاء الرجل من ذلك عاد مرة أخرى إلى الحديقة بجانب زوجته الجميلة. فأخذ الجميع ينظر للفتاة الجميلة ذات الشعر البني التي كانت تشاهد رسومها المتحركة بسلام و بعدها أيقن سنان شيئاً حرك رأسه بعيداً عنها لينظر إلى زوجة أخيه و حين رأى بطنها الكبيرة تكلم.
-اجلسي أنت دفنة لكي لا تتعبي...
قالها و هو موقن بما يسمعه عن النساء الحوامل اللاتي يتعبن بسبب ثقل الحمل و لكي لا تتعب هي نصحها بالجلوس فحرك عمر رأسه لينظر للفتاة و بعدها مهد لها الطريق لتجلس على الكرسي الذي أمام الطويلة حيث أخذت تنظر لهم جميعاً و هي تضحك لما تقولينه.
-و لكن أنا سأعتاد على هذا الدلال كثيراً و لن تستطيعوا أن تغيروني بعد ذلك.
-تدللي دفنة... تدللي فكله من أجل إمينة.
قال صاحب الشعر البني و هو ينظر إلى ذات الشعر الأحمر الجالسة على كرسيها.
-أنا متحمسة جداً لرؤيتها حقاً، ماذا قال لك الطبيب و متى موعد ولادتها؟
سألت سيدا لتظهر حماسها و تشوقها لرؤية الصغيرة و هي تنظر لدفنة و يديها التي ارتكزتا على بطنها.
-ها أنا في الشهر الأخير... عما قريب ستولد إمينة.
جاوبتها دفنة حين تذكرت أنها حقاً في أي لحظة ستلد مولودتها التي حملتها لتسعة أشهر داخل رحمها و أخذت تفكر حين أخبرها الطبيب أنه يجب عليها أن تظل في المشفى فيمكن أن تلد في أي لحظة و لكن دفنة لم تحب الفكرة أبداً فهي لن ترتاح أبداً في معاملتها كالمريضة من أجل ولادتها هذه.
-و أيضاً... رأسها إلى الأسفل.
قالت دفنة لتندهش سيدا كثيراً و تضع يدها على فمها.
-أنت حقاً ستلدين... بقي القليل جداً.
قالت سيدا لتومئ ذات الشعر الأحمر برأسها و ابتسمت بتعب فرغم أنها كانت تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر كانت خائفة جداً منه بسبب آلامه تشعر بأنها لن تستطيع تحمل أي ألم فتدعي الله دوماً أن يمر كل شيء على خير.
-لحظة، ماذا يعني الرأس إلى أسفل؟
نظر الرجل إلى الفتاتان الكبيرتان فابتسما لعدم معرفته لأي شيء لعدم تجربته وصولاً إلى هذا العمر فنظر عمر له و تكلم عن النساء بما أنه يملك الخبرة الآن بعد تجربة كل شيء سواء كان جميلاً أو متعب.
-نزول الرأس إلى الأسفل معناها أن إمينة مستعدة للخروج حقاً...
انتبه الجميع لكلام شاه السمر و نظر سنان له بتمعن لكي يفهم ما يقصده.
-الطفل عند الخروج يجب أن يخرج برأسه لكي يستطيع التنفس.
أكمل عمر كلامه و أرادت دفنة أن تصفق كلتا يديها له لما يقوله ففي النهاية قراءة الكتب و البحث على الإنترنت قد فادته كثيراً و أصبح يعرف أشياء كثيرة الآن.
-هااا... إذاً إنه شيء رائع. ستأتي إمينة عما قريب...
-نعم و لكن... جسدي يرتجف لتذكر هذا!
وضع عمر يده اليسرى على كتفها الأيسر و قربها إلى صدره و أخذ يحرك يده بلطف تهدأة منه لها فابتسمت كي لا تخجله.
-لا بأس... سيمر سريعاً.
قالت سيدا محاولة تشجيعها.
-فكري أنك ستحملين إمينة في النهاية دفنة يعني...
نظر الجميع إلى سنان الذي كان يتكلم.
-ستصبحين أماً في النهاية!
تحولت ابتسامة دفنة المجبرة إلى ابتسامة دافئة حين تخيلت ابنتها على ذراعها تفتح عينيها الصغيرتين و تنظر لها و ترتسم على شفتيها الصغيرتين ابتسامة لملاعبتها و محاولة إضحاكها و يدها الصغيرة التي ستمسك بإصبعها الكبير بالنسبة لها و إغلاق يدها عليه بشدة كأنها تتمسك بها.
-نعم...
قالت الفتاة و أخذت تحرك يدها على بطنها و على وجهها ابتسامة بسيطة و دافئة ففي نهاية كل ألم الشعور بالراحة و نهاية كل ظلام شمس ساطعة فابتسم الجميع لرؤيتها بهذا الشكل و ارتاحا لرؤيتها مرتاحة و لكن سنان لم يكتفي بهذا و أكمل كلامه حين شعر بالحماس الشديد لرؤية الطفلة التي ستولد عما قريب.
-و لكن حقاً هل فكرتما من ستشبه هذه الفتاة؟
تكلم صاحب الشعر البني ليلتقط انتباه الجميع في المكان فأخذ الأبوين يفكران في جواب مناسب لمجاوبته فقررت دفنة التكلم قبل عمر.
-عمر يقول لابد و أنها تشبهني و أنا أقول العكس.
رفع سنان رأسه لأعلى و أخذ يفكو في صورة الفتاة و بدأ بالفعل يتخيلها أمامه كدفنة صغيرة. لها شعر أحمر طويل و جلد ناصع البياض لابد و أنها ستكون ملكة جمال لا محالة و لكن جاء على رأسه تلك الأفعال الشيطانية التي كانت ذات الشعر الأحمر تقوم بها أحياناً و أحياناً تسكعها الذي عشقها عمر بسببه فضحك و تكلم.
-Oooh, serseri Emine!
ضحك سنان على ما قاله ليضحك الجميع معه و غطت ذات الشعر الأحمر وجهها لخجلها مما سمعت فعلى الأغلب لا يوجد شخص في تركيا لا يعرف بأفعالها و شخصيتها الغريبة و لكن لكي لا تظن أنه يتكلم عنها بالسوء تكلم سنان مرةً أخرى.
-و لكن إذا شابهت عمر ستصبح شلال جليد...
على ذكرى شلال الجليد جاءت صورة كوراي على رأسه و أراد أن يمسح تلك الصورة من دماغه و لا يفكر في ذلك المصور الثرثار لأنه يحمدالله أنه لا يعرف أنهم مجتمعون في بيته و لو عرف هذا سيأتي على الفور و لن يخلصوا من ثرثرته ما فعلوا.
ضحكت ذات الشعر الأحمر على ما قاله سنان و نظرت لعمر الذي بدا متضايقاً قليلاً و علمت سبب ضيقه هذا ثم أرادت تغيير الموضوع فهمت بالنهوض من مكانها و تكلمت.
-إذاً لأحضر بعض الطعام فسهرتنا مازالت بأولها...
قالت دفنة لينظر لها سنان و ينظر لبطنها الكبيرة و يرفع يديه في الهواء باتجاهها.
-دفنة اجلسي كي لا تتعبي...
حركت ذات الشعر الأحمر نظرها إلى صديقها و تكلمت.
-تعب ماذا سنان؟ إنني بخير غير هذا... الحركة تفيدني.
حدق الرجل بها لثواني عدة و بعدها حة رأسه لعدم معرفته بشيء فعلى ما يبدو هو لا يعرف أي شيء البتة.
-يبدو أني سأحتاج دروس خاصة لأتعلم كل شيء عن الحوامل عندما أصبح أباً...
ابتسمت ذات الشعر البني لبراءة زوجها و أمسكت بساعده تضمه بالقرب منها ثم همست في أذنه ليبتسم.
-ستكون أفضل أب!
عند عودة البرتقالية من المطبخ تحمل طبقان في كلتا يديها فَهَمَ صاحب الشعر الأسود لمساعدتها على وضع الأطباق على الطاولة فتناول الجميع الطعام بما فيهم لارا التي وصل لها الطعام إلى حيث كانت تجلس و عوملت كالأميرات حقاً و بعد عدة ساعات من الثرثرة و الضحك على عدة مواقف قررت عائلة سنان الذهاب و العودة إلى منزلهم و حين وصلوا إلى غرفة الجلوس بعض مساعدة دفنة في توضيب الوسط لمحت سيدا ابنتها النائمة على الأريكة فابتسمت و تكلمت.
-نامت الأميرة الصغيرة و هي تشاهد برامجها المفضلة...
قالت ذات الشعر البني، فتنهد سنان و اقترب من الفتاة الصغيرة يمسك بكلتا ذراعيها ليحملها في حضنه و ابتسم و هو ينظر إلى صديقه.
-كن مستعداً يا صديقي فعند ولادة إمينة ستتحول إلى حامل أطفال.
ضحك الجميع على ما قاله الرجل و بعدها رفع جزء من راحة يده ليؤشر بها لعمر و دفنة.
-İyi geceler... Hadi Seda...
سار الرجل في المقدمة و من خلفه زوجته التي أخذت ثانية لتوديع أصدقائها.
--لا تتعبا نفسيكما و وتأتيا.. انتبهي لنفسك دفنة.. وداعاً.
قالت سيدا و من ثم تبعت زوجها إلى الباب.
نظرت دفنة إلى الاثنين و هما يسيران و على وجهها ابتسامة دافئة.
-كم هم عائلة جميلة، أليس كذلك حبي؟
رفعت ذات الشعر الأحمر رأسها لتنظر إلى حبيبها بابتسامة دافئة لترى أنه كان ينظر لها بنفس نظرات الحب و الدفئ فابتسم و طبع قبلة على وجنتها.
-صدقيني... سنكون مع إمينة... مثلهم تماماً.
أومأت دفنة رأسها و هي تنظر له بنفس الابتسامة بعدها تكلمت.
-أصدقك حبي... أصدقك!
ابتسم الرجل لرؤية مزاجها المحسن و بعدها ضم جسدها إلى صدره و تكلم ناظراً إلى الساعة التي في غرفة الجلوس.
-لقد تعبت اليوم كثيراً... هيا لننام.
..............................................................................
تنهدت ذات الشعر الأحمر بعد ما حدقت بالسقف مطولاً و بعدها أغلقت عينيها لتتحرك و ترتكز على جانبها الأيسر و بعدها استجمعت قواها لتنهض من استلقائها هذا و تجلس على السرير و تنزل كلا قدميها إلى الأرض حيث وضعت كلا يديها على الفراش تستند عليه و بعدها بدأت تستجمع قواها كلها كي تستطيع النهوض من مكانها رغم أن الساعة كانت الثالثة فجراً.
فما السبب وراء نهوضها في وقت كهذا يا ترى؟
كانت قد قررت النوم باكراً لهذه الليلة على العاشرة تقريباً و ارتدت ملابس نومها و نامت منفردة أولاً لشعورها بقليل من التعب و بعدها لحق بها رجلها فيما بعد.

Cinderella And Her Prince حيث تعيش القصص. اكتشف الآن